في ساحة الأنفاليد حضر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمعية محاربين قدامى مراسم تكريم الكاتب والشاعر والدبلوماسي الفرنسي ستيفان هيسيل الذي توفي يوم 27 فبراير 2013، عن سن يناهز الخامسة والتسعين عاما بعد مسيرة عطاء حافلة. يعتبر هيسيل من الفلاسفة والناشطين الفرنسيين في مجال حقوق الإنسان ومن المساندين للقضية الفلسطينية وقضايا عادلة أخرى، لا سيما تلك المتعلقة بحركات التحرر. قد شارك في صياغة مسودة الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادرة من الأمم المتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كما ترك عددا من الكتب التي لاقت رواجا كبيرا في جميع أنحاء العالم.
أصدر ستيفان هيسيل في 2010 كتابا أحدث ضجة كبيرة، حمل عنوان "استنكروا" بيعت منه ملايين النسخ وترجم إلى عشرات اللغات. الكتاب يدعو الشباب وكل المناضلين الصادقين في العالم إلى "الانتفاض" من أجل حياة أفضل ومحاربة الظلم ونزع كل العقبات السياسية والاقتصادية التي تحول دون العيش في كنف حياة كريمة. ولد هيسيل في عام 1917 في برلين، من عائلة يهودية من بولندا ثم انتقل إلى العيش في فرنسا وعمره لا يتجاوز سبع سنوات. ذاق هيسيل الأمرين خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم اعتقاله وتعذيبه من قبل القوات النازية في 1944، لكنه في النهاية نجح في الفرار من قبضتها باستخدام هوية ليست هويته الحقيقية. نال ستيفان هيسيل الجنسية الفرنسية في 1937 وخاض حياة جديدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث درس الفلسفة في الجامعة الفرنسية. عمل في 1946 في الأمم المتحدة وشارك مع روني كاسان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
شارك هيسيل في جميع المعارك السياسية والاجتماعية العادلة والهادفة إلى تعزيز حقوق الإنسان وتوفير حياة كريمة لكل المواطنين في فرنسا والعالم. بعد سنوات من المعارك السياسية والقانونية، رحل هيسيل وبقيت أفكاره والتزاماته السياسية.