للدورة السابعة على التوالي، يستمر مهرجان "أيام بيروت السينمائية" الذي تنظمه الجمعية الثقافية بيروت دي سي من 15 ولغاية 24 آذار (مارس) 2013 في صالات سينما متروبوليس أمبير صوفيل في الأشرفية. تضم هذه الدورة أكثر من فيلماً بين الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة، بالإضافة إلى ندوات وجلسات تواصل وندوات مختصة. إن هذه الدورة تقدم أفلاماً جديدة من بلدان تضع نفسها للمرة الأولى على خارطة السينما العربية، لا بل العالمية، كفيلم الإفتتاح وجدة إخراج هيفاء المنصور من المملكة العربية السعودية، بعد مشاركته في مهرجان البندقية، أحد أرقى مهرجانات العالم وحصده جوائز مهرجان دبي الدولي الرائد. يأخذنا فيلم وجدة الى عالم صبية مثابرة حلمها شراء دراجة هوائية، فتتحدى وتجتهد وتعاند لتحقيق مبتغاها على الرغم من ممانعة مجتمعها. الإضافة الى ذلك، هناك مشاركة من المغرب حيث يأتي دعم الدولة للسينما ليبشر ببدء صناعة سينمائية حقيقية، في وقت لا تزال السينما المغربية ترتكز نسبياً على الإنتاج المشترك. نحن إذن على موعد هذه السنة خلال "أيام بيروت السينمائية" مع ثلاثة أفلام روائية طويلة بالإضافة الى فيلم وثائقي ومجموعة أفلام قصيرة.
الأفلام الطويلة هي: على الحافة إخراج ليلى كيلاني (شارك في مهرجان كان الدولي 2013)، يا خيل الله إخراج نبيل عيوش (شارك في مهرجان كان الدولي 2013) وبيع الموت إخراج فوزي بنسعيدي. أما الوثائقي فهو السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة إخراج سامي مرمر وهند بنشكرون. كما تشارك الجزائر بفيلمين روائيين وفيلم وثائقي: الروائي التائب إخراج مرزاق علواش (شارك في مهرجان كان الدولي 2013) ويما إخراج جميلة الصحراوي (شارك في مهرجان البندقية 2013). بالإضافة الى الوثائقي فدائي إخراج داميان أونوري (شارك في مهرجان تورونتو الدولي 2013). من تونس، تستضيف "أيام بيروت السينمائية" الوثائقي يا من عاش إخراج هند بو جمعة الذي شارك أيضاً في مهرجان البندقية. مصر، مهد صناعة السينما، تأتينا بأفلام لمخرجين مستقلين. في الروائي الأول، ينتقل المخرج من العمل المستقل مع ممثلين غير محترفين الى العمل مع عمر واكد الذي مثل وشارك في الوقت نفسه بإنتاج الفيلم، معالجاً الثورة على طريقته بفيلم الشتا اللي فات إمضاء إبراهيم البطوط (شارك في مهرجان البندقية 2013). بالإضافة الى المخرجة هاله لطفي التي تقدم فيلمها الخروج الى النهار بشاعرية ملفتة. من مصر، يسلط المهرجان الضوء على شباب مستقلين في الروائي. ويعطي في الوثائقي مساحة لمخرجة مخضرمة: تهاني راشد لتشارك بفيلمها الجديد نفس طويل. أيضاً، الوثائقي رسائل من الكويت إخراج كريم غوري، الشاب الفرنسي المصري الذي طور كتابة هذا الوثائقي في بيروت ضمن ورشة عمل "الوجه والوجه الآخر" من تنظيم الجمعية الثقافية بيروت دي سي.
من فلسطين، الروائي الطويل لما شفتك إخراج آن ماري جاسر وثلاثة أفلام وثائقية: غزة مم إخراج خليل المزين، المتسللون إخراج خالد جرار وفيلم الختام عالم ليس لنا إخراج مهدي فليفل (شارك في مهرجان برلين الدولي 2013 فيما ما زال يحصد الجوائز الواحدة تلوى الأخرى في المهرجانات الدولية) وهو فيلم شخصي يقوم فيه المخرج فليفل بعرض صورة ثلاثة أجيال عاشت المنفى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. العراق مشارك أيضاً مع وثائقي إخراج محمد وعطيه الدراجي في أحضان أمي وهو بمثابة صرخة لأطفال - العراق. الجمعة الأخيرة إخراج يحيى العبداله (شارك في مهرجان برلين الدولي 2013 وحاز على ثلاث جوائز في مهرجان دبي السينمائي الدولي) وتمثيل علي سليمان، وهو من التجارب السينمائية الجديدة الواعدة في الحركة السينمائية التي تنشأ في الأردن. أما من سوريا، تعرض أيام بيروت السينمائية مشوار إخراج ميار الرومي وهو فيلم روائي طويل من تمثيل اللبنانية ألكسندرا قهوجي وموسيقى زيد حمدان. بالإضافة الى فيلم وثائقي إخراج هالة العبدالله كما لو أننا - نمسك كوبرا التي تعرض فيلمها الثالث على التوالي ضمن فعاليات هذا المهرجان. اللبناني فؤاد عليوان إختار مهرجان "أيام بيروت السينمائية" لتقديم العرض الأول في بيروت لفيلمه الطويل الأول عصفوري وهو عرض خاص، قبل إنطلاق الفيلم في الصالات اللبنانية...
كما أن الدورة على موعد أيضاً مع أفلام وثائقية لمواهب لبنانية شابة: أبي يشبه عبد الناصر إخراج فرح قاسم وثائقي حاز على جائزة في مهرجان دبي الدولي. والحارة إخراج نيكولا خوري وإنتاج روزي الحاج هو التجربة الأولى من نوعها للمخرج وللمنتجة وعمل يستحق التنويه. بالإضافة الى فيلم يتناول العالم العربي وهو تحت الضغط إخراج جولي مدسون. يقدم المهرجان لفتة الى المخرجة تماره ستيبانيان ويعرض فيلمها الوثائقي جمر الحائز جوائز عدة، والذي يتناول قصة نضال عائلة أرمنية خال الحرب العالمية الثانية.
من المخرجين الشباب اللبنانيين يشارك الأخوين رائد ورانيا رافعي بفيلم 74 (إستعادة النضال).
كما يسر مهرجان أيام بيروت السينمائية تقديم العرض الأول اللبناني للوثائقي النادي اللبناني للصواريخ إخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج قبل خروجه إلى الصالات في 11 نيسان (أبريل) الجاري.
والوثائقي ليال بلا نوم إخراج إليان الراهب (مشارك في مهرجان سان سيباستيان الدولي 2012).
موضوعان يظهران وجهان مختلفان للبنان عبر أعين مخرجين معروفين.
الليالي البيضاء
للفيلم القصير
تطوَّر الفيلم الروائي القصير لدى المخرجين العرب وجاء ليفرض نفسه هذه السنة. فأحب المهرجان أن يعطيه مساحة أكبر، من خلال تخصيص ليلتين طويلتين للفيلم القصير العربي حيث سيستمتع محبو الأفلام القصيرة بإكتشافات جميلة لـ19 فيلماً قصيراً.