مهرجان الناظور للقصة القصيرة جدّا

يَحتفي بابنة الريف سُمية البوغافرية في دورته الثانية

إعداد: فريد أمعضشو

 

أُسْدل الستار مساء الأحد الماضي عن فعّاليات مهرجان الناظور للقصة القصيرة جدا، في دورته الثانية، الذي نظمته جمعية جُسور للبحث في الثقافة والفنون، بدعم وشراكة مع عددٍ من الجهات والمؤسّسات، واحتضن أشغاله وأنشطتَه المركب الثقافي الكورنيش بالناظور، على امتداد ثلاثة أيام، كان برنامجُها الثقافي غنيّا جدّا. وشارك فيه قصّاصون ونقاد من السعودية، وليبيا، وفلسطين، وتونس، واليمَن، وسوريا، علاوة على المغرب. وقد حملت النُّسْخةُ الثانية من المهرجان اسم القاصة المغربية سمية البوغافرية، واختار لها المنظِّمون شعارَ "القصة القصيرة جدا: أسئلة الإبداع، وآفاق التجْريب".

عرَفت الجلسة الافتتاحية، بعد عصْر الجمعة 15 مارس 2013، إلقاءَ كلمةِ رئيس المهرجان الدكتور جميل حمداوي، وكلماتِ جملةٍ من داعِمِي هذه التظاهُرة الأدبية الكبيرة، وتوزيعَ الجوائز على المبدعين الشباب الفائزين في المُسابقات التي أطلقها المهرجان خلال هذه الدورة؛ بحيث آلتِ الجائزة الكُبرى إلى القاصّ المغربي توفيق بوشري عن مجموعته "صفر درهم TTC"، وآلت جائزة المسابقة التي أشرفت عليها لجنة قراءة محلّية إلى القاصّة المغربية حياة بلغربي عن مجموعتها "ترميم قلب". وقد تولّت إدارة المهرجان طبْعَ المجموعتين معاً، وتوزيعَهما خلال الدورة. كما وُزِّعت الجوائز على الفائزين في مسابقات طلاب كلية الناظور متعددة التخصصات، وتلاميذ الثانويات التأهيلية، وطلبة المعهد الإسباني بالمدينة. واختُتمت جلسة الافتتاح بتكريم عددٍ من الشخصيات في مجالات الإبداع والنقد والإعلام، وهي: سمية البوغافرية؛ القاصّة والروائية المغربية المُحْتفى بها خلال هذه الدورة، وصاحبةُ "أجنحة صغيرة" (قصص قصيرة)، و"رقص على الجَمْر" (قصص قصيرة)، و"زُليخة" (رواية)، و"أقواس" (ق ق ج). ثم القاص المغربي عبد الله المتقي، والقاصّ السعودي حسن علي البطران، والقاص والناقد الفلسطيني يوسف حطيني، والقاص الناظوري ميمون حِرْش، والتونسي عبد الدائم السلامي، والقاص المغربي مصطفى لغتيري، والمبدع الناظوري، الذي يُبْدع بأمازيغية الريف، الحسن الموساوي، والناقد المغربي محمد رمصيص، والإعلامي المغربي على أزحاف ابنُ الإقليم، والتشكيلي الناظوري بوعرفة أبدور، الذي أقيم معرضٌ للوحاته في المركب الثقافي، الذي احتضن أنشطة المهرجان، على امتداد أيام التظاهرة.

وُزِّع المشاركون في المهرجان، من قصّاصين ونقاد، على ثلاث جلسات مخصَّصة للقراءات القصصية، وثلاث موائد نقدية قدِّمت خلالَها دراسات نظرية ومقاربات تحليلية حول القصة القصيرة جدا. فمِنَ القصاصين الذين استمع الحاضرون إلى نماذجَ من إبداعاتهم في هذا الفن القصصي الجديد نذكر: عبد الله المتقي، والمصطفى كليتي، وسمية البوغافرية، والسعدية باحدة، وحسن برطال، ومصطفى لغتيري، والطاهر لكنيزي، ومحمد العتروس، ونعيمة القضيوي الإدريسي، ومحمد محقق، وميمون حرش، وعبد الواحد عرجوني، وحميد ركاطة، وعز الدين الماعزي، وإدريس الواغيش، ووفاء الحمري، ونور الدين كرماط، وسعاد أشوخي... (من مدن مغربية عديدة)، وحسن علي البطران، ومنيرة الأزيمع (السعودية)، ويوسف حطيني، ونجلاء عطا الله (وهما معاً من فلسطين)، وجمعة الفاخري (ليبيا)، ومحمد الغربي عمران (اليمن)، وحسن جبقجي (سوريا)، وفاطمة بن محمود (تونس).

وقدَّم مجموعة من النقاد مداخَلات ودراسات في هذه الدورة، وهم: مسلك ميمون (خصائص المحْكي في كتابة محمد المنصور الشقحاء)، وعبد الرحيم مؤدن (نحو مقاربة نظرية للقصة القصيرة جدا)، ونجيب العوفي (ظاهرة القصة القصيرة جدا: ماهيتها وشعريتها وتجلياتها)، وحميد لحميداني (تفاعل النثري والشعري في القصة القصيرة جدا)، ويوسف حطيني (القصة القصيرة جدا: أركانها وتقنياتها)، ومحمد يحيى قاسمي (معجمٌ بتجنيسات القصة المغربية)، وغادة البشتي (البنية السوسيونصيَّة في القصة القصيرة جدًا عند جمعة الفاخري)، وسعاد مسكين (دينامية القصة القصيرة جدا)، ومحمد أقضاض (مقارنة بين الميني قصة في المغرب وأمريكا اللاتينية)، وامحمد أمحور (فعل السرد عند عامر هشام الصفار)، وعزيز أمحجور (القصة القصيرة جدا في المكسيك)، وعيسى الدودي (تجربة القصة القصيرة جدا في إسبانيا)، وجميل حمدواي (المعمار النصي في مجموعة "أقواس" لسمية البوغافرية)، ومحمد دخيسي (حدود الشخصية وتحولاتها في القصة القصيرة جدا – من خلال مجموعة "حلبة الرهان الأصعب")، ونور الدين الفيلالي (العتبات في القصة القصيرة جدا بالسعودية: قصص حسن علي البطران نموذجاً).

واختتم المهرجان بجلسة قصيرة تميّزت بالكلمة التي ألقاها مدير المهرجان القاص جمال الدين الخضيري، وبالإعلان الذي تلاه القاص اليَمَني محمد الغربي عمران بخُصوص تأسيس رابطة كتاب القصة القصيرة جدا في العالم العربي، برئاسة د. جميل حمداوي، وعاصمتُها الناظور، على أنْ تكون لها فروعٌ، مستقبَلا، في مناطق عربية أخرى، وكان قد اقترح الفكرةَ القاصُّ المصري شريف عابدين الذي حضر هذه الدورة. ويُشار إلى أنه كانت تقام، على هامش جلسات المهرجان وموائده النقدية المُبَرْمجة، أنشطة ليلية موازية عبارة عن قراءات شعرية نشّطها شعراء من قبيل محمد علي الرباوي، وجمال أزراغيد، ونعيمة زايد.