بعد معرضه الأخير في مركز رؤى للفنون، عام 2011، والذي تركز على الميثالوجيا العراقية يعود النحات العراقي عماد الظاهر للعرض في ذات الصالة، إبتداء من مطلع نيسان القادم، مستلهما هذه المرة تجربته الطويلة في الهجرة، بعيدا عن وطنه الأم، موزعاً إقامته ما بين استراليا والأردن.
" سنوات الهجرة " هو عنوان المعرض الشخصي الحادي عشر للفنان عماد الظاهر، حيث كان لعمان قصب السبق في عدد المعارض التي أقامها منذ عام 1997 وحتى الأن، والتي شملت بلداناً أخرى مثل استراليا والإمارات العربية المتحدة ولبنان وفرنسا، إضافة إلى مشاركته العديدة في معارض الفن العراقي الجماعية والتظاهرات ذات الطابع الدولي.
يضم معرض عماد الظاهر ثمان وثلاثين عملاً، من بينها عشرون منحوتة كبيرة الحجم، فيما تتنوع موضوعات أعماله، فهي من ناحية تستعيد موضوعات سبق أن تطرق إليها مراراً، مثل الموسيقى والآلات الموسيقية والأيدي والأجسام البشرية والرموز والتمائم السومرية وغيرها من مفردات الميثالوجيا العراقية. غير أن الحنين والحب والشوق للوطن والأهل والأحبة والأصدقاء يشكل النسغ الذي تتغذى منه هذه الأعمال، حيث تبرز هذه الموضوعات من خلال رموز السفر والترحال مثل الحقيبة، و وضعية الإنتظار في محطات القطار أو المطارات، و الأشخاص المشبوحون على مجسم ساعات كبيرة ... الخ.
هذا، و ينفذ عماد الظاهر أعماله النحتية بإسلوبه الخاص الذي يمزج ما بين إستلهامه للميراث النحتي العراقي القديم وما بين منجز الحداثة الأوروبية والعراقية في مجال النحت.
عن معرضه " سنوات الهجرة" كتب عماد الظاهر يقول:
"في أعمال هذا المعرض أتابع ما كنت قد بدأته في معرضي السابق "أحلام مؤجلة"، لكن مع تركيز أكبر على معاناة " الهجرة" والإبتعاد عن الوطن الأم. كانت الميثالوجيا العراقية مصدر إلهامي الرئيسي في " أحلام مؤجلة"، أما أعمالي الحالية فهي تستلهم الغربة التي صارت جزءاً من حياتنا، حتى بات إدمان الإنتظار هو مصدر إيقاع الحياة ذاتها، وبات الحنين الى الأهل والأصدقاء والأحبة هو نبع الافكار والأشكال والرؤى المبهجة والحميمة.
عن " سنوات الهجرة" التي طالت كانت أعمالي هذه."
يذكر هنا أن عماد الظاهر هو من بغداد مواليد 1964، وقد تخرج بدرجة بكالوريوس نحت في أكاديمية الفنون الجميلة بالعاصمة العراقية، عام 1989. وقد بدأ بعرض أعماله منذ عام 1988 في بينالي الفن التشكيلي ببغداد عام 1988، ثم من خلال مهرجانات الواسطي في الأعوام 1989/1992. إرتحل عماد الظاهر بعدها إلى العاصمة الأردنية ليقيم فيها منذ عام 1994 وحتى عام 2005، ثم هاجر منذ ذلك الحين إلى استراليا.
وقد حقق عماد الظاهر خلال مسيرته هذه سلسلة من النجاحات الفنية وحصل على عدة جوائز مرموقة، بدأها عام 1989 بحصوله على جائزتين هما جائزة نصب الشهيد وجائزة مهرجان الشباب في النحت. كما حصل على الجائزة الأولى في مسابقة Black Towen، في سدني، إستراليا، عامي 2005و2007. وله سجل حافل بالمشاركات في المعارض والمهرجانات الدولية للنحت فاقت 12 معرضاً.
الظاهر عضو في روابط عديدة للفنون في العراق واستراليا، إضافة إلى عضويته في الرابطة الدولية للفنون التشكيلية (Nava)
هذا، ويستمر معرض عماد الظاهر " سنوات الهجرة" في مركز رؤى للفنون ( 32 شارع إبن الرومي، ام أُذينة، ما بين الدوارين الخامس والسادس) حتى 20 نيسان / إبريل 2013.