تذكرنا زيارة السنونو للشاعر المغربي المغترب ب"حمامة زودسكيند" في روايته الشهيرة، حين يتحول الطائر الى لحظة تجاوز للعزلة، لكننا هنا نكتشف إحدى الصباحات الشبيهة بالجرح ومن خلالها نقترب من صورة "شعرية الغياب".

نزهة في جرح الصباح

عبداللطيف الإدريسي

في  كل صباح

يطلّ عليّ ابن عصفورة كانت صديقة لي

يسكن بجوار مسبحي

أمسح عينيّ

أشغّل الأيبود

رحلت أمّه يوما ولم تعد

كم هو عمر العصافير ؟

همست شجرة السنديان من أعلى قرنها

يزقزق بيتهوفن

تنفلت نوتات

توقِف للحظة

فراشاتٍ عابرة

أحمل المعول والمجرفة

أنظف المسبح

بقايا قشور عرّت شجرة السنديان

وأوراق أتعبها الرقص مع ريح المسترال

الأرض صلبة هذا الصباح

المعول والمجرفة يرقصان

تبتسم لي زهرة لا أعرف اسمها

سأنتظر قدوم الربيع

أو سقوط المطر

لأقلب الأرض

إخوة صديقي العصفور

خرجوا باكرا

مسبحك نظيف

زقزق طائر السنونو

يملأ صرّته بماء تعرى طوال الليل للقمر

 

جاري غائب اليوم

كلهم سألوني عنه

شجرة السنديان

طائر السنونو

إخوة العصفور

ريح المسترال

الفراشات

زقزقة بيتهوفن

والمايسترو

 

بيزوس المحروسة – مارس 2013

شاعر من المغرب، مقيم في فرنسا