هي أشبه ببطاقات خاصة تعيد الأمل لبسمة اختفت، لذلك اختار الشاعر المغترب أن يهدي هذه المقاطع للأطفال في سوريا كي يهدأ العصف قليلا وكي تنام تلك العيون من وجل الحرب.

زمني قصير وأنت حياتي الأطْوَل

حمّودان عبدالواحد

 

(1)              

شيء هناك

وحياتي طويلة ..

أملي ألقاك

وأنت أطول ..

 

(2)              

أترنّم واحدًا

دون ثان

وحدتي هنا خشيتي

بُعدٌ عنّي

وزمني قصير  ..

أتقطّع جائعًا

دون زاد

أتقدّم عاطشًا

دون ماء  

لحظتي هنا وحشتي

قحطٌ منّي

وزمني قصير ..

 

(3)

والله ما شدّني هناك

إلا قطر نَداك

هنا في قلبي

في هذه الصحراء ..

والله ما جرّني هناك

إلا شوق صداك

هنا في قلبي

في هذه الوحداء ..

والله ما همّني هناك

إلا وقع خطاك

هنا في صمتي

في هذه البيضاء ..

 

(4)

أنت هناك ثمر هنا

 أنت هناك بئر هنا

أنت هناك صوتٌ منّي

يهتِفُني

يصرخني يُناديني

أنت هناك عينٌ منّي

تغمزني

تعْكِسُني تُعاكِسْني ..

 

(5)

والله لوْلا أنت

لوْلا هذا الشيء هناك

هذه الأصداء هذه الأصوات

هذه الألوان هذه الأشكال

هذه الأحلام هذه الآمال

لما أعاد قلبي

رواية البطولات القديمة

لما أحبّ قلبي

حكاية  البطولات الجديدة

 

(6)

أنا حديقتي بوعدك

حكايةٌ جميلة

وأنت فيها الأجمل ..

لولاك ، لولاك

ما وقف الطيور

يأكلون على يدي

ويشربون

وينشدون ..

لولاك ، لولاك

ما هدل الحمام

في قلبي والسحابُ

على رؤوس الأطفال

غافلين يلعبون

كُرةَ الحياة

يتسابقون وراءها ويصدحون ..

 

(7)

أنت هناك

وحياتي طويلة ..

أملي ألقاك

ونحن أطول ..

-----------------------------

كم سأكون سعيدا لو شاء القدر أن يقرأ طفل من أطفال سوريا هذه القصيدة ! كم سيتراجع " شقائي " ويندحِر، لو أنّ واحدا من هؤلاء الصغار، العزيزين عليّ، استطاع ، ولو لزمن قصير (رمشة عين)، أن يرقد طويلا ، مطمئنا تحت غطاء هذه الكلمات  الدافئة الحالمة الآملة ! ماذا عساي أن أقدم لطفولة سوريا الزكية الطاهرة ، وقد خذلها "الكبارُ" وخانوها ، غير هذه الالتفاتة الخجولة المرتعشة، لكنها .. ؟ !