احتفلت الكثير من دول العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف الثالث والعشرين من أبريل من كل عام، وجاء اختيار مؤتمر «اليونسكو» الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختياراً طبيعياً ففي هذا التاريخ من عام 1616 توفي كل من ميغيل دي سرفانتس ووليم شكسبير وغيرهما.وأرادت «اليونسكو» اختيار هذا التاريخ للتعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية.
وقد وجهت إيرينا بوكوفا مديرة عام «اليونسكو» رسالة بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم، حيث أشارت إلى أن اليونسكو تحتفل بهذه المناسبة منذ 17 عاما، مؤكدة أن هذا اليوم يدعو إلى التفكير في التحولات التي يمكن أن تطرأ على الكتاب على المدى البعيد، وفي القيم غير المادية التي يجب أن توجه خطانا. أما الكتاب الرقمي فيتيح فرصا جديدة للانتفاع بالمعارف بتكلفة منخفضة على مساحات واسعة من الأراضي، ويظل الكتاب التقليدي أداة قوية ليست عرضة للأعطال، ويمكن للإنسان أن يحملها معه، كما أنها قادرة على الصمود أمام امتحان الزمن. ويعد كل شكل من أشكال الكتاب كنزا ثمينا يتيح توفير التعليم ونشر الثقافة والمعلومات موضحة أن هذا يمثل التنوع ويعد مصدرا للإثراء في الفكر والمضامين، داعية إلى وضع سياسات عامة ملائمة تناهض فرض النمط الثقافي الواحد.
وقالت إن يوم 23 أبريل فرصة لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموماً، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام. وذكرت مديرة عام اليونسكو أنه تم اختيار مدينة بانكوك التايلاندية عاصمة عالمية للكتاب في عام 2013، اعترافا ببرنامجها الرامي إلى تنمية القراءة لدى الشباب والفئات المحرومة. ويعد هذا المثال مصدرا نسترشد به في عملنا الجماعي من أجل تحقيق التنوع في نشر المطبوعات، وحماية الملكية الفكرية، والانتفاع بثروات الكتب.ودعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري دول العالم الإسلامي في رسالة له اليوم بمناسبة اليوم العالمي للكتاب إلى مضاعفة العناية بنشر الكتاب وتعميم توزيعه وتشجيع المؤلفين على الإبداع لإشاعة المعرفة على نطاق واسع في المجتمعات الإسلامية.وأكد التويجري أن الحضارة الإسلامية في عهودها المتعاقبة أحلت الكتابَ المكانة الرفيعة ضمن أدوات المعرفة، فازدهرت صناعة التأليف في مختلف العلوم والمعارف وتنافس العلماء والفقهاء والأدباء والمؤرخون والكتاب والفلاسفة في تصنيف الكتب في شتى حقول العلم والأدب والثقافة والمعرفة حتى أصبح الكتاب وعاء للمعرفة وأداة للتنوير ووسيلة للرقي العقلي وللازدهار الاجتماعي وللتقدم الاقتصادي. وطالب مدير «الإيسيسكو» في رسالته التي نشرت على موقع المنظمة على الإنترنت الدول الأعضاء بوضع التشريعات التي ترفع الحواجز أمام ازدهار صناعة النشر وتفتح المجال لانتشار الكتب داخل الدول الأعضاء وتبادل توزيعه بينها والتخفيف من قيمة الضرائب على النشر ومن تكاليف النقل الجوي للكتاب بوصفه سلعة ثقافية وزادًا معرفيًا ووسيلة للتقارب بين الشعوب ولتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات.ودعا إلى التوسّع في إقامة المعارض للكتاب ليس في العواصم فقط لكن في مختلف المدن وإيصال الكتب إلى القرى والأرياف والمناطق النائية تشجيعًا على القراءة وترغيبًا في الاطلاع ونشرًا للثقافة البانية للإنسان القادر على الإنتاج والإسهام في تنمية المجتمع وتقدمه وتطوره، معربا عن أسفه لتدهور مستويات القراءة في العالم الإسلامي، موضحًا أن من الأسباب المؤدية إلى العزوف عن القراءة تدهور مستوى التعليم وهبوط معدلات التنمية في معظم بلدان العالم الإسلامي، داعياً في نفس الوقت إلى الاهتمام بتطوير صناعة الكتاب بحيث يكون محفزًا للقراءة ومرغبًا فيها وداعمًا للتنمية الشاملة المستدامة.