توفق الفنان عبد الكبير الركاكنة في مسرحيته الجديدة(الجدبة) والتي قدمتها فرقة مسرح الحال بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، خلال عرضها الاثنين الماضي، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالراط، في اعادة فتح صفحة جديدة مع الجمهور المغربي، والحدود المغلقة لفرجة مسرحية تمتح من قضايا تهم الانسان، وذلك من خلال تقديم وصلات مسرحية بهية تلامس في ثناياها الكوميدية والفرجوية العديد من المواضيع التي ترتبط بالمجتمع والانسان والاشياء والوجودات.
واستطاع الركاكنة مخرج المسرحية الجديدة التي عرضت بالعديد من المدن المغربية، في افق عرضها بعدد من البلدان الاوربية والعربية، تقريب المسرح الى الجمهور، وجعله يتصالح من الخشبة عبر فن مسرحي رفيع، يقدم الفرجة الخالصة، التي تنبني على قصة محبوكة ودراما حقيقية من اجل رقعة ركحية جميلة.
مسرح خلاق
من هنا ينجلي رهان الركاكنة المسرحي، ليس فقط الرهان الثقافي من خلال تجاربه المسرحية العديدة سواء للكبار او للصغار، او كذا في مجال السينما، بل الرهان الفني والاجتماعي والتواصلي مع الجمهور الذي هو في امس الحاجة الى فن جاد، ومسرح مسؤول، يجعل مبدعيه يعيشون حياة كريمة بلا استجداء وبلا تشكي من واقع فني او ثقافي، يستدعي من الجميع بذل مزيد من الجهود في ظل الظروف الراهينة الصعبة.
ان الركاكنة في اطار سعيه الحقيقي الى اكتشاف الجماليات الفنية في تجربته الابداعية المتعددة، بتقينة فنية مفتوحة على الحلم، استطاع في مسرحية (الجدبة) تقديم ذلك النموذج المسرحي الخلاق، الذي بامكانه ان يمنح لحظة صفاء الى المتلقي للاستمتاع بسحر الفنون المسرحية الراقية، وهو ما جعل من تيمة الفرجة المسرحية (الركاكنية) خيط رفيع يجمع بين العديد من القضايا والمواضيع الاجتماعية والانسانية التي يعيشها الانسان، ويعايشها هنا وهناك.
ان تفاعل الجمهور مع المسرحية، سواء في ذروة العرض المسرحي الطويل، او خلال نهاية العرض، يجعل من مخرج مسرحية الجدبة يعي تماما الميكانيزمات الفنية الحقيقية الي تتقود الى النجاح، ويكشف رهان التحدي الذي قاده الركاكنة رفقة فريق عمله من ممثلين وتقنيين وغيرهما.
قضايا اجتماعية
وقد كان الركاكنة في هذا السياق ذكيا في التعامل مع قيم النص المسرحي، وجمالية السينوغرافيا، والدراما، وتصميم الملابس، والصوت والموسيقى، وهو ما جعل من العمل الذي تطلب من الفنان شهورا طويلة من التداريب والاشتغال، كي يقدمه باكورة رود فنية في ليلة لا تشبه كل ليالي المسرح سواء في الرباط او غيرها من المدن التي احضنت المسرحية.
على العموم يمكن التاكيد على ان العرض الفني بالمسرح الوطني محمد الخامس، كان ناجحا بكل المقايسس، وكان تبوردا رقيقا وراقيا، ابدع فيه الممثلون، وقدم فيه المخرج والممثل الركاكنة رفقة فريقه الفني، صورة مثلى لمسرح ينقر على قضايا اجتماعية انية تهم المجتمع، واخرى انسانية، مصاغة في قالب كوميدي ساخر، وهو ما منح"الجدبة" فيضا من الرقصات والفرجة الفنية الممتعة التي تخلص نفس وروح المتلقي من رزايا المواقيت، وهلم ضحكا.
زهيرو الانتهازية
وكانت الفقرة قد قدمت (الجدبة) في عرضها ما قبل الأول في ال 22 من شهر فبراير الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس، كما عرضت بعدد من المدن، منها الرباط، و مراكش،وفاس، وتادلة، وازيلال.
مسرحية (الجدبة) من تأليف عبد الإله بنهدار، فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة، سينوغرافيا محمد شريفي، تشخيص كنزة فريدو، أحمد بورقاب، عزيز الخلوفي، هند ضافر، وعبد الكبير الركاكنة. إدارة الإنتاج لعزيزة الركاكنة، الإدارة التقنية لحسن المختاري، إدارة الخشبة لخالد الركاكنة، المحافظة العامة لخالد المغاري، الملابس لمريم الزايدي.
وتدور أحداث المسرحية حول شخصية (زهيرو) الملقبة بزوزو الفخراني، وهي إنسانة وصولية تريد المحافظة على موقعها الاجتماعي بشتى الطرق، ولم لا وهي التي صنعت من زوجها الطاهر – الذي لا يفقه في السياسة إلا نعم ولا – شخصية سياسية لامعة. ولأنها جشعة وطماعة، ترى بأن زواج ابنتها نوال يجب ربطه بالمصالح لا بالعواطف. لكن بقدوم الأستاذ ميمون ضيفا ومدرسا وخطيبا لابنتهما نوال ستنقلب حياة الأسرة رأسا على عقب/