أعلنت مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات عن إطلاق مباراة دولية لأفضل عمل باللغات العربية والفرنسية والأنكليزية حول أعمال المفكر الراحل المختص في الفكر الإسلامي محمد أركون٬ وأهمية ما قدمه لفائدة التعددية الثقافية المعاصرة. وأوضح بلاغ للمؤسسة أن على الراغبين في الترشح لنيل جائزة المباراة إرسال أعمالهم في حدود 50 إلى 100 صفحة بصيغة (بي دي إف) على رابط الاتصال المتاح على موقعها الإلكتروني (www.fondation-arkoun.org/contact)٬ وذلك في أجل لا يتعدى 30 يونيو المقبل.
وأضاف المصدر أن المباراة مفتوحة في وجه طلبة الدكتوراه والأساتذة والباحثين في الحقول المعرفية والمفاهيم التي اشتغل عليها محمد أركون، وأبرز أن هذه المباراة البالغ قدرها أربعة آلاف أورو تقام كل سنتين بتمويل من طرف الأكاديمية اللاتينية بريو دو جانييرو تكريما لذكرى محمد أركون. وسيعلن لاحقا عن تاريخ ومكان تسليم الجائزة. يذكر أن “مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات” تأسست بالدار البيضاء في أكتوبر-تشرين الأول 2012 ، وتهدف من خلال موقعها الإلكتروني إلى حفظ مختلف التسجيلات السمعية والبصرية للأستاذ محمد أركون سواء أكانت مؤتمرات أم حوارات أم برامج إذاعية وتلفزية أم محاضرات.
وكتبت أرملة الراحل ثورية اليعقوبي أركون في كلمة بموقع المؤسسة أنها قررت أن تضع إرث الراحل رهن إشارة الجميع٬ وذلك “ليستمر حيا هذا الفكر الكبير والذي يشكل إرثا إنسانيا ينبغي أن يعرف ويحفظ للأجيال القادمة”. يذكر أن الراحل محمد أركون٬ الذي توفي بباريس في سبتمبر-أيلول 2010، ولد عام 1928 في بلدة تاوريرت في تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية بالجزائر٬ وانتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء (ولاية عين تموشنت) حيث باشر دراسته الابتدائية بها.
وبعد أن أكمل دراسته الثانوية في وهران٬ تابع محمد أركون تعليمه الجامعي بكلية الفلسفة في الجزائر قبل أن ينتقل إلى “السوربون” في باريس٬ حيث واصل دراسته. وحصل الراحل على شهادة الدكتوراه في الآداب٬ كما درس بجامعات عديدة في أوربا والولايات المتحدة والمغرب٬ وكان مهتما بدراسة وتحليل الفكر الإسلامي. وقد خلف أركون مكتبة زاخرة بالمؤلفات والكتب يتمحور جلها حول الفكر الإسلامي. وقد مثل فكر أركون مثالا للثقافة الإسلامية في أبهى مظاهرها الكونية المبنية على قيم التسامح والاعتدال والمحبة.