بحرقة شاعرة مكتوية بالوجد، تسبك الشاعرة السودانية بعضا من انجراحاتها ولظى البعاد، موغلة في ثنايا ذاتها عن بعض من أوجهه، بتلك الحرقة تنساب قصيدتها وحروفها ولغتها بحثا عن صدى الغياب.

أُعِيِذُك

منى حسن محمد

تَمائمُ  رُوحي والمِدادُ نَوازفُ 

ونيلُ حُروفي مُطْرِقُ الموجِ واجفُ

 

يتيمٌ كفيفُ البوحِ، رَهْنُ مواجعٍ: 

يراعٌ على سَطرِ التولُّهِ واقفُ

 

تغرَّبَ قلبي عن مدائنِ وحيِهِ 

وضلَّ فغصَّت بالمِدادِ الصحائفُ

 

أسيرُ كَما المَسجونِ يُقتاد عُنوةً 

إلى حَيثُ لا يَلْوي، سَبَتْهُ المَخاوفُ

 

يُطِلُّ على النَجماتِ حُزني، تضمُهُ 

وتزورُّ عن جَنبي السقيمِ المطارفُ

 

أُكابدُ شَوقي والبُروقُ تلُفني 

وتلتف من صَبري عليَّ مَعاطفُ

 

أَيَا تَوْأَمَ الرُوُحِ العزيزِ مَزارُهُ 

وَيَا صِنوَ أشجاني، إِلَيْكَ أُوَالِفُ

 

أُعِيذكَ مِنْ بوحٍ تلفَّعَ بالجوى 

وَمِنْ لُجَّةِ الأَحْزَانِ، والدمعُ ذَارِفُ

 

أعيذكَ منْ  فَتْكِ الحواسدِ والنوى 

ومن شَرِّ عُذَّالٍ عليكَ  تَحَالفُوا

 

أُعِيذكَ مِنْي، منْ جُمُوحِ هواجسي 

ومن وِرْدِ ماءِ الوصلِ والوجدُ عاصِفُ

 

لكَ الزهرُ، والبحرُ المُدوزنُ بالرؤى 

وَنسْجُ معانٍ نسَّقتهُ العَوَاطِفُ

 

لكَ العهدُ والوعدُ المُشجَّرُ بالمُنى 

وَعَمَّا قَرِيبٍ سَوْفَ تَحْلُو "السَوَالِفُ"

 

السودان