مُخضّبةً بدمِ اللحظةِ
تنتظر الكلمة من يُسعفها
قروحُ الصمت.
جروحُ الحزن.
ما من قواميس
و لا ذخائر للأقدمين
و توابل مجددين
يداوي نحيب صُراخها.
مُسطّرة بالخوف
بالحبّ
بالغضب
باللهفة
على الشارع
في المنازل
بين شذرات الدخان,
تؤّول الهدير الصاخب
إلى
نـجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة.
على رسلك تصيحُ:
تقّدم تقدّم
لن تـُخطئـِّك الوجهةُ
هي
ليست إلا رصاصةً تغرِّفُ من دمك
لتروي الأتي القريب,
على رسلك
تمهل
وصي البقاء بنعشٍ
اضرب بالهاتف الروحي
موعداً مع القبر,
لا داعي للعجلة
فلمراسم الخلود وصاياها.
على رسلك
لا تتردّد في الصراخ الطويل
كلُّ نـَفـَسٍ يُعطِّر الرياح
كلُّ ذبذبةٍ تسحب الجموع إلى الرقص
كلُّ صدىً يهزُّ أطراف المكان
ويترك هوس الغد
حريقاً ليلة الانتظار.
على رسلك
قـَبـِّل المرآة
ثم
ابتسم
ترى في الرصاصة
المسافة بين شفتيك
أبعد
مما هي بينك وبين الخلود.
لا تترك أثراً لبخارٍ على الزجاج
كي لا يُمحى اسمك
وأترك للدم
ينحت بأزميل الشهادة
أحرفهُ
على القادمين من بعدك.
على رسلك
وحدك تختار
أن تحيا
أو
تحيا
لقاءُ الرصاصة
بداية حياة.
وداعُ الرصاصة
بقاء حياة.
لا تنحني
ما هي عاصفة تمرّ,
فقط
هيئ القلب بين:
غضب
و
حبّ,
غضبٍ بلون الفجر
يلج الحياة بيوم جديد
حبٍّ يشعُ بشمسه
أطراف الغياب بالحضور.
على رسلك
اترك رسالة هي إرثك الوحيد
لأطفال يدرُّون بتأتأتهم حليبهم
لشباب يُفرِّغون فيها غريزتهم
لرجالٍ يعتمرون الخراب
لشيب يُسبحون بقايا من ذكريات.
على رسلك
هبْ أننا معاً
نـُرطب الغيم بأنفاسنا
فيُمطر حلماً إلهيا
و يقظة أبدية.
سيان عندنا
ما دمنا
ودام المطر
يداعب أنشودة لحننا.
على رسلك
كلماتي تنزف
وأنت تنزف
والبقية تعزف بأوتار خيالك
حريةً.
شاعر من سوريا