انطلقت في 28 ابريل/نيسان 2013 فعاليات الدورة السادسة عشرة لورشة الإبداع بجائزة الشارقة للإبداع العربي بعنوان "التقنيات الدرامية في البناء الشعري"، بقصر الثقافة حيث ألقى عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة كلمة جاء فيها:
"يسعدني أن أرحب بكم ونحن نحتفي بالفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها السادسة عشرة. ستةَ عشَرَ عاماً جعلت جائزةَ الشارقة للإبداع العربي أكثر ألقاً في ساحة الإبداع العربي .. ستَّ عشرةَ دورةً أفرزت تراكماً مهماً لهذا الجائزة، مؤثراً وحيوياً بهؤلاء الشباب الذين وصلت مشاركاتهم ستة آلاف ومائتين تقريباً، فاز منهم أكثر من ثلاثمائة أديب في محاور الجائزة المختلفة، وصدر لهم ما ينوفُ على ثلاثمائة كتاب.
وبنظرة تأمل؛ سنجد أن كثيراً من هؤلاء الفائزين أصبحوا أكاديميين في الجامعات العربية، أو عاملين في مجال الثقافة في كافة أطياف الوظائف المتصلة مهنياً وإبداعياً، مما يعني عمق حضور جائزة الشارقة للإبداع العربي في ساحة الفعل الأدبي والثقافي في كافة أرجاء الوطن العربي.
هذه الجائزة تنبع أهميتها أيضاً من كونها أول جائزة اهتمت بالشباب العربي الذي يتلمس طريقه نحو الأدب والإبداع وسارت مؤسِّسة لتيار الاهتمام بهؤلاء الشباب.
ولم تكتف أن تكون مجرد احتفائية بالفوز وحسب، ولكن انفردت الجائزة بكونها فتحت باب الحوار والسؤال والبحث في قضايا الإبداع وشجونه، من خلال ورشة الإبداع التي يشارك فيها الفائزون لصقلهم ولفت انتباههم لمحور مهم في مسيرتهم الإبداعية. هذه الجائزة حظيت برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أمر بتأسيسها، رعايةً لشباب المبدعين العرب، ولقد حافظت على مصداقيتها فأقبل عليها الشباب وصار الالتحاق بها في أعلى سلم اهتماماتهم".
وأختتم العويس كلمته قائلاً" "ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إذ ترحب بالفائزين في الدورة السادسة عشرة من الجائزة؛ تفتح ذراعيها لكل المبدعين الشباب من أجل دعم مسيرة الثقافة العربية ورعايتها. ونأمل منكم أيضاً أن تكونوا سفراء لها وللشارقة التي يؤكد مشروعها النهضوي على الإنسان العربي ورعاية قيم الحضارة والأصالة من أجل تطور ونهوض الأمة".
بعد ذلك ألقى د. عبدالسلام المسدي – تونس كلمة جاء فيها: "سعيد أن أجد نفسي بينكم في ربوع هذه الارض الطيبة، سعيد أكثر أن توكل إلي مهمة الإشراف على حوار (أدبي نقدي) يأتي تتويجاً لمسار ثقافي حصيف اكتسب على مر السنين رمزيةً فارقة في محافل الأدب والإبداع من ضفاف الخليج إلى مشارف المحيط (جائزة الشارقة للإبداع العربي) إشراقة أُخرى من إشراقات هذه الربوع الزكية التي تأتي شواهد على خيارات مضيئة لامعة: شواهد على المثابرة والدوام، على إدراج المحلي ضمن دوائر القومي، على استشراف مستقبل وعود يجعل الحاضر جسراً مكيناً بين الماضي والمآل، إنه التكريم بجوائز تحفز على صناعة رواد المستقبل".
وأضاف المسدي "هو التكريم الذي يغامر بعقد الرهان على الاستثناء والتفرد ولكني أرى في ورشة الإبداع / التي أمست عرفاً ثقافياً/ ما لا أراه في غيرها. إنها الخطوة الجريئة نحو إلغاء المسافة بين لحظتين تتقابلان وكثيراً ما تتصارعان لحظة الإبداع وهي فن بإمتياز ولحظة النقد وهي إستعقال وروية، في الأولى تلتقط العين مواطن الجمال وتغض الطرف عما سواه، وفي الثانية تتعقب النواقص أملاً في بلوغ الكمال. إن الاديب المبدع ما لم يشحذ موهبتة على متن النقد فلن يرقى عالياً على سلم الجمال, وأن النقد ما لم يحاور صاحب النص بعد محاورة النص فلن يدرك معاناة الخلق ومكابدة الوضع وحرقة الاهات ويأتي موضوع ورشتنا في طبعتها السادسة عشرة شاهداً بليغاً على ما نقول. فمن بوسعه أن يبجل الناقد على الاديب ومن بوسعه أن يبجل الأديب على الناقد في تناول موضوع التقنيات الدراسية في البناء الشعري لن يكون هيناً وخير المواضيع ما تحدانا قبل أن نتحداه".
بعد ذلك تمنى عبدالفتاح صبري (أمانة الجائزة) للفائزين النجاح والتقدم على طريق الإبداع إسوةً بمن سبقوهم وحققوا مواقع متقدمة على الخارطة الثقافية العربية، ثم بدأت الجلسة الأولى بعنوان "إنفتاح الأجناس الادبية على الفنون" شارك بأوراق العمل الفائزون محمد عبدالله عبد الباري، خالد الحسن، محمد الحناطي ، ياسين ابو الهيتم، حسين محمد شريف، علس عمرآن و يوسف بعلوج.
هذا وتتواصل جلسات الورشة الإبداعية الاثنين وتختتم الورشة بحفل تكريم للفائزين، وقدمت فعاليات الورشة ومحاورها عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام بدائرة الثقافة والاعلام بالشارقة مستهلةً كلمتها بالقول: "بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سعياً لخدمة التوجه الثقافي ومشروع الشارقة الريادي في المنطقة، وفي الارتقاء بالسوية الفكرية والتنوع الإبداعي، وشغل الساحة العربية بالفكر النير وبالإبداع المفضي للسوية والنضج والفاعل لحراك ثقافي مستمر، تحرص دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على تقدير وتكريم المهتمين والمتميزين في مجالات الأدب والفنون المختلفة، ويشارك الفائزون اليوم في ورشة جائزة الشارقة للإبداع العربي في إطار انخراطهم في الفعل التنويري، هذا وأن الدائرة تكرس جهودها الثقافية سعياً لتعزيز المواهب وتكريم المبدعين والمثقفين داخل الدولة وخارجها من الوطن العربي".