ـ ليش يا بوي؟ ـ ألف مرة لتُلك صير آدمي، ولا تجيب الإهانة لنفسك. ـ تشرب قهوتك وتذهب إلى شقتك ولا تدوس عتبة بيتي!. ـ هاك المفتاح وأذهب.. سأمر عليك! المتغزاله غزلوك.. بالماي دعبلوكِ... ـ بابا.. بابا.. لا تروح تره يكتلوك! ـ تسلمني كارت حسابك والرقم.. ونتلازم كل الوقت عدا وقت عملك!. ـ بابا.. من أين جلبت هذا الضوء؟ ـ لم يحدث لنا هذا؟.. لِمَ أختار درب الشر؟ أثمت لعنة حلت علينا ورثناها من الأسلاف؟!!!. ـ أين مني شبابيك الذهب التي بمعانقة أصابعي لجسدها كنتُ اعثر على الطمأنينة وقت اشتداد المحنة. .. محنتي فريدة يا سماء.. استقبلني مذعوراً وهو يتلمس قسماتي النازفة ويردد لاهثاً: ـ من الذي فعل بك هذا يا بابا.. من؟.. سأمزقه!. ـ أنتَ!. أموتن سكته قلبي كتاب... واليقره القلب يعمه!(*). وبغتة ظهر من خلف حافة الجدار فصرختُ به ناسياً كل تفاصيل انتظاري: انحدرنا في صمت الشارع متلاصقين.. حبيبين.. ضائعين.. مثل طفلين يتيمين
ـ كنت أريدهم يعطونني شقة بسرعة!!
ـ وتتهمني بالعنف العائلي!
ـ اشتريته.. ومن دونه لا أستطيع النوم!.
محنتي عارية يا فضة..
محنتي في جسدي يا أشجار.. محنتي محنة.
ـ بابا.. بابا.. يا بابا!.
أسئلة شائكة يثيرها القاص العراقي المقيم في الدنمارك عن العلاقة بين الأب وابنه الذي ولد بعد سنتين من الحرب مع إيران، وعاش مخاض الحرب الأخيرة، وأوجاع الحصار وكيف كشف اغترابهما عن بلدهما الالتباسات التي تحكم علاقتهما وتهدد مستقبلهما معا.
طفلان ضائعان