طنجة- مهرجان طنجة ملتقى الثقافات بطابعه الحضاري- التراثي، الذي ينهل من معين الأدب والمسرح وباقي الفنون، انطبق يوم أمس غرة يوليو، وتتضمن طبعته الثانية العديد من الفقرات الثرية والمميّزة، والتي ستقدم طيلة الأيام الخمسة لعمرالمهرجان. الجمهور الطنجي عاش مع حفل الافتتاح يوم غرة يوليو الجاري بقاعة “سيفرو أوتشوا” الذي شهد افتتاح معرض المنشورات والإصدارات المسرحية بتنسيق مع المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة. واختتم اليوم الأول من المهرجان بعرض مسرحي بعنوان “أو سويفان” لفرقة فضاء اللواء للإبداع (الدار البيضاء) من إخراج بوسرحان الزيتوني. النسخة الثانية من مهرجان طنجة ملتقى الثقافات، الذي ينظم بعروس الشمال خلال الفترة الممتدة ما بين غرة و5 يوليو الجاري تحت شعار”مسرح سرفانتس 100 سنة من الوجود” هي مناسبة للاحتفاء بهذا المعلم المسرحي العالمي الكبير، والذي يخلد هذه السنة قرنا من وجوده (1913-2013).
عاش “سرفانتس″حياة متقلبة، تحكمت فيها نزوات القدر، فكان بطلا وجنديا أسيرا، ومستخدما فقيرا منكودا. رغم هذا، فقد أحرز، وهو على مشارف الشيخوخة، مجدا عظيما، ما انفك يترسخ عبر القرون، ذلك أن شخصيتي الفارس ذي السحنة الكئيبة وحامل سلاحه سانشو، وهما بطلا “دون كيخوتي” الخالدان، يبقيان من الأبطال الأكثر شعبية، في سياق الأدب العالمي. ولد ميغال دي”سرفانتس″ في قلعة هيناريس، على الأرجح، سنة 1547، أيام حكم شارل كنت.
كان والده جراحا متنقلا، متواضع الحال، وكانت عائلته تتبعه من مدينة إلى أخرى. ورغم أن سرفانتس عانى من حسد زملائه من الكتاب فهو لم يكف عن كتابة أعمال متنوعة، ففي 1613، أنهى”القصص النموذجية”، وهي إبداعات على جانب من الكمال، تجمع العجائبية والتصوير الواقعي للمجتمع. و في ديسمبر- كانون الأول 1615، أصدر أخيرا الجزء الثاني من “دون كيخوتي”. و كان صيته قد بدأ في الذيوع، توفي “سرفانتس″ بمدريد في 23 أبريل- نيسان 1616. والملاحظ أن مسرح “سرفانتس″ بات يعيش نوعا من الإهمال الذي شكل سببا من أسباب انطلاق العديد من الدعوات من داخل المغرب وخارجه، من أجل إعادة الاعتبار لهذا المركب المسرحي وفتح أبوابه من جديد.