ـــــــــــــــــــــــــــــــ في زمن ما، أفرغها فم آخر في معدته وألقاها، لتلتقطها يد أخرى وتعيد ملأها واستخدامها. وضع اليد التي ترفع الزجاجة جعلني أخمن ماتفعله الأخرى التي ستلقي شيئا ما في الحلق. يد تلقي والأخرى تهم بإتباع ذلك بجرعة ماء تسهل عملية البلع. الساعة في الميدان تشير إلى السابعة والربع ـ بحسب الساعة التي تعلو فندق النيل هيلتون. الباص ليس ممتلئا باللحم بل ـ بالعكس ـ الكل جلوس في حضرة الميدان وهناك كراس خالية. حركة مفاجئة لي أنا أيضا. لمَ فتحت الباب؟ ينقطع الصوت بفعل عربات مطاردة/ أتاري من بعيد.يتنهد سائقي: الحمد لله...شكلها خلاص هانت..!! ـ انت بتحلم. كده وبالسرعة دي؟؟ ـ .......... بقالنا نص ساعة ياهانم !! سرعة إيه؟ دلوقتي... شمس كانت ابنة السابعة والربع وأصبحت ابنة السابعة وخمس وأربعين دقيقة. انشغلت بعدّ سيارات التشريفة، " التشريفة "؟ من العبقري الذي أطلق عليها هذا الاسم؟؟ تنعطف التشريفة قاصدة ظهر الميدان ـ مؤكد مبنى السفارة الأمريكية. ـ احنا المسؤولين بتوعنا مايصحوش بدري كده. ـ نص ساعة ياكفرة، الله يخرب بيوتكم. لم أعد أدري من الذي يصيح الآن. تتلاقى الاتجاهات فيسألني السائق: ـ خد اكتوبر، عايزين التجمع الخامس. يدير المحرك الذي كان قد أوقفه، لتوفير البنزين. " ابنك يقول لك يابطل هات لي نهار.........." ـ يجوز ياهانم، حد عارف لهم.......... عايزينه وطني يبقى وطني! صوت قذائف الشتائم يعلو ويمور... ـ طب كان يركنه على جنب ويغور في الداهية اللي عايزها. يسيبه كده في بحر الشارع؟ ـ إحنا المصريين كده مش هنتقدم ولا نتحضّر أبدا!!
يبدو ميدان التحرير في قصة الكاتبة المصرية متاهة حضرية ومعنوية معا، تواجه فيها الراوية الكثير من الأسئلة التي بلا إجابة وتعايش فيها أزمنة عديدة تتصارع فيما بينها. ومن خلال السخرية التي تتخلل النص تكشف القصة عن المفارقات اليومية التي تعيشها الراوية.
فى حضرة الميدان