هذه شاعرة تتلمس ضوء القصيدة في صوتها المتفرد، وتحاول صياغة معنى لحضورها من خلال اللغة ورؤاها التي تصوغ عبر الكلمات والاستعارات والصور أناها الأخرى.

قصيدة كـأنهـا خـلف فـمي تمضغ اليـباب

نـوال زيـاني

كأني أنـا صيدٌ وافرٌ للغياب

 امرأة تفتحُ البحر لتمضي كزورق من ورق

 كأني أنـا الغريبة داخلي؛

 و الشِّعـر خطيئة أني أنـا لا أجيدُ مُـقايضـة الريح

 أتعبُ من الموت الذي يخفق كآلهة أدمية

 في مـا يلي أحدِّثُ العائدة منـي

 أنـا كـأني آخِـرُ الحـلم

 بدايات شبيهة بذاكرة لقيطة؛

فاقدة الهوية

 رسائل لا تعرف دروب صناديقـ صاحبها

 أشـقُّ؛

 أرجُّ؛

 أتدهدى لأرى أنـا

 

أنـا عُـدَّةٌ الظـل

 زمـن فجـائي لا تُربِـكُ دورتـه غربـة الروح

 أنـا كأني لا أنـا

 طرقـاتِ تـقطعهـا الأرجل التائهـة

 أمواج سوداء تـبلعُ الليل

 كأني أنـا صمتٌ تَـلُـفُّـهُ شجيرات العليق

 أسطوانـة تدور في الأبد

 أدخل الرمـاد

 أنغرزُ

 أخترق الأفول لأرى أنـا

 

أتـرى أنـا هي العـادة أن أكون أنـا

 بالغة الجرح؛

 يأخذنـي التيـه بين زنديـه دوائر مغلقة

 أنـا أقَـاسِمُـهـا الشِّعر كـمـا الوجوه الحزينة

 كـمـا "بودلير" يَـعُـدُّ تذاكر الليل

 كـأنـا أصنَـعُ من الصراخ عُلبَا صغيرة

 وقصائد لا نهودَ لهـا

 كـأني أنــا جوقـة غزيرة مـن الضياع

 أكُـبُّ

 أنكَـبُّ

 أدلق الغبش لأرى أنــا

كأني فقط مـابعـدَ أنــا؛

أنـا الأخـرى

 على غـرار صور مضببة تَهبُ نفسـهـا للريح

 أنـا كأنهـا خلف فمي تـمضـغُ اليباب

 تـفتح عـزلـة المـرآة

 أدور

 أتوه

 أنضـو البياض لأرى أنــا

كأنني دخلتُ جسدي لألوِّنَ الوهن الشـاحب

 لا أتذكـرُ أنــا كما في وَسَـعِ الشِّـعـر جارة الموت

 أجلسُ قُبـالـتها رطبـة؛

 الغسق مواويل ناقصـة الفرح

 كأني أنـا في مسرح الكوميديـا أُسْقِطُ شفاهي ضحكة صفراء

 كأني أنازع يدي

 ألوح

 أشيرُ حيث الرحــاب لا أرى أنــا..