قالت عائلة شيموس هيني الجمعة إن أحد أشهر شعراء العالم والحاصل على جائزة نوبل في الأداب عام 1995 توفي عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع مع المرض لم يدم طويلا.
ويعد هيني المولود في ايرلندا الشمالية واحدا من اشهر شعراء العالم الذين يكتبون بالإنجليزية وقد توفي في مستشفى بدبلن صباح الجمعة.
وقال بيان أصدرته دار فابر اند فابر التي تنشر أعماله نيابة عن أسرته "توفي الشاعر الحاصل على جائزة نوبل في مستشفى بدبلن هذا الصباح بعد مرضه لفترة قصيرة".
وكان هيني عملة نادرة بين الشعراء فقد أشاد به النقاد في الوقت الذي تصدرت أعماله المبيعات.
وولد في منطقة ريفية في موسبون بمقاطعة ديري في ايرلندا الشمالية عام 1939، كان الابن الأكبر لعائلة متنامية أشبه بالأسر الريفية في المشرق العربي، استذكر طفولته في السنوات الأولى من حياته، وكيف كانت العواطف شاحبة وواهنة حيال العالم الخارجي آنذاك.
إلا أنه حلق إلى السماء عندما غادر الحياة الزراعية نحو الدراسة في مدينة ديري بعد حصوله على منحة دراسية "ذهابي للدراسة أشبه بمغادرة الأرض للسماء".
ويتذكر هيني قصائده الأولى التي نشرها منتصف الستينات من القرن الماضي، وكيف ولدت بنبض قلم الرصاص، وكأنه يحفر على قشرة بطاطا، يكتشف بشكل متأخر كيف أن الشعر جلب له المجد في نوبل، وعلمه أن يغير في علائق الأشياء مع بعضها ليريح البشر.
وربما لهذا السبب وصف الناقد أنتوني ثوايت قصائد شيموس هيني بأنها أشبه بجذور الخضار!
وعندما نشر قصائده الأولى عام 1964، كان المحرر الأدبي يتساءل آنذاك "من أين لك هذا الجحيم ياهيني"؟.
وبعدها نشر العديد من القصائد وجمعها في مجموعات شعرية ما بين عامي 1970 حتى 1980، حيث كانت الاضطرابات تهز أيرلندا الشمالية بشكل لا يتزعزع.
لا أحد ينسى مثلا قصيدته المعروفة "من جمهورية الضمير" التي أنشدها عام 1985، الأمر الذي دفع منظمة العفو الدولية إلى تسمية جائزتها باسم القصيدة. لأنه "سفير الضمير".
وبعد حصوله على جائزة ديفيد كوهين للتميز في الكتابة، اختار هيني عام 2009 أن يلخص إنجازاته في الشعر من خلال قراءة استحضرها من غنائية الشعر.
كتب كيف كان وزوجته ماري يقضيان الوقت مغمورين بالعسل، ويتخيل نفسه كأورفيوس الذي لن ينظر إلى الوراء.
وعبر شعراء وساسة عن أسفهم لنبأ وفاة هيني.
وقال جيمي دينيهان وزير الفنون الايرلندي لراديو "آر.تي.إي": "في كل مكان سافرت اليه في العالم ورد اسم هيني في محادثة... سنفتقده على أصعدة مختلفة".
ووصف باتريك كوريغان، مدير برنامج إيرلندا الشمالية في منظمة العفو الدولية هيني بعد ساعات من رحيله بأنه "لم يتحدّث من خلال كلماته وأفعاله باسم الناس في إيرلندا فقط، بل باسم جميع الناس في مختلف أنحاء العالم".
وقال إنه "ذكّرنا من خلال جمال كتاباته وأناقتها بالروابط التي توحّد واجبنا في الحفاظ على كرامة جميع الناس، وفقدت إيرلندا برحيله أسطورة، فيما فقد العالم عملاقا شامخا من الإنسانية".