أعلنت مؤخرا اللجنة الوطنية لـ"القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"عن منحها جائزة القدس للثقافة والإبداع للكاتب المغربي محمد برادة، وذلك ضمن مؤتمر "القدس ثقافة وهوية".
محمد برادة، المتوج بالجائزة، قال في كلمة تلاها نيابة عنه الإعلامي محمد الصانوري خلال حفل الإعلان الذي أقيم بمقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس برام الله، "إن علائق التاريخ بيننا قديمة وملموسة عبر حج المغاربة إلى القدس والتوطن بها، والالتحاق بمعاهدها، وأيضا وأساسا بعد النكبة والتشريد، لكن مسار حياتي وما عشته عن قـرب، يجعلني أميل إلى أن الثقافة الفلسطينية الحديثة، بتجلياتها في الداخل والمنفى، بجرأتها وطلائعيتها، هي التي وطدت الوشائج والتآخي بين المغرب وفلسطين، من خلال تأثير إبداعات أسماء مثل فدوى طوقان وإميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وسحر خليفة وأحمد دحبور وليانة بدر ويحيى يخلف، وغيرهم كثر، زاروا المغرب والتقوا القراء وطلاب الجامعات، وتمازجوا بتيار تجديد الثقافة المغربية، المتطلع إلى إعادة صوغ أسئلة الثقافة العربية لتكون مدماكا لتشييد مجتمع الحداثة والديمقراطية".
وأبرز الروائي والناقد المغربي محمد برادة عمق الأواصر الثقافية التي تجمع بين المغرب وفلسطين، ماضيا وحديثا، مثمنا دور الثقافة الفلسطينية الحديثة في توطيد هذه الأواصر من خلال التمازج مع تيار تجديد الثقافة المغربية. وأضاف برادة أن جائزة القدس للثقافة هي قبل كل شيء، تأكيد لدور الثقافة الفلسطينية والعربية في مقاومة الاحتلال والتشريد والتعسف اليومي منذ نكبة 1948، موضحا أن مخططات حكومات إسرائيل استهدفت "تهويد شعب فلسطين، وطمس مسالك الثقافة العربية في ذاكرة الأجيال الفلسطينية الصاعدة، لكن الثقافة بمعناها العميق هي التي أحبطت مساعي الصهيونية وقادت خطوات المقاومة على دروب ملاحمها المتجددة".
وأكد محمد برادة أن تخصيص جائزة للثقافة الفلسطينية والعربية، تحمل اسم القدس، مدينة الرموز العريقة في مضمار التعددية الخصبة، وروحانية السلام، إنما هو "تأكيد على انفتاح الثقافة والإبداع العربيين على عمق التاريخ وعلى سؤال النهوض والحداثة".
وعلم لدى اتحاد كتاب المغرب أن برادة لم يتسن له السفر إلى فلسطين، "نتيجة عرقلة السلطات الإسرائيلية لسفره، ورفضها منحه الترخيص الإداري لدخول الأراضي المحتلة" لتسلم الجائزة التي ترعاها الرئاسة الفلسطينية، وتزامنت احتفاليتها مع الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية.