يقدم القاص المغربي لقطات مكثفة تترواح بين التفاصيل اليومية التي يقتطعها بدقة من الواقع ليختمها بما يشير إلى معنى مضمر كما هو الحال في حمل حمار، أو يبني سطرا واحدا على أساس الفكرة في تلبسها بوصف الحال كما في جودوا، ليكتنز نصه القصيرة بدلالات فكرية تاريخية وفلسفية.

قصص قصيرة جدا

يوسف فضل

حِمل حمار
كل يوم يرقب أصحاب الحوانيت والزبائن ما يحمله على حماره . لا احد يعرف طبيعة الحمولة؛ أهي بضاعة للبيع أم مشتراة أم حِمل تسول أو جمع قمامة . لكن النظرات تفصح عن انتقاد وتعجب وإشفاق . مضت الأيام ومعها دوام مغامرة حِمل كفاحه اليومي .

 

جودو
انحازوا إلى مألوفاتهم من الوهم. انتظروا الحرمان بإحساس الوحدة وأي ظل آت من البعيد ليكون شخصهم الغائب .

 

مع الكتاب
انتهى من قراءة آخر حرف في القصة ، شعر بالوجف بعد أن ترك أجزاء منه عند خروجه من داخلها.

 

حفل تكريم
ترجل الفارس أخيرا .

تقلد أوسمة التكريم.

اكف تلفق التصفيق.

واكف والسن كثيرة  تلعنه.

 

حمام زاجل
سيد الحمام في الخفة وسرعة الطيران،

اكتشف العباسيون حنينه للمكان،

طار حاملا الرسائل دون خطأ في التوصيل،

أصابته البطالة،

فتربى في المآرب للسباقات،

يسبح هديل حريته بلا جواز سفر