في نص أشبه بالومضة، يلخص الشاعر السوداني المغترب لحظة اغترابه بنقطة العودة، وهي اللحظة المشحونة بالكثير من أحاسيس واسترجاعات تعيد ربط الجسد بهوية المكان، لكنها مع ذلك تتحول الى لحظة آسرة بما تثيره من صور يستلها من وميض الذاكرة، بالتالي تتحول العودة الى لحظة تصادم ومدعاة للقلق والشك.

عودة من البحر

ياسر زمراوى محمد عثمان

عند عودتنا من البحر
تستقبلنا البرية بأطفالها النابتين

نصرخ من جوفنا المتيقظ فى الهجر
ألاف أعوام قضيناها فى المعول
بأنفسنا نحتكم للرجفة
قصيرى النوم كشتاء مستلف
نحوم حول مدارسنا القديمة
علنا نلتقى ـأساتذتنا الراحلون
عندما تذكرنا الأمهات فى أحجياتهم
كضرب مثل لا فى عجز البصر
حيث القريحة أفعى ترتطم بالمشهد
نلاحق النميمة فى أرواحنا
ونسعى لإرضاء الآلهة البشريين
المتعددين كما المقابر
عندما يفضحنا الشهداء مع إخواتنا
وتنصب الغانية ذاكرتها فى العشم
عندها نريد أن نقول أننا كنا نحب..

 

شاعر سوداني مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية