ينظم مكتب تنسيق التعريب بالرباط، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم( ألكسو) مؤتمر التعريب الثاني عشر بالخرطوم ، برعاية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والهيئة العليا للتعريب في جمهورية السودان من 17 إلى 21 نونبر 2013.
وللتذكير، فقد عقد مكتب تنسيق التعريب لحد الآن أحد عشر مؤتمرا صادقت على أكثر من ثمانية وثلاثين معجما موحدا في مختلف العلوم والفنون، وتضم حوالي (200000) مصطلحا باللغات الثلاث (العربية، الفرنسية، الإنجليزية) مع التعريفات اللازمة للمقابل العربي.
وستُعرض على أنظار المؤتمر الثاني عشر العديد من المشاريع المعجمية المتعلقة بموسوعة علوم التربية أنجزها باحثون عرب ومغاربة وتضمّ :معجم مصطلحات التقويم التربوي؛معجم مصطلحات الاستراتيجيات التربوية والتعليمية؛معجم مصطلحات سيميائيات الآداب؛ معجم مصطلحات محو الأمية وتعليم الكبار؛ معجم مصطلحات تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؛ معجم مصطلحات المناهج وطرائق التدريس؛ معجم المصطلحات التربوية في مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال؛ معجم مصطلحات الحكامة التربوية (الإدارة التربوية الرشيدة)؛معجم مصطلحات الإشراف التربوي؛ المعجم الأساسي المدرسي؛ معجم التقنيات التربوية (تحيين)؛معجم مصطلحات الرياضة؛معجم التربية على قيم الديموقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان؛ معجم التربية على الإبداع والابتكار ؛مشروع المعجم التقني التفاعلي(ARABTERM) هندسة تكنولوجيا السيارات؛مشروع المعجم التقني التفاعلي هندسة المياه.
من المنتظر أن يشارك في فعاليات هذا المؤتمر ممثلون عن حكومات الدول العربية، والمجامع اللغوية العربية واتحادها،والجامعات العربية واتحادها،،والمنظمات والهيئات العلمية المعنية بالموضوعات المعروضة على المؤتمر، والخبراء واللغويون الذين أشرفوا على إنجاز هذه المشاريع المعجمية.
وفي تصريح له قبيل انعقاد فعاليات المؤتمر أوضح عبد الفتاح الحجمري مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط أهمية المؤتمرات الدورية للتعريب لكونها مناسبة لإنجاز تقييم علمي ونقدي للنهوض باللغة العربية، والاقتراب من فهم الواقع اللغوي العربي الموسوم اليوم بالارتباك على صعيد المنظومة التربوية والتعليمية، وغياب التنسيق العربي وتعثره أثناء رسم سياسة لغوية عربية متجانسة ومراعية للتنويعات الثقافية والاجتماعية والقانونية. من هنا، بروز هذا الشعور العارم بتراجع مكانة اللغة العربية في الاستعمال والتداول، و يبرّر الحديث ،في العديد الندوات العلمية، عن أزمة اللغة العربية، لكن من غير تعيين مظاهر هذه الأزمة بالدقة المنهجية اللازمة: هل يتعلق الأمر ،فعلا، بأزمة في اللغة أم بأزمة في السياسة اللغوية. وقد أثبتت الأبحاث اللسانية المعاصرة – يضيف عبد الفتاح الحجمري - أن الولوج إلى عالم المعرفة ليس حكرا على لغة دون أخرى، وأن تحصيل المعارف لا يكون رهين لغة عالمية في مقابل لغات وطنية ومحلية غير ممتلكة لقدرة الانخراط في قيم العصر. من هنا فإن التخطيط اللغوي الناجع يكون مصحوبا دوما بسياسة لغوية قادرة على تلبية حاجيات التنمية الوطنية، واستعمال اللغة العربية في التربية والإعلام والإدارة وشتى مرافق أجهزة الدولة،مع الانفتاح على لغات العالم وعلى الثقافات الأجنبية والإنسانية، تنميةً لِوعْي نقديّ خلاق يتملّكُ ثقافة الآخر بدل مجرد التعرف عليها.