افتتحت الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح بمراكش يوم 12 مايو 2007 بعرض مسرحية ( تخريفة هرما ) لفرقة ورشة إبداع دراما المراكشية واستمرت فقرات المهرجان إلى 17 مايو إذ تخللته أنشطة متنوعة بدءا من العروض الإحدى عشرة والتي ثم توزيعها كما يلي : ثلاثة من مراكش واثنتان من باقي المدن المغربية و الستة الباقية من ايطاليا و فرنسا و العراق . وناقش المهرجان في ندوتين فكريتين قضايا تتعلق بالمسرح أولاها حول:( ذاكرة المسرح بمراكش التاريخ والمسالة ) و الثانية حول ( الدراما و الإعلام ) أطرها باحثين و نقاد ومهتمون في المجال . وبذلك يكون المهرجان واحدة من اللبنات التي تساهم في اغناء التجربة المسرحية بمراكش و على يد فرع النقابة الجهوية للمسرح الاحترافي المنظمة لدورات المهرجان المسرحي الدولي . والذي يدعم كذلك الحقل التكويني من خلال ورشة إعداد الممثل والتي أطرها طلعت السماوي المسرحي العراقي المقيم في السويد. ثم الورشة الجديدة و الهامة حول تدبير المشاريع الثقافية و الفنية حتى تمكن المتلقي المراكشي من تتبع التجارب الرائدة في العالم بالإضافة إلى الأعمال الجديدة محليا ووطنيا منها مسرحية تخريفة هرما التي عرضت في حفل الافتتاح ومحورها الفرجة الشعبية كما هي عادة الفرقة ( ورشة إبداع دراما ) صاحبة العمل إذ تحكي عن هرما زعيم فرقة الفرجة الشعبية وتتكون بالإضافة إليه من حب الرمان و برهان وسالم . اعتادت الفرقة تقديم أعمال شعبية تراثية تحكي عن علاقة حب بين ( حب الرمان ) و(برهان ) . هذه العلاقة يقف في وجهها ( هرما و ليس المقصود به الهرم ) المغرم هو الآخر بحب الرمان كما يرفضها سالم الراضي الذي يخاف على سمعته من علاقة برهان بحب الرمان . هرما زعيم الفرقة يحب حب الرمان في الواقع و يسعى إلى امتلاكها . إلا أن حب الرمان في الواقع تحب برهان فتتداخل احداث الحكاية الشعبية مع الاحذاث الواقعية . وهكذا تحيلنا المسرحية على السؤالين الأساسيين : كسف ستواجه حب الرمان هرما في الحكاية ؟ وكيف ستواجهه في الواقع ؟ وبفضل الإنارة الموزعة بذكاء بين الوسط والهوامش حيث يتحرك الممثل وفق بنية الحكاية و الواقع معززا بالملابس التي تحيل إلى أزمنة المسرحية وأمكنتها و واللباس الذي يعتبر عنصرا أساسيا في البناء الدرامي يصف لنا الشخصيات وهي تتلاعب بالأدوار ومعها الملابس من الضفدع إلى الإنسان العاشق و من العرافة إلى الشابة المتفتحة التي تتحدى قيود الأسرة و الأب خاصة و هرما الذي لم توقف عن عشقها ومحاصرتها وتتناغم الشخصيات مع المكائد التي تتطور خلال بنية الحكاية لينتصر الحب و يستمر عطاء الفنان عبد الجبار الوزير الذي لعب دور الأب في المسرحية والمحافظ على الأصالة إلى درجة الخنوع أحيانا وسط مكائد هرما وصدق حب الرمان . وينتظر النقاد أن تفوز المسرحية بإحدى أهم جوائز المهرجان الوطني للمسرح الذي سينعقد في شهر يوليو المقبل كما حصلت السنة الماضية على الجائزة الكبرى في السنة الماضية .
عبد الجبار الوزير هو الشخصية التي حظيت بالتكريم في هذه الدورة وهو يحمل تاريخ المسرح المغربي وخاصة المسرح المراكشي وهاهو يستمر مع فرقة ورشة إبداع دراما الحاصلة على منحة الدعم المقدرة ب 181 ألف درهم من وزارة الثقافة لموسم 2006 / 2007 و استمرت الفرجة المسرحية من خلال العروض المبرمجة طيلة أيام المهرجان . هنيئا لمراكش بهذا الاستمرار ومزيدا من الدعم ليطول عمر مهرجانها وهي تستحق المزيد من الأنشطة كما حال المهرجان الدولي للفيلم .