مجلة الكلمة - بيان من الفنانين الفلسطينيين لمقاطعة معرض "40 سنة على الاحتلال"

بيان من الفنانين الفلسطينيين لمقاطعة معرض "40 سنة على الاحتلال"

رام الله - أصدر أكثر من خمسين فناناً فلسطينياً بياناً أعلنوا فيها عن مقاطعة معرض "40 عاماً على الاحتلال" ورفضهم المشاركة الفلسطينية فيه. المعرض الذي افتتح في القدس المحتلة وتل أبيب في الخامس من حزيران الجاري بمشاركة فنانين إسرائيليين وفلسطينيين، الأمر الذي أثار استنكاراً واسعاً في أوساط الفنانين الفلسطينيين. ويأتي هذا المعرض في سياق موجة من المعارض التي يقيمها الإسرائيليون مؤخراً لتثبيت فكرة أن الاحتلال عمره 40 سنة وليس 59 سنة كما هي الحقيقة التاريخية.

وقد أوضح الفنانون الذين أصدروا البيان أسباب مقاطعتهم وموقفهم الرافض لـمعرض "40 سنة على الاحتلال" الذي وصفوه بـ"الإسرائيلي"، والذي لا تمثل مشاركة بعض الفنانين الفلسطينيين الأفراد فيه، الموقف العام للفنانين الفلسطينيين بحسب البيان.

والى جانب فنانين من رام الله والقدس وغزة ونابلس والخليل وبيت لحم وعكا، فقد وقع البيان فنانون فلسطينيون يقيمون في دول أوروبية وعربية، في طليعتهم الفنانة تمام الأكحل المقيمة في عمان وكل من الفنانين كمال بلاطه وتيسير بطنيجي وهاني زعرب المقيمين في فرنسا.. وفيما يلي النص الكامل للبيان:

بيان مقاطعة للمعرض الإسرائيلي " 40 سنة على الاحتلال"

نعلن نحن الموقعين أدناه من فنانين مقيمين في كافة مناطق فلسطين التاريخية، والمقيمين في الوطن العربي وفي الشتات رفضنا للمشاركة الفلسطينية في المعرض الإسرائيلي المسمى "جيل الصحراء: 40 سنة على الاحتلال 1967 -2007" الذي افتتح يوم الخامس من حزيران في "بيت الفنانين الإسرائيليين" في القدس المحتلة وتل أبيب، والذي يجيء في الذكرى المريرة لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وفي هذه اللحظة المأساوية من تاريخ شعبنا، وذلك للأسباب التالية:

فيما يتم الإدعاء بأن المشاركة الفلسطينية في هذه المبادرة الثقافية الإسرائيلية تسنح لنا فرصة التعبير عن حاجتنا إلى استمرارية الحوار من أجل السلام، إلا أن هذا الحوار غير متكافئ وغير متساوٍ في الحقوق، والسلام المفرغ من مضمونه والذي يقوم على تزييف التاريخ والتنكيل بذاكرة الضحية يُجبر المشارك الفلسطيني على القبول بأن عمر الاحتلال يبدأ فقط من العام 1967، مع العلم أن أية تسوية سياسية بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي لن تتم إلا بعد البت بالحقوق الوطنية الفلسطينية منذ عام 1948.
من ضروب العبث واللامعقول أن يقام المعرض في غاليريات إسرائيلية في تل أبيب والقدس وهي أماكن لا يمكن لأغلبية الفنانين الفلسطينيين وصولها سوى بتصاريح مهينة من سلطات الاحتلال. ومن المهين أن يقبل أي فنان فلسطيني بذلك أينما وجد، خصوصاً أنها معارض لا تسمح لأغلب الجمهور الفلسطيني المعتقل والمحاصر بالجدران من وصول أماكن العرض ناهيك عن أن مثل هذه الفعاليات تقصد بالتحديد الجمهور الإسرائيلي وبشكل خاص تسعى للاستهلاك الإعلامي في الخارج.
إن الدعوة لمشاركة فلسطينيين في المعرض ليست أكثر من استقطاب لبعض الفنانين الفلسطينيين بهدف التفرقة في ما بينهم في فترة نحن في أشد الحاجة فيها للتقارب بيننا والتوحد مع أهداف نضال شعبنا الصامد، بينما الحال بالنسبة لأعضاء هذه الأقلية الإسرائيلية ممن ينتمون إلى ما يسمى بـ"معسكر السلام الإسرائيلي" لا يتعدى حاجتهم للتنفيس عن شعورهم بالذنب والمساهمة في الوقت ذاته في تعميم رسالتهم الدعائية في الخارج.
من اللامعقول التضامن مع جماعة من الفنانين الإسرائيليين في هذه المرحلة المريرة التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني إلى عملية إبادة يومية مفتوحة من قبل الاحتلال، بأن يطالب المشارك الفلسطيني بمنح الشرعية لهذه الفعالية الثقافية الإسرائيلية والتي يرعاها أفراد من الفنانين الذين خدموا ويخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مع العلم أننا في طليعة من يرحب بأي نشاط فني أو ثقافي يتبناه إسرائيليون يقومون فيه بالتعبير عن احتجاجهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد الحصار وسياسة القمع المتفاقم والسجن الجماعي الذي يفرضه الاحتلال، ونسف البيوت والهجوم العسكري الوحشي ضد المدنيين الفلسطينيين، كما نقدر بشكل خاص أي نشاط، مهما كان طفيفاً، تقوم به أقلية الأقلية من الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي، إلا أن مسؤولية المعرض الإسرائيلي هذا تقع على عاتق الفنانين الإسرائيليين الداعين له. وبما أن كافة أفراد الجمهور الإسرائيلي والجمهور في العالم كلّه يدركون تمام الإدراك موقف كل إنسان فلسطيني من هذا الاحتلال، فليس هناك حاجة لشهادة حسن سلوك يقدمها الفنان الفلسطيني لهم في هذه الآونة.x
ولكي نكون واضحين، فإننا نعلن أن أي فلسطيني قد يشارك في هذا المعرض لا يمثل غير نفسه، وموقفه لا يمثل الموقف العام للفنانين الفلسطينيين حيثما تواجدوا. ففي الثقافة الفلسطينية، التي تصبو أن تكون ثقافة تحرر وطني ديمقراطي وتعدّدي هي كمثيلاتها في تاريخ كل مسيرة تحرر وطني، لا تخلو من نماذج قليلة قد يدفعها الجهل أو تغليب المصالح الشخصية الصغيرة إلى الانخراط في مشاريع تضر بقضيتهم وبمسيرة النضال الوطني لشعبهم.

وفي الخلاصة، واستناداً إلى ما تقدم من الأسباب نطلب من جميع الفنانين الفلسطينيين والمعنيين بالفن الفلسطيني مقاطعة هذا المعرض. وننتهز هذه الفرصة لنعلن عن تضامننا مع كافة أصحاب الضمائر الحية في العالم من أهل الفكر والثقافة والفن ومن مؤسسات دولية مختلفة في الخارج طالبت بمقاطعة كافة البرامج الثقافية والأكاديمية الإسرائيلية. وقد جاءت مواقفهم اعتماداً على قناعتهم أن إسرائيل ومؤسساتها المدعومة من قبل الدولة العبرية، تعتمد على العنصرية وأن الحوار الحقيقي لا يتم إلا بين المتساوين في احترام الواحد للآخر وأن السلام الحقيقي غير ممكن دون النظر في العدالة التي طالما طالب بها الشعب الفلسطيني.

الموقعون: (الاسم والمكان)

الأكثر قراءة