كان قد انتهى من كتابة عموده الأسبوعي في صحيفة "بروسيسو" المكسيكية عن صديقه الشاعر الراحل خوان خيلمان قبل أن ينهض من مكانه ويتعثر بالكتب فيسقط على رأسه مساء الجمعة الماضي. وقد دخل خوسيه إميليو باتشيكو المستشفى على أثر تلك السقطة يوم السبت، لتعلن ابنته لاورا إميليو باتشيكو وفاته لوكالات الأنباء الأحد الماضي بقولها "رحل والدي بكل هدوء، رحل بسلام، مات وهو يكتب كما أراد دوما".
ولد باتشيكو في العاصمة المكسيكية عام 1939، وهو من الشخصيات المحورية في الشعر الإسباني في القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. هو أديب شامل كتب في الحقول الأدبية المختلفة كالشعر والرواية والقصة القصيرة والبحوث التاريخية والأدبية، كما عمل بالترجمة والصحافة والتحرير، إضافة لكتابته سيناريوهات تمثيلية للمسرح والسينما. تنحدر والدته من عائلة ميسورة سكنت في بيرا كروس، المدينة التي تطل على البحر، وبها استيقظ عشقه للبحر الذي ذكره كثيرا في أعماله. أما والده فقد وصل لرتبة جنرال في الجيش عام 1927 رغم حال أسرته المتواضعة.
أثناء دراسته الثانوية، بدأ القراءة لبورخيس وألفونسو رييس وأظهر اهتماما بالمسرح والفنون، ومع هذا بدأ بدراسة القانون في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، لكنه تركها لاحقا في سن التاسعة عشرة ودرس فقه اللغة. ولطالما صرح بأنه لم يتلق تعليمه الحقيقي بين جدران الصفوف الدراسية، بل بفضل قراءاته المتنوعة وجولاته في شوارع مكسيكو سيتي. عُرف باتشيكو في الأوساط الثقافية المكسيكية في سن العشرين عندما نشر عام 1958 قصة بعنوان "دم قناديل البحر"، وبعدها بخمس سنوات صدر ديوانه الأول "عناصر الليل".