يخصنا الشاعر المغربي المغترب بقصائد قصيرة يخط من خلالها مشاهداته وعبرها يكتب سيرة السأم ورغبة ذات مثقلة بالضجر تلملم بعضا من سيرة الوقت، قصائد بقدر ما تحيل على المكان تورطنا في حاجة السريرة الى التحول.

قصائد

عبد اللطيف الإدريسي

* المقهى

المقهى الذي أمامي يائس من مهمته المجبر عليها 

إنه على أبواب الانتحار                          

ماذا لو فجّر نفسه بحيطانها وانتهى من معاناته الأزلية

تعب من تكرار بحجم حجر سيزيف

كراس مترامية كالحيتان على الشواطئ

جثت سجائر طريحة أرض مرصعة ببقايا زليج اصطناعي فقد هبته من كثرة المشي والبصق

صخب البعث يدوي في أحشائه :

شجار بين لاعبي الورق والدومينو واليانصيب ولعب سماسرة المدينة المشكّلين

تلفزيون ينهق كحمار في جزيرة

راديو يلبي طلبات مستمعين مغيّبين

قهقهات بائع جوارب وربطات عنق صينية الماركة

ماكياج الألم

صياح مباريات كرة القدم الهستيري

تلفزيون يعلن حالة طوارئ افتراضية...

 

صاحب المقهى

الذي جبل حيطان أكواريومه خطأ

بعيدا عن كل هذا الصخب

يعاني من لعبة تقنين المشيئات

 

 

* ذرق خفاش بائت

تختلي بي الأزقة                               

يسامرني جير الحيطان                    

المزوق بالنيلة

كأحمر شفاه "عاهرة" تنتظر

عند رأس الشوكة

 

جير يخفي الرطوبة

وأشياء

أبواب البيوت مغلقة

أستنشق صخبها المضغوط

ملء رئتي

عصافيرها لن تغادر

لتهاجر

لتسبح

لترى

 

يبس دم الجير

واصفرّ وجه النيلة

 

كيف لي أن أخصب الإسمنت

أنا خفاش الليل

 

 

* حاجة
في حاجة إلى خبز
بزيت لم تدعسه الصراصر
وبسكر غبر بائت

في حاجة إلى كومة من أحذية
وعرمة من وجوه الحكّام

في حاجة إلى شجاعة
ولو حافية.

شاعر من المغرب مقيم في فرنسا