تحتفي أوكرانيا اليوم بالذكرى الـ200 لميلاد شاعرها تاراس شيفتشينكو، عميد الأدب الأوكراني الجديد، وواضع أسس اللغة الأدبية الأوكرانية المعاصرة.ولد الشاعر والفنان والأديب المفكر تاراس شيفتشينكو في إحدى قرى العاصمة الأوكرانية كييف عام 1814م لأسرة تعمل بالزراعة، نشأ يتيما وعمل منذ طفولته خادما، وفي سن السابعة عشرة انتقل مع سيده إلى مدينة سان بطرسبورغ حيث تعلم الرسم وتعرف على عدد من الرسامين والأدباء الكبار الذين افتدوه بالمال وحرروه من رقعة العبودية.عاد شيفتشينكو إلى أوكرانيا عام 1845م، ومارس العمل السياسي السري ضد سيطرة وسياسة القياصرة الروس، فاعتقل ونُفي إلى اورينبورغ (جنوب جبال الأورال)، ليخدم بصفته مجندا، ومنع من الكتابة والرسم. عاد شيفتشينكو إلى أوكرانيا عام 1859م، ولم يلبث أن اعتقل مجددا بتهمة التحريض الثوري.توفي شيفتشينكو في بطرسبورغ 1861م، حيث شيّعه جمهور من الأدباء والمفكرين الأوكرانيين والبولنديين والروس، ونقلت رفاته إلى مدينة كانيف في أوكرانيا.غلب على أعماله الطابع الإبداعي (الرومانسي)، ويعتبر رائد المدرسة الواقعية النقدية- مع وجود نزعة واقعية- في الأدب الأوكراني، وقد مجد في أعماله الحرية، ودعا إلى الكفاح ضد الاستبداد والعبودية. وقعت أوكرانيا لفترات طويلة على حدود الدولة الإسلامية، وكان الأوكرانيون على تواصل مع المسلمين، وعلى الأخص مع تتار القرم والأتراك، وتجاذبت هذه العلاقة بين الحرب والسلام.