يتناول هذا البحث مناهج التأليف المعجمي عند العرب، والنظريات المتمحورة حول ذلك، ويعرض لأشهر تقسيمات هذه المناهج، حيث اختار ثلاث تقسيمات لأشهر ثلاث باحثين لغويين محدثين في العالم العربي، لنتبين الخلاف الواقع في الرؤى، ثم يسعى بعد عرض مناهجهم إلى الوصول إلى تقسيم جامع لهذه المناهج المعجمية.

مناهج عرض المادة المعجمية في المعاجم العربية

تاوريريت حسام الدين

كان هَمُّ المسلمين الأول في بداية جمع اللغة هو المادة، بغض النظر عن منهج تدوينها، ولعل أبرز شكل من أشكال المنهجية في الترتيب هو اعتماد بعضهم على الجمع الموضوعي (في شكل رسائل لغوية): فيجمع اللغة حسب المواضيع، وقد أشار عمار شلواي إلى هذه المرحلة وما كان يميزها قائلا (1): «ولقد واصل اللغويون جمع شتات لغتهم، فأنشأوا كتبا متخصصة فجمعوا الألفاظ التي تتصل بالنبات والأشجار والثمار، وآخرين اهتموا بالألفاظ الخاصة بالحيوان كالحصان والحشرات»، ولعلّ لهذه الطريقة فائدتين أساسيتين:

1 ـ سهولة الجمع والإحاطة باللغة.

2 ـ سهول الاطلاع على المادة والرجوع إليها بعد تدوينها.

لكن مع تراكم المادة اللغوية من جراء كثرة الجامعين وكثرة ما جمع، واستقرار عملية الجمع، برزت المشكلة، فمع كثرة ما جمع من أفواه الأعراب، إلا أنه لم تتحقق الغاية المرجوة من وراء هذا الجمع، بالاستفادة منه (وهذا لصعوبة وتعذر ذلك لعدم وجود منهج ثابت يحكم تدوين هذه المادة اللغوية ويسهل الاستفادة منها والرجوع إليها عند الحاجة)، ومن هنا جاءت فكرة المعجم اللغوي العام الجامع لما تشتت وتفرق من لغة العرب في بطون الرسائل والكتب، وإن خير مثال على هذا الجمع مع اعتماد نفس منهج الجمع الأول (الجمع الموضوعي) لغاية الجمع الثاني (الجمع الموضوعي لما جمع من موضوعات) ـ باعتباره أسهل المناهج في الجمع وأولها ظهورا ـ هو كتاب الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام الجمحي (ت 224 هـ)، وتلته بعد ذلك معاجم أكثر تطورا وتنظيما من الناحية المنهجي، فكان الجمع جمعان: جمع المشتت وجمع المجموع: فأما الأول فالغاية منه كما سبق: هو ظاهر الغاية أي الجمع والحفظ، وأما الثاني فغايته تكمن في التسهيل، أي الجمع من أجل المنهجة والترتيب، من أجل سهولة الإطلاع والاستفادة بالمادة عند الرجوع إليها.

الأصل في الجمع أن يكون بلم الشتات وجمع ما تفرق: إلا أن الأمر قد حدث مع العرب بطريقة مميزة: فكان الجمع أول الأمر: بجمع المنطوق أو المسموع. ثم تلا ذلك جمع المدون المكتوب (المجموع).

وما حدث مع المعاجم قد حدث من قبل مع الحديث وقبله القرآن (بطريقة مشابهة إلى حد ما). لكن الاهتمام الكبير بالجمع على حساب الترتيب (نظرا للحرص الشديد من قبل المسلمين على جمع واحتواء العربية التي لم يمسها التحريف قدر المستطاع قبل فسادها ودخول التحريف إليها) بدأ يتبدد مع استقرار عملية الجمع على كم هائل من المادة اللغوية، وصار التوجه الجديد نحو محاولة تحقيق عنصرين أساسيين في أي معجم:

1 ـ الانتقال من الاهتمام بالجمع (جمع ما توفر ـ من الجمع) إلى محاولة الوصول إلى تحقيق الشمول والاستقصاء (الاعتماد على السماع والنقل معا في آن واحد)، ثم التوجه في وقت لاحق إلى الاهتمام بنوعية وجودة المادة المعجمية (هذا من ناحية المادة).

 2 ـ التنظيم وبراعة الترتيب ومحاولة مَنْهَجَة المعجم العربي وتطويره (من ناحية الترتيب).

أولا: المادة المعجمية (المداخل):

قد يطلق مصطلح (المادة المعجمية) على المواد الأصول في المعجم التي تتفرع عنها الفروع (اشتقاقات، مزيدات): وهو الأصل في الاستعمال، ذلك أن الأصل في مصطلح المادة في اللغة: هي كل ما يكون مددا لغيره، ومن ثمة فيكون إطلاق هذا المصطلح على الكلمات الجذور الأصول في المعجم، ومع ذلك فإنه قد يعمم ذلك فيطلق المصطلح على المداخل المعجمية كذلك، أما المداخل فهي: المواد وما يتفرع منها، (المادة مدخل وليس المدخل مادة)، أما الدلالة الثالثة التي أصبغت على مصطلح المادة المعجمية: هي شمول معنى هذه الأخيرة لثلاث عناصر معجمية:

 1 ـ المادة.2 ـ المداخل. 3 ـ معلومات أو شروح المادة المعجمية (النص المعجمي)، أي أن المادة المعجمية بهذا المعني هي ما وقع في المعجم من مكونات معجمية تتحدد في عنصرين أساسيين:

 1 ـ المداخل.2 ـ معلومات المداخل، يصبح ذلك تعبيرا عن ظاهرة أشمل، ما يسمى: بالمتن المعجمي.

وإن سألنا: أي هذه التعاريف الثلاثة الصحيح (أو بالأحرى الأصح)، فالواقع أن: الاستعمال هو الذي يحدد صحيح المصطلحات مما لا يصلح منها (فاللغة اصطلاح).

1 ـ مصادر جمع المادة المعجمية (المداخل):

من الثابت أن أولى خطوات العمل المعجمي قديما تتحدد في عملية جمع المادة المعجمية، هذه المادة التي ستكون بمثابة المتن لهذا المعجم، والحديث عن جمع المادة المعجمية يفضي بنا إلى الحديث عن جمع اللغة العربية، كمرحلة أولى متميزة (بما احتوت من شروط للجمع ـ زمانية أو مكانية) قامت أساسا على العمل الميداني الذي كان قوامه ومعتمده الأساس: مشافهة الأعراب الأقحاح ـ الذين لم تمس ألسنتهم شائبة ولا لحن أو تحريف ـ والسماع عنهم، هذه المرحلة التي تمخضت عن كم هائل من المادة اللغوية التي كانت المادة الخام التي قامت عليها المعاجم العربية بداية، والواقع أن أغلب المعاجم العربية قد تعد معاجم نقلية تراكمية، وهذا ما يشرف بنا على معيارية هذه المعاجم، حيث أن الناظر في أول معجم عربية ولنأخذ مثلا معجم العين من القرن الثاني الهجري ويقارن مادته المعجمية وما تحتويه من شروح، بما في معجم آخر وليكن المخصص لابن سيده (ت 458هـ) مثلا من القرن الخامس الهجري، فإنه يجد تشابها كبيرا في المحتوى المعجمي، ويجد أن الدلالات في العين هي نفسها في المخصص لم تتغير، وهذا غير منطقي فطبيعة اللغة التطور والتغير (ما يعني الاستقرار للمعجم العربي لعدة قرون) وهذا لا يعني أن اللغة العربية لم تتغير خلال هذه المدة، إنما إن دل هذا على شيء فإنما يدل على وجود ازدواجية لغوية خلال هذه الفترة بين اللغة العربية الفصحى المثبتة المحفوظة في المعاجم (اللغة الأدبية الراقية) واللهجة الدارجة المستعملة في التعاملات اليومية (ولعل هذا ما فرض المنهج النقلي في جمع المادة المعجمية)، فكان اللاحق ينقل عن سابقه، وهكذا بقي الأمر حتى آخر معجم تراثي: تاج العروس للزبيدي (ت 1205 هـ)، فنجده في مقدمة كتابه موضحا اقتصار عمله في معجمه على الجمع لا غير، يقول: «وأنا مع ذلك لا أدعي فيه دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت، أو أخطأ فلان أو أصاب.... وليس لي في هذا الشرح فضيلة أمتُّ بها، ولا وسيلة أتمسّك بها سوى أنني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من منطوق ومفهوم»(2)، «وإذا كان كتاب العين يمثل ـ ما قبل تاريخ المعجم العربي ـ، فإن التاريخ الحقيقي لصناعة المعاجم ينطلق من معجم ابن دريد (ت 321 هـ) (الجمهرة)، وقد اعتمد فيه على ما جاء في العين وما وصله من المجاميع اللغوية للأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما، بالإضافة لى ما حفظه هو من الأشعار والأراجيز وما سمعه مشافهة من الأعراب»(3)، وهذا النقل (المعبر حق التعبير عن معيارية المعاجم العربية) لا يعد عيبا إنما هو إجراء فرضه الواقع اللغوي المعيش في عصور ما بعد الاحتجاج، بفساد اللغة العربية، بفعل الانفتاح الحضاري للأمة العربية الإسلامية، وكأي لغة أخرى كان تأثر اللغة العربية بالعوامل الخارجية وعمل الزمن واضحا ما أدى إلى نشوء لهجة دارجة موازية للغة العربية الفصحى، يقول علي القاسمي: «ولا تعد معيارية تلك المعاجم عيبا فيها، وإنما ضرورة أملتها الازدواجية اللغوية القائمة في اللغة العربية، حيث يوجد مستويان من مستويات الاستعمال: أحدهما فصيح والآخر عامي»(4)، لذلك فإنه يمكن حصر مصادر جمع المادة المعجمية قديما في مصدرين أساسيين:

1 ـ السماع: أ ـ ويكون بمشافهة العامة من الأعراب في البوادي والسماع والأخذ عنهم: وممن اعتمد هذا النهج نذكر: الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ) الذي كان من أوائل النازحين إلى البادية لمشافهة الأعراب سعيا وراء جمع العربية النقية التي لم تمسسها شائبة، وخير دليل على ذلك ما نجده في ثنايا كتابه من روايات عن العديد من الأعراب الذين كان يعول عليهم في رواية اللغة.

 ب ـ الأدباء(ضمن عصر الاحتجاج) ـ وأئمة اللغة.

2 ـ النقل: 1 ـ كلام العرب المجموع: أولا: النقل عن الرسائل اللغوية خلاصة الجمع الأول مثل الغريب المصنف لأبي عبيد (ت 224 هـ) ـ ثانيا: النقل عن المعاجم اللغوية: مثل ما فعل ابن منظور (ت 711 هـ) الذي اعتمد في تأليف معجمه على خمس مصادر معجمية(ضمّنها معجمه) هي: تهذيب اللغة للأزهري (ت 370 هـ)، المحكم لابن سيده (ت 458 هـ)، الصحاح للجوهري (ت 400 هـ)، حواشي ابن بريّ (ت 582 هـ) على الصحاح، والنهاية لابن الأثير (ت 606 هـ)، فيقول في ذلك: «وقد نقلت من كلّ أصل مضمونه ولم أبدل منه شيئاً بل أديت الأمانة وما تصرفت فيها بكلام غيرها فيها فليعتدّ من ينقل عن كتابي هذا أنّه إنمّا ينقل عن هذه الأصول الخمسة». (5)

2 ـ القرآن الكريم: باعتباره أعلى مقياس للفصاحة.

3 ـ الحديث النبوي الشريف: باعتباره: ثاني مقياس بعد القرآن: ويندرج تحت هذا الباب: أ ـ كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

ب ـ أقوال الصحابة (رضوان الله عليهم).

2 ـ اختيار المداخل:

شكل اختيار المداخل قديما من أولى التحدّيات التي تواجه المعجمي العربي، في ميدان العمل المعجمي، فيصطدم بعدة إشكالات: عدد المداخل، طبيعة هذه المداخل، اختيار مصادر المداخل ... وعموما إن عملية اختيار المداخل قديما لم تكن بالمشكلة الكبيرة التي تأخذ من وقت وجهد المعجمي الكثير مقارنة بما هي عليه حديثا (إذ كان همّ المعجمي الأول هو الجمع ما أمكن، أي محاولة تحقيق شرط الاستقصاء والشمول، ولم يكن يُولَى للاختيار اهتماما كبيرا (ولعل أبرز صور اختيار المداخل قديما كانت تتجلى في مستويين: الفصيح والعامي من جهة والمستعمل الأكثر تداولا والمهجور)، فعملية اختيار المداخل حديثا عبارة عن خطوة إجرائية ذات أهمية قصوى تحكمها أو تحددها مجموعة من المفاهيم: نوع المعجم والهدف منه والفئة التي يتوجه إليها.

لم تكن هناك ـ قديما ـ معايير واضحة ومتفق عليها تحكم عملية اختيار المداخل المعجمية، بشكل دقيق وحاسم، إلا أنه يمكن تمييز عاملين أساسيين قد يتحكمان في هذه العملية: ـ نوع المعجم: موضوعي أو عام. ـ طبيعة اللغة: الاقتصار على العربية الموثوق بصحتها واستبعاد ما غير ذلك: واعتماد ما ينضوي تحت هذا النوع من مصادر لهذه المادة ـ سبق ذكرها ـ، أو شمول ذلك إلى العربية الغير موثوق بصحتها (ما هو مستعمل عند العامة).

نميز توجهين أساسيين لدى المعجميين القدامى في اختيار المداخل المعجمية التي احتوتها معاجمهم:

أولا: الفصيح المستعمل والفصيح الغير مستعمل (مستوى مستعمل وآخر مهجور):

 1 ـ الفصيح المستعمل: مثال ذلك: جمهرة اللغة لابن دريد (ت 321 هـ).

2 ـ الفصيح المستعمل وغير المستعمل: مثال ذلك: معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175هـ).

 3 ـ الفصيح الغير مستعمل: مؤلفات الغريب (غريب القرآن: غريب القرآن للرازي (ت 666 هـ)، غريب الحديث: الفائق في غريب الحديث للزمخشري (ت 538 هـ)، غريب اللغة: الغريب المصنف لأبي عبيد (ت 224 هـ) + كتب النوادر: النوادر في اللغة: لأبي زيد الأنصاري (ت 216 هـ).

ثانيا: الصحيح العربي الأصيل، والمشكوك في صحته (العامي):

 1 ـ الصحيح العربي الأصيل: تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر الجوهري (ت 400هـ).

 2 ـ المشكوك في صحته: كتب المعرب ولحن العوام: مثال ذلك: المعرب من الكلام الأعجمي: للجواليقي (ت 540 هـ)، لحن العوام لأبو بكر الزبيدي (ت 379 هـ)، إصلاح المنطق لابن السكّيت (ت 244 هـ).

3 ـ ترتيب المداخل:

إن الترتيب شرط ضروري لابد من توفره في المعجم، فهو الوجه الموازي للمادة المعجمية، وبه تستقيم المادة (المعجم)، وبذلك يؤدي المعجم وظيفته على النحو المطلوب، لذلك فإن وجوده في المعجم أمر لا مناص منه ولا جدال فيه.

أما ترتيب المداخل: فهو الطريقة التي يعالج بها المعجمي تنظيم مادة معجمه اللغوية.

اتخذ وجود الترتيب في المعجم العربي القديم شكلين أساسيين:

1 ـ ترتيب خارجي: ويختص بالمواد المعجمية: ولقد تنوع وتعددت طرقه، ولنا في هذا الموضوع حديث في مقامه المناسب.

2 ـ ترتيب داخلي: ويختص بالنص المعجمي: لم تتبع المعاجم التراثية ـ عموما ـ منهجا ثابتا في عرضها للمتن اللغوي الذي حوته، سوى استثناء لأحد المعاجم الذي تميز في هذا الباب، إلا أنه لم يكن ببراعة ما نحن عليه اليوم من تطور في هذا الجانب.(وعذره في هذا واضح لا يحتاج للجدال)، أنه صاحب المصنف قيد الدراسة: الشيخ العلامة المحدث مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب بن إبراهيم الفيروزآبادي صاحب المعجم الذي جمع بين الحسان: حسن الجمع ـ حسن الترتيب ـ حسن الاختصار، إنه القاموس المحيط، الذي نال من الشهرة ما لم يصله معجم قبله في قديم أو حديث، حتى صار لفظ القاموس مرادفا للمعجم، وهو حقيق بما وصل إليه.

ثانيا: المنهج المعجمي:

 تعريفه:

أ ـ لغة: مصطلح (المنهج المعجمي) يتركب من مفردين: الأول المنهج، والثاني المعجمي، ولتعريف المركب لابد من تعريف مفرديه.

فالمنهج في اللغة: من مادة (ن هـ ج) التي تعني: الطريق الواضح، وطُرُقٌ نَهْجَةٌ: واضحة كالمنهج، ونَهَجَ طريقا، إذا سلكه . والمنهج بذلك هو: الطريق أو المسلك الواضح. (6)

وقد سبق التعريف بالمعجم، لذلك فإنه: يصبح تعريف المنهج المعجمي: الطريق الذي يسلكه المعجمي في تأليف معجمه.

ب ـ اصطلاحا:

يمكن تعريف المنهج بأنه (7): «خطة معقولة لمواجهة مشكلة ما».

أو (8): «هو الخطة التي اتبعها مؤلف الكتاب في علاج القضية التي اختارها موضوعا لبحثه، وقيامها على أساس من المنطق، أو من الاستقراء، أو منهما معا».

أما المنهج المعجمي:

هو الطريقة التي يتبعها المعجمي في تنظيم مادة معجمه وترتيبها، وذلك قصد توفير: الوضوح (الذي يرتبط وجوده بوجود المنهج + أهم صفات المنهج)، ما ينتج عنه سهولة في تناول المتن والإطلاع عليه من طرف قارئ المعجم.

وهذا قصد اختصار الوقت والجهد وتقريب المادة من القارئ قدر الإمكان.

ـ الفرق بين المنهج المعجمي و المدرسة المعجمية:

المنهج في التأليف المعجمي: هو اتجاه في التأليف سلكه لغوي ما (في الغالب) أو أكثر، بحيث لم تكتب له الشهرة، وظل استخدامه مرتبطا أو مقتصرا على من ابتكره لا غير (غالبا).

وهو كذلك يطلق على كل طريقة في التأليف، ونهج في التصنيف.

المدرسة في التأليف المعجمي: هو اتفاق مجموعة من المعجميين على اعتماد منهج معيين أساسا لتأليف معاجمهم ولا يشترط في ذلك تعاصرهم أو تعارفهم، ولا يشترط كذلك التزامهم الكلي بالمنهج، وفي العادة يكون العدد أكثر من اثنين ممن اعتمدوا النهج المعجمي (ما يعني شرط الشهرة للمنهج المعجمي حتى يصبح مدرسة في التأليف المعجمي) حتى يصح تسمية هذا المنهج مدرسة في التأليف، وعادة ما تعرف المدرسة باسم أول من ابتكر منهجها العام وسار عليه: فنقول مثلا المدرسة الصوتية الخليلية نسبة للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ).

وبذلك يصح أن تسمى المدرسة: منهجا، ولا يصح العكس.

 اختلاف مناهج الترتيب في معاجم العربية:

لقد تعددت طرق ومناهج عرض المادة المعجمية في المعاجم العربية وتنوعت، يقول: أحمد مختار عمر: «وقد كان تعدد طرق الترتيب المعجمي عند العرب وتفاوت هذه الطرق صعوبة وسهولة سببا في موت معاجم وحياة أخرى، وخمول بعضها وشيوع أخرى»(9).

ـ علة الاختلاف:

يعود الاختلاف في مناهج التأليف المعجمي في الأساس إلى: غاية المعجمي من وراء تأليف معجمه: فإذا كانت الغاية التسهيل فإنه يتبع ترتيبا سهلا معروف مثل ما فعل الزمخشري (ت 538 هـ) في أساس البلاغة، وإذا كان هدفه تقديم معجم لفئة خاصة دون غيرها، كفئة الأدباء، فإنه يتبع ترتيبا يوافق حاجتهم (القوافي والأسجاع)، كالترتيب على أواخر الأصول، مثل ما فعل الجوهري (ت 400 هـ) في مصنفه تاج اللغة وصحاح العربية.

كما قد يعود إلى محاولة المعجمي المخالفة عمدا، وذلك محاولة منه لتحقيق التميز والشهرة، فنجده يشير إلى أن هذا الترتيب لم يسبق إليه، وأن له الفضل في ابتكاره، وأن ذلك ميزة لصالحه.

وقد يرجع الاختلاف إلى الخلفية الفكرية للمعجمي في نظرته للغة، التي تحدد توجهه العام في تأليفه لمعجمه، واختيار الترتيب المناسب لذلك: فمثال ذلك: الخليل بن أحمد الفراهيدي فلما غلب على تفكيره وكان جل اهتمامه بالجانب الصوتي (بالتالي كانت نظرته للغة على أنها مجموعة من الأصوات)، فنشأت من هذه النظرة فكرة الترتيب الصوتي، الذي إذا نظرنا من جهة أخرى ـ فقد نجده ردا على الترتيب الألفبائي الذي اتبعه أبو عمرو الشيباني في معجمه (الجيم)، كذلك قد يكون في تسمية الخليل كتابه بالعين ردا على تسمية الجيم.

إن لوجود الترتيب في المعجم أهمية كبرى ودورا أساسيا (في صياغة مادته)، ونتيجة لتعدد المناهج التي اتبعها المعجميون العرب في ترتيب مادة معاجمهم اللغوية، فإنه نشأ ما يسمى اليوم بالمدارس المعجمية في التصنيف المعجمي لدى العرب، التي تنتمي إليها أغلب هذه المناهج التي عرفها العمل المعجمي العربي، ولا يخرج عن ذلك إلا ما شذّ، ولكل مدرسة منهج عام يجمعها تسير عليه وتعرف به، ويجمع المعاجم التي تندرج تحتها.

ولقد تعددت الآراء في تحديد هذه المدارس بتعدد الدارسين واختلاف نظرتهم إلى المعجم، إلا أننا مع ذلك سنذكر أشهر الآراء والتقسيمات لهذه المدارس، والتي نحددها في ثلاث تصانيف لثلاث باحثين هم:

1 ـ أحمد مختار عمر.2 ـ حسين نصار. 3 ـ علي القاسمي .

1 ـ قسّم أحمد مختار عمر المدارس المعجمية إلى خمس:

حيث حدد نقطة البداية في تقسيمه، على أساس الغرض من وراء المعجم، فجعل المعاجم من هذه الناحية نوعين أساسيين: 1 ـ معاجم الألفاظ. 2 ـ معاجم المعاني.

فيقول: «للكلمة جانبان: جانب اللفظ، وجانب المعنى. ويتحدد نوع المعجم هنا حسب نقطة الانطلاق من المعلوم للوصول إلى المجهول»(10)، ويتحدد نوع المعجم المراد استعماله من بين النوعين حسب حاجة المستخدم التي سترتبط بإحدى جانبي الكلمة: اللفظ أو المعنى، فلو كانت حاجتنا للمعنى فإننا نقصد معاجم الألفاظ، وإن كانت حاجتنا للفظ فإن نقصد معاجم المعاني. يقول أحمد مختار عمر: «فإذا كان الباحث يعرف اللفظ ويريد الحصول على شيء مجهول له يتعلق بالمعنى أو النطق، أو التأصيل الاشتقاقي، أو درجة اللفظ في الاستعمال... فإن مدخله إلى المعجم يكون من خلال اللفظ فيرجع إلى واحد من معاجم الألفاظ ... وإذا كان الباحث يعرف المعنى العام أو الموضوع، ويريد أن يحصل على الألفاظ أو العبارات أو المصطلحات التي تقع تحته يرجع إلى واحد من معاجم المعاني». (11)

ثم يقسم معاجم الألفاظ قسمين أساسيين قسم اعتمد في ترتيب مادته على الترتيب الهجائي (أحرف الهجاء)، وقسم رتب مادته بالنظر إلى أبنية الكلم في العربية وممن اعتمد هذا المنهج الفارابي (ت 350 هـ) في ديوان الأدب، حيث قسم مادته بالنظر إلى أبنية الكلمات كأساس أول، ثم اعتمد الترتيب الألفبائي على أواخر الأصول كأساس ثاني.

ثم جعل يقسم المعاجم التي راعت حروف الهجاء في ترتيب مادتها المعجمية إلى ثلاث مدارس: معاجم الترتيب الصوتي ـ معاجم الترتيب الألفبائي حسب أوائل الكلمات وتليها معاجم الترتيب الألفبائي حسب أواخر الكلمات (مع مراعاة قضية التجريد).

ويعلق أحمد مختار على تقسيمه هذا، فيصفه جازما بشموله ودقته، فيقول بأنه لا يخرج من طرق الترتيب المعجمي شيء عن الأشكال التي ذكرها في تقسيمه هذا.

تقسيم مناهج الترتيب في المعاجم العربية:

 نوع المعجم

 نمـــــــاذج لــــــه

 

1 ـ معاجم المعاني

1 ـ الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ).

2 ـ متخيّر الألفاظ لابن فارس (ت 395 هـ).

3 ـ المخصص لابن سيده (ت 458 هـ).

 

2 ـ معاجم الترتيب الصوتي

1 ـ العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ).

2 ـ تهذيب اللغة للأزهري (ت 370 هـ).

3 ـ المحكم لابن سيده (ت 458 هـ).

 

3 ـ معاجم الأبنية

1 ـ ديوان الأدب للفارابي (ت 350 هـ).

2 ـ شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573 هـ).

3 ـ مقدمة الأدب للزمخشري (ت 538 هـ).

 

4 ـ معاجم الترتيب الألفبائي حسب أوائل الكلمات

 (بعد التجريد)

1 ـ أساس البلاغة للزمخشري (ت 538 هـ).

2 ـ المصباح المنير للفيومي (ت 770 هـ).

3 ـ المعجم الوسيط (مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

4 ـ المعجم العربي الأساسي (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).

 

5 ـ معاجم الترتيب الألفبائي حسب أواخر الكلمات

 (بعد التجريد)

 

1 ـ الصحاح للجوهري (ت 393 هـ).

2 ـ لسان العرب لابن منظور (ت 711 هـ).

3 ـ القاموس المحيط للفيروزآبادي (ت 817 هـ).

4 ـ تاج العروس للزبيدي (ت 1205 هـ).

ثم ما يلبث حتى يضيف إلى ما سبق منهجين اثنين:

1 ـ معاجم الترتيب الألفبائي حسب أوائل الكلمات

 (دون تجريد)

ـ معجم الرائد لجبران مسعود (حديث).

2 ـ معاجم الترتيب الألفبائي حسب أواخر الكلمات

 (دون تجريد)

ـ التقفية في اللغة لأبي بشر اليمان البندنيجي (ت 284 هـ) (قديم)

ظاهر حال هذا التصنيف أنه جامع دقيق بسيط بعيد عن التعقيد. وهو يتخذ من الأساس الأول المعتمد في ترتيب هذه المعاجم مرجعا أساسا في رؤيته وابتكاره لتصنيفه هذا، وهي رؤية منطقية، وتنم عن فهم عميق لواقع التجربة المعجمية العربية. والله أعلم.

2 ـ أما حسين نصار فإنه يقسم المدارس المعجمية إلى أربع مدارس:

جدير بالذكر أن حسين نصار لم يقم بتسمية هذه المدارس (في كتابه: المعجم العربي) بل اكتفى بعبارة: المدرسة الأولى، المدرسة الثانية... عن كل مجموعة من المعاجم تشترك في منهج ترتيب عام يجمعها، مثال ذلك: المدرسة الأولى: والتي تضم كل من العين، البارع، التهذيب، المحيط، المحكم. رغم شكلية هذه الملاحظة، إلا أنه ظننا أنها تستحق الذكر.

جاء تقسيم المدارس على النحو التالي:

المدرسة الأولى: ما يجمع معاجم هذه المدرسة هو اشتراكها في ثلاثة أشياء: 1 ـ اعتمادها الترتيب الصوتي كأساس عام للترتيب مادة معاجمها (الترتيب الأكبر). 2 ـ اعتمادها نظام الأبنية كأساس ثاني للترتيب.

 3 ـ استعمالها مبدأ التقاليب.

ـ المدرسة الثانية: ما يجمع مؤلفات هذه المدرسة هو اعتمادها: الترتيب الألفبائي كأساس لترتيب المواد، نظام الأبنية ثانيا، نظام التقاليب ثالثا.

ـ المدرسة الثالثة: وهي مدرسة الترتيب الألفبائي على أواخر الأصول، لذلك سميت بمدرسة التقفية، لأن أصحاب هذه المدرسة رتبوا معاجمهم على الحرف الأخير من الكلمات الأصول كأساس للترتيب، ثم الحرف الأول من الكلمة، ثم باعتبار الحرف الثاني من الكلمة، وتم هذه المدرسة مجموعة من أشهر المعاجم العربية كلسان العرب لابن منظور (ت711 هـ) والقاموس المحيط للفيروزآبادي (ت 817 هـ).

ـ المدرسة الرابعة: وهي مدرسة الترتيب الألفبائي على أوائل الأصول، أو ما يسمى بمدرسة الترتيب الجذري، تضم هذه المدرسة معاجم قديمة وأخرى حديثة، ما يميز القديم منها عن باقي المعاجم التراثية: هو اعتمادها الترتيب الألفبائي على أوائل الأصول (في وقت كان الترتيب على القافية هو المشهور)، لم تعتمد هذه المدرسة نظام الأبنية ولا التقاليب كغيرها من معاجم سبقت اتبعت هذا الترتيب، أما الحديث من معاجم هذه المدرسة، فإضافة إلى اتباعها للترتيب الألفبائي على أوائل الأصول كأساس لترتيب المواد المعجمية، فإنها جاءت على قدر كبير من المنهجة والتنظيم، وذلك لاتباعها ترتيبا منطقيا في ترتيب المداخل المعجمية التي تندرج تحت المادة الأصل، كالذي سار عليه المعجم الوسيط (1960م) الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

ـ تميزت معاجم هذه المدرسة: بسهولة منهجها مع دقته، من أشهر معاجم هذه المدرسة: أساس البلاغة للزمخشري (ت 538 هـ)، المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية المصري (حديثا).

أما إذا تناولنا رؤية حسين نصار فإنها أكثر دقة من رؤية سابقه، إلا أنها تفتقر إلى مبدأ الشمول، فرغم دقته في كلامه عن الترتيب الألفبائي وتقسيمه إلى: ألفبائي يعتمد نظام الأبنية، وألفبائي لا يعتمد هذا النظام ـ وهذا يحسب له إذ أنه في تصنيفه هذا قد راعى الأساس الثاني المعتمد في الترتيب ألا وهو نظام الأبنية والتقليبات، إلا أنه مع ذلك أهمل فرعين من فروع التصنيف المعجمي قد تداركهما أحمد مختار عمر هما معاجم الأبنية، ومعاجم الترتيب الألفبائي دون التجريد، وبذلك قد سقط مبدأ الشمول من ترتيبه هذا.

3 ـ وإذا نظرنا لتقسيم علي القاسمي، فإننا نجده يحصر هذه المناهج في ثمانية مدارس (12):

أ ـ الترتيب العشوائي: ويشمل المؤلفات التي لم تلتزم منهجية ثابتة وواضحة في ترتيب مادة معجمها، والثبات على هذه المنهجية من بداية المعجم إلى نهايته، وخير مثال على ذلك: كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني (ت 213 هـ): الذي رتب مادة معجمه حسب الترتيب الألفبائي على أوائل الأصول، إلا أنه لم يراعي هذا الترتيب إلا في الحرف من الكلمة الجذر، وهذا ما فرض على الباحث عن الكلمة في هذا المعجم تصفح باب بأكمله حتى يستقر على غايته.

ب ـ الترتيب المبوب: وأكثر ما يكون هذا الترتيب في: كتب الغريب: خاصة: كتب غريب القرآن وغريب الحديث وبعض المعجم الفقهية: كتفسير غريب الموطأ لأبي مروان بن حبيب السلمي (ت 238 هـ)، تحرير التنبيه لأبي زكريا النووي (ت 676 هـ)... إلخ، وقد يعود سبب اعتماد هذه المعاجم للترتيب المبوب: إلى أن أغلب هذه المعاجم قد وضعت لغير المختصين باللغة أولا، وللمبتدئين (من طلبة العلم وعامة الناس) ثانيا، فكان هذا المنهج أسهل.

جـ ـ الترتيب الموضوعي (المعنوي): ـ ويكون بترتيب المادة اللغوية حسب مواضيع عامة ويجمع هذه المواضيع كتاب واحد (يكون بذلك متعدد الموضوعات)، نشأ هذا الصنف من المعاجم، كنتيجة لجمع ما تفرق من مادة لغوية (كانت في شكل كتيبات صغيرة تحمل موضوع عام تندرج تحتها ألفاظها)، وضمها في شكل كتاب جامع لهذه الكتب، وكل كتاب من هذه الكتب يحتوي موضوعا عاما ويندرج تحت هذا الموضوع العام مواضيع ثانوية، ومن أشهر المؤلفات التي اتبع أصحابها هذا الترتيب نذكر: الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، إذ قسم كتابه إلى خمسة وعشرين موضوعا رئيسيا (كتاب خلق الإنسان، كتاب الأطعمة... إلخ)، وجعل لكل موضوع كتابا وقسّم كل كتاب إلى أبواب، فجاء المعجم بذلك على 917 تسعمائة وسبعة عشر موضوعا، أيضا ممن اتبع هذا النوع من الترتيب من المؤلفات: المنتخب من كلام العرب لكراع النمل (ت 310 هـ).

ويمثل كتاب المخصص لابن سيده (ت 458 هـ) الشكل المتطور لهذا الصنف من التأليف.

د ـ الترتيب الدلالي: يشار إلى هذا الصنف من الترتيب حديثا بمصطلح: الحقول الدلالية، فيصنف المتن اللغوي للمعجم إلى حقول دلالية كل منها يحمل معنى عام تربطه علاقة بما يندرج تحته من ألفاظ، ومن المعاجم التي تدخل ضمن هذا الترتيب نذكر: الألفاظ الكتابية للهمذاني (ت 320 هـ).

هـ ـ الترتيب النحوي: ويقوم الأساس الأول للترتيب في هذا الصنف من المعاجم على مراعاة أبنية الكلمة وطبيعتها الصرفية، فيرتب المادة اللغوية في المعجم حسب أبنيتها (الثنائي، الثنائي المضاعف، الثلاثي الصحيح... إلخ)، وقد يطلق على النوع من الترتيب اسم: الترتيب الصرفي، أما المعاجم التي اتبعت هذا النوع من الترتيب كأساس أول لترتيب مادة معاجمها نذكر: ديوان الأدب للفارابي (ت 350 هـ)، شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573 هـ) وبالنسبة للمعاجم التي ارتضته كمنهج ثاني (ثانوي) نذكر: معجم العين للخليل بن أحمد (ت 175 هـ)، ومعجم جمهرة اللغة لابن دريد (ت 321 هـ).

و ـ الترتيب الجذري: وهو ترتيب المادة المعجمية حسب حروفها الأصول (الجذر)، واعتماد ترتيب منطقي لما يندرج تحت المادة المعجمية الأصل (الجذر) من مداخل، ومن المعاجم التي اعتمدت هذا النظام في الترتيب: أساس البلاغة للزمخشري (ت 538 هـ)، والمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية المصري حديثا.

ز ـ الترتيب التقليبي: مقلوبات الكلمة هي وجوهها، فبتبديل أماكن حروف الكلمات الأصول، تنتج ألفاظ جديدة، وأول من اعتمد نظام التقاليب في المعجم العربي هو أبو المعجمية العربية: الخليل بن أحمد في معجمه العين، ويوجد للثلاثي في العربية: 6 وجوه (تقاليب)، وللرباعي: 24 وجها، والخماسي: 120 وجها.

اتبعت العديد من المعاجم العربية هذا النظام (على غرار العين): تهذيب اللغة للأزهري (ت 370 هـ)، المحيط للصاحب بن عباد (ت 385 هـ)، جمهرة اللغة لابن دريد (ت 321 هـ)...

ح ـ الترتيب الهجائي: ويضم نوعين من أنواع الترتيب:

1 ـ الترتيب الألفبائي: أي بترتيب المداخل المعجمية على حروف الهجاء، حسب الترتيب الألفبائي.

ـ الترتيب على أوائل الأصول: من المعاجم التي سارت على هذا الترتيب: الجيم للشيباني (ت 213 هـ) كأول معجم تراثي يتبع الترتيب الألفبائي، الأساس للزمخشري (ت 538 هـ)، المصباح المنير للفيومي (ت770هـ) وهو معجم فقهي (من أشهر المعاجم الفقهية وأكثرها نضوجا وأحسنها ترتيبا).

ـ الترتيب على أواخر الأصول: وأول من سار على هذا الترتيب: هو الفارابي (ت 350 هـ) في ديوان الأدب ثم خلفه من بعده ابن أخته الجوهري (ت400 هـ) في الصحاح ولكن بشكل أكمل وأرقى مما كان مع الفارابي، وتعد المعاجم التي اتبعت هذا المنهج في الترتيب من أرقى المعاجم العربية وأكثرها شهرة، وأشملها لكلام العرب، وأجودها ترتيبا وتنظيما، وجميع هذه المعاجم ألفت بعد القرن الرابع: مثل: لسان العرب لابن منظور (ت 711 هـ) ـ القاموس المحيط (ت 817 هـ).

ـ الترتيب حسب أوائل الأصول وأواخرها: ولعله يكون لهذا الصنف من التأليف كتاب واحد أو اثنين، وممن ألف على هذا المنهج في الترتيب: أبو حيان النحوي (ت745 هـ) في كتابه: (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب)، ويقوم هذا النوع من الترتيب على اعتماد الحرف الأول ثم الأخير في الترتيب، في حين أنه يهمل ما بينهما من حروف.

2 ـ الترتيب الصوتي: ممن سار على هذا المنهج: الخليل بن أحمد باعتباره مبتكر هذا الترتيب، أبو علي القالي في البارع (ت 356هـ)، ابن سيده في المحكم (ت 458 هـ).

* والواقع أن ترتيب علي القاسمي ـ حسب ما أراه ـ ترتيب غير منطقي وما أراد صاحبه من ورائه إلا المخالفة ـ

لماذا ذلك ؟

الظاهر في هذا الترتيب أنه ينظر إلى المعاجم رؤية جديدة، وذلك بأن ترتيبه هذا يستمد وجوده من الأساس الثاني المعتمد ـ غالبا في ترتيب الفصول ـ مرجعا أساسا في تصنيفه هذا. وهذا ظاهر الحال.

إلا أن الأولى كان النظر إلى الأساس الأول المعتمد في الترتيب ثم النظر إلى الأساس الثاني، لكن صاحب التقسيم رأى أنه لو سار على هذا السبيل فإنه لن يأتي بجديد، فقدم رغبته في المخالفة على المنطق العلمي، فمثلا: لو أخذنا معجم: ديوان الأدب للفارابي (ت 335 هـ): فإنه ينتمي إلى المعاجم التي اتبعت المنهج البنائي، باعتبار النظام الأساسي الأول الذي اعتمده في الترتيب، ثم نستطيع أن نميزه عن باقي المعاجم التي اتبعت هذا المنهج بالأساس الثاني في الترتيب (المتمثل في الترتيب الألفبائي على الأواخر).

وهذا هو المنطق في الترتيب، أما وأنك تبدأ من الأساس الثاني ثم ترجع إلى الأول فهذا ليس من المنطق، فالأول ترتيب أساسي والثاني ثانوي فرعي.

والمشكلة أنه لم يثبت على قراره هذا في ترتيبه، فتجده تارة يعطي ترتيبا ينظر فيه للأساس الثاني للترتيب، وتارة أخرى يحيد عما ألزم به نفسه، فيضطر أن يرجع للأساس الأول للترتيب، وهذا ليس من المنطق في شيء.

عموما هذا الترتيب يعبر عن وجهة نظر الفاضل، وهو ما يوجب احترامها، وما سبق أعلاه أيضا يعبر عن وجهة نظر. والله من وراء القصد ـ والله أعلم وأحكم ـ

ثالثا: مناهج ترتيب المادة المعجمية في المعجم العربي:

نورد هذا الترتيب محاولة منا وضع تصنيف جامع ودقيق لمناهج الترتيب المعجمي، مستفيدين في نفس الوقت مما سبق من مناهج كنا قد أوردناها:

يتشكل وجود الترتيب في المعجم العربي على النحو الآتي:

1 ـ يتم تقسيم هذه المناهج في الأول إلى قسمين أساسيين:

        أ ـ معاجم الألفاظ: وهي المعاجم نرجع إليها للبحث عن المعاني، وتكون مرتبة ترتيبا محكما، غالبا ما يكون ألف بائيا.

        ـ وتنقسم إلى فرعين أساسيين:

أولا ـ معاجم الترتيب الهجائي. ثانيا ـ معاجم الأبنية.

أولا ـ معاجم الترتيب الهجائي: يتخذ ترتيب حروف الهجاء في اللغة العربية ثلاثة أشكال:

1 ـ الترتيب الأبجدي: نسبة إلى الأربع حروف الأولى من الكتابة الفينيقية: ((أبجد ـ هوز ـ حطي ـ كلمن ـ سعفص ـ قرشت)) التي أضاف العرب إليها: ستة أحرف: ((ثخذ ـ ضظغ))، فأصبح المجموع: ثمانية وعشرين حرفا ((وقد اتخذ كثير من المؤلفين هذا النظام الأبجدي لترتيب صفحات مؤلفاتهم، في حين استعمل آخرون الترتيب الهجائي أو الألفبائي...)) (13)

2 ـ الترتيب الألفبائي: نسبة للحرفين الأولين من الترتيب، ومبتكر هذا الترتيب هو نصر بن عاصم الليثي (ت 90 هـ) صاحب فكرة نقط الإعجام للحروف، وبناء على ذلك قائم بترتيب الحروف وفقا للتشابه في رسم حروفها على الشكل الآتي: ((أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي)).

3 ـ الترتيب الصوتي: نسبة للحرف الأول من الترتيب الصوتي الذي ابتكره الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ)، الذي رتب فيه الخليل الحروف حسب مخارجها الصوتية، وذلك على الشكل الآتي:

1 ـ الحروف الحلقية: (ع، ح، هـ، خ، غ). 2 ـ الحروف اللهوية: (ق، ك). 3 ـ الحروف الشجرية: (ج، ش، ض). 4 ـ الحروف الأسلية: (ص، س، ز). 5 ـ الحروف النطعية: (ط، د، ت). 6 ـ الحروف اللثوية: (ط، ذ، ث). 7 ـ الحروف الذلقية: (ر، ل، ن). 8 ـ الحروف الشفوية: (ف، ب، م). 9 ـ الحروف الهوائية: (و، ا، ي، ء).

        ـ لذلك فإنه ووفقا لأشكال الترتيب هذه، فإن المعاجم العربية التي سارت على الترتيب الهجائي قد اتبعت النوعين الثاني والثلث من أنواع الترتيب الثلاثة، أما الترتيب الأول (فلم يرد معجم قديم سار على هذا المنهج)، فجاء بذلك على قسمين:

أ ـ الترتيب الصوتي: يعتمد هذا الإتجاه في التأليف المعجمي أساسا على الترتيب الصوتي للمداخل إضافة إلى اعتماد نظام الأبنية ـ الذي اعتمدته معاجم الأبنية ـ كأساس ثاني في الترتيب، وكذلك استخدام نظام التقليبات.

ـ ويعد ـ كما هو معروف ـ كتاب العين الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ) أول معجم اعتمد هذا الترتيب وسار عليه، يقول علي القاسمي: ((يمكن مقارنة ظهور أول معجم عربي، وهو كتاب العين الخليل بن أحمد، في البصرة – العراق - في القرن الهجري الثاني (الثامن الميلادي) بمثابة ميلاد طفل متكامل الخلقة عقليا وجسميا. ويشبه النمو الذي لحق بالمعجمية العربية بعد ذلك نمو الوليد المتواصل حتى يغدو شابا قويا، من دون أن يكتسب أعضاء أو قدرات جديدة، وإنما تصبح أعضاؤه أكبر وقدراته الأصلية أفضل)) (14)، كذلك ـ كما سبق ـ من المعاجم التي اتبعت هذا الترتيب: معجم البارع لأبي علي للقالي (ت 356 هـ)، المحيط للصاحب بن عباد (ت 385 هـ)، المحكم لابن سيده (ت 458 هـ).

ب ـ الترتيب الألفبائي: ويتفرع عنه ثلاثة أنواع من الترتيب:

1 ـ ترتيب ألفبائي حسب أوائل الكلمات: ويتفرع عنه نوعين من أنواع الترتيب:

ـ أولا: الترتيب الألفبائي الجذري: وأبرز معجم سار على هذا المنهج في الترتيب: أساس البلاغة للزمخشري (ت 538 هـ).

ـ ثانيا: الترتيب الألف الحديث: ويقوم على اعتماد الترتيب الألفبائي للكلمات لا للجذور، بحيث نجد الكلمات الأصول (الجذور) سواء هي والكلمات الفروع (المداخل)، لا يفرق بينها إلا الترتيب، باعتبار الحرف الأول من كل كلمة.

من أشهر المعاجم الحديثة التي سارت على هذا الترتيب: معجم المرجع لعد الله العلايلي (ت 1996 هـ).

2 ـ ترتيب ألفبائي حسب أواخر الكلمات: وتسمى كذلك المعاجم التي اتبعت هذا الترتيب بمعاجم التقفية، وذلك لأنها ترتب ألفاظها حسب الحرف الأخير من الكلمة.

ـ والمعاجم التي سارت على الترتيب على الأواخر نوعين:

أ ـ ترتيب على الأواخر بعد التجريد: ومثال ذلك: القاموس المحيط للفيروزآبادي (ت 817 هـ).    

 ب ـ ترتيب على الأواخر دون تجريد: وأشهر معجم سار على هذا المنهج: معجم التقفية في اللغة للبندنيجي (ت 284 هـ).

3 ـ ترتيب ألفبائي خاص: وفيه اتجاهين (مثلما ذكره عبد الكريم مجاهد):

أ ـ ترتيب ألفبائي صرفي تدويري: ويمثل هذا الاتجاه ابن دريد (ت 321 هـ) في كتابه: جمهرة اللغة.

ب ـ ترتيب ألفبائي صرفي تدويري: كما اتجه ابن فارس (ت 395 هـ) عند تأليفه لمقاييس اللغة.

ثانيا: معاجم الأبنية: ولقد رتبت على شكلين متمايزين:

1 ـ ترتيب بنائي على أواخر الأصول: ويمثل هذا المنهج في الترتيب: ديوان الأدب للفارابي (ت 350 هـ).

2 ـ ترتيب بنائي على أوائل الأصول: ويمثل هذا المنهج كتاب: شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573 هـ).

ب ـ معاجم المعاني: والأساس المنهجي الذي تقوم عليه معاجم المعاني: هو الموضوع، فالموضوع هو ما يجمع الألفاظ التي تلتقي وتشترك في ارتباطها بهذا الموضوع، ويعنى بهذا أن ما يندرج تحت الموضوع من ألفاظ تشترك جميعا في نفس المعنى العام، أو أن كلا منها يحمل جزءا من المعنى العام (الموضوع) الذي يجمعها. والواقع أننا نرجع لمعاجم المعاني من أجل البحث عن اللفظ وليس المعنى، فالألفاظ يجمعها معنى عام، هذا المعنى هو ما يفهرس له في المعجم باعتباره الأساس المنهجي المعتمد في عملية الترتيب. لذلك فإنه تسمى كذلك بمعاجم الموضوعات، لأن العنصر الأساسي المعتمد في نظام الترتيب وعملية التصنيف هو الموضوع، وهو ما يُبْحث عنه في معاجم المعاني: الموضوع، ((وهو ترتيب يمثل مرحلة جديدة متطورة في التصنيف المعجمي بعد عمل الخليل بن أحمد)) (15).

ويندرج تحت هذا العنوان صنفين من أصناف التأليف المعجمي كما حددها عبد الكريم مجاهد:

1 ـ معاجم المعاني المختصة. 2 ـ معاجم المعاني العامة.

1 ـ معاجم المعاني المختصة: وهي المصنفات التي تختص بموضوع واحد ووحيد، وغالبا ما تكون ذات حجم صغير أو متوسط (أحيانا)، ويمثل هذا الصنف من المؤلفات البواكير أو المحاولات الأولى للتأليف المعجمي عند العرب، لذلك نجد هذه المؤلفات، ذات نقص فادح من الناحية المنهجية لون، وقد يرد ضعف هذه المؤلفات من الناحية المنهجية لعدم اهتمام مصنفيها بهذا الجانب، حيث كان اعتمادهم التدوين على الموضوع، ما هو إلى وسيلة لغاية، التسهيل (في التدوين / وفي الإطلاع)، حيث كان غالب هذه المصنفات عبارة عن ناتج لعمليات جمع اللغة، التي قامت في وقت مبكر، ولعل الشكل الوحيد البارز من أشكال الترتيب الذي قد نجده في هذه المؤلفات هو: الترتيب المبوب، يشمل هذا النوع من المعاجم في تراثنا المعجمي ثلاثة أشكال من التأليف:

أ ـ غريب القرآن. ب ـ غريب الحديث. ج ـ معاجم متخصصة: ويدخل تحتها ثلاث أنواع من التصنيف:

1 ـ مصنفات ذات طبيعة لغوية: وهي عديدة، نذكر منها: ـ كتب جمع اللغة ضمن الموضوع الواحد: وذلك مثل: كتاب خلق الفرس لمحمد بن المستنير الملقب بقطرب (ت 206 هـ)، كتاب خلق الإنسان لأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي (ت 210 هـ)، كتاب المطر لأبي زيد الأنصاري (ت 216 هـ)....

ـ كتب القلب والإبدال: وذلك مثل: كتاب القلب والإبدال للأصمعي (ت 216 هـ)، كتاب القلب والإبدال لابن السكيت (ت 244 هـ) ....

ـ كتب الاشتقاق: وذلك مثل: كتاب الاشتقاق للأخفش الأوسط (ت 215 هـ)، كتاب اشتقاق الأسماء للأصمعي (ت 216 هـ)، الاشتقاق للمبرد (ت 285 هـ)....

ـ كتب الهمز: مثل: كتاب الهمز لقطرب (ت206 هـ)، كتاب الهمز لأبي زيد الأنصاري (ت 216 هـ)....

ـ كتب التثنية والجمع: وذلك مثل: الجمع والتثنية لأبي عبيدة (ت 210 هـ)، كتاب الجمع والتثنية لأبي زيد الأنصاري (ت 216 هـ)....

2 ـ مصنفات ذات طبيعية علمية: ومثال ذلك: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار (ت 646 هـ).

3 ـ مصنفات ذات طبيعة موسوعية: ومثال ذلك كتاب الحيوان الجاحظ (ت 255 هـ).

2 ـ معاجم المعاني العامة: وهي المصنفات التي تتضمن أكثر من موضوع، وبذلك يكون ترتيب مادتها المعجمية على حسب المواضيع، ويندرج تحت هذا النوع صنفين من المعاجم:

أ ـ معاجم غريب اللغة: يختص هذا النوع من المعاجم بجمع الغريب من الألفاظ، كما يظهر من العنوان، وغالبا ما يقوم هذا النوع من المعاجم على جمع الرسائل ذات الموضوع الواحد في اللغة ـ كمصدر أساسي للمادة اللغوية لهذه المعاجم، مع التصرف فيها أحينا بالزيادة أو الحذف ـ.

من أشهر المعاجم التي سارت على هذا النهج: الغريب المصنف لأبي عبيد (ت 224 هـ)، المنتخب من غريب كلام العرب لكراع النمل (ت 310 هـ).

ب ـ المعاجم الموضوعية العامة: مع يميز هذا النوع من المعاجم عن سابقه (غريب اللغة) شيئين أساسيين: 1 ـ عدم الاقتصار على الغريب من الألفاظ فقط (مثلما هو الحال مع معاجم الغريب)، بل يتعدى ذلك ليشمل كافة ألفاظ اللغة وجميع مواضيعها.

 2 ـ بالتالي فإنه من الطبيعي أن يكون هذا النوع أغزر مادة وأكبر حجما وأكثر شمولا من سابقه، والمعجم الموضوعي هو الشكل المتطور لمعجم الغريب.

يتسم هذا النوع من المعاجم بالموسوعية، يسير في ترتيب ألفاظه على المنهج الموضوعي، ومن أشهر المعاجم الموضوعية عند العرب: المخصص: لابن سيده الأندلسي (ت 458 هـ).

كلية الآداب و اللغات، جامعة بسكرة (الجزائر)ـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهوامش


(1): شلواي عمار، العرب و نظرية الحقول الدلالية، مجلة المخبر، قسم الأدب العربي، جامعة بسكرة، ع: 3، 2006م، ص: 315.

(2): محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تح: مجموعة من المحققين، دار الهداية، بيروت، لبنان، ج: 1، ص: 10.

(3): نور الهدى لوشن، مباحث في علم اللغة و مناهج البحث اللغوي، المكتبة الجامعية، الإسكندرية، 2001م، ص: 255.

(4): علي القاسمي، المعجمية العربية بين النظرية و التطبيق، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، لبنان، ط: 1، 2003م، ص: 70.

(5): ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، لبنان، ط: 1، ج: 1، ص: 8.

(6): محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تح: مجموعة من المحققين، ج: 6، مادة: ن هـ ج.

(7): أحمد بدر، أصول البحث العلمي و مناهجه، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، مصر، 1996م، ص: 233.

(8): محمد خان، منهجية البحث العلمي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط: 1، 2011م، ص: 16.

(9): أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب، عالم الكتب، القاهرة، مصر، ط: 6، 1988م، ص: 48.

(10): أحمد مختار عمر،  صناعة المعجم الحديث، عالم الكتب، القاهرة، مصر، ط: 1، 1998م، ص: 36.

(11): أحمد مختار عمر،  صناعة المعجم الحديث، ص: 36.

(12): علي القاسمي، المعجمية العربية بين النظرية و التطبيق، ص: 48.

(13): حسن جعفر نور الدين، المعاجم و الموسوعات بين الماضي و الحاضر، رشاد برس للطباعة و النشر و التوزيع، بيروت، لبنان، ط: 1، 2003م، ص: 16 ـ 17.

(14): علي القاسمي، المعجمية العربية بين النظرية و التطبيق، ص: 70.

(15): إبراهيم بن مراد، دراسات في المعجم العربي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط: 1، 1987م، ص: 9.