ضمن الاستعدادات التي تجريها الهيئة العربية للمسرح واللجنة المشرفة والتنفيذية بمعية وزارة الثقافة المغربية للتحضير لفعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي والذي ستحتضنه الرباط في دورة ينتظر أن تكون انتقالية بكل المعايير في ظل الرهانات المطروحة على هذه الدورة، هنا تقرير يتوقف عند أهم عناوين الدورة القادمة وآفاقها المنتظرة.

النسخة المغربية لمهرجان المسرح العربي تبدأ تحضيراتها مبكرا

دورة انتقالية لترسيخ هوية المهرجان الجديدة لتساير التحولات:

أجرت الهيئة العربية للمسرح مجموعة من اللقاءات مع اللجنتين المشرفة والتنفيذية لفعاليات الدورة القادمة {ال7} لمهرجان المسرح العربي والمزمع تنظيمه يناير من مطلع السنة الجديدة. وقد استبق هذا اللقاء باستقبال وزير الثقافة المغربي محمد الأمين الصبيحي لأعضاء الهيئة يترأسهم الأمين العام الأستاذ اسماعيل عبد الله. وهو اللقاء الذي كان عبارة عن اجتماع عمل توقف عنده الطرفان عند الخطوات "العملية المشتركة التحضيرية لإقامة الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي". وقد ثمن الوزير المغربي عاليا "الدعم الكبير والدور الهام الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الثقافة العربية عامة و المسرح خاصة، وكما أشاد الوزير بالجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العربية للمسرح في رفع سوية الفعل المسرحي العربي من خلال مشاريعها المتميزة"، كما أشاد محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة،  بالمستوى الرفيع الذي يتميز به مهرجان المسرح العربي، و الذي يعول عليه في الدورة القادمة التي ستقام مطلع عام 2015  بالمغرب ليشكل لحظة فارقة ومفصلية للنهوض بالمسرح المغربي من جديد".

اختيار المغرب لاحتضان الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي، جاء استجابة لطلب الوفد المغربي والذي تقدم به الفنان الحسن النفالي بموازاة انعقاد اللقاء الذي جمع لفيف من الفنانين العرب ضيوف الدورة السابقة والتي نظمت في الشارقة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح. وقد تم الإعلان عنها في ختام الدورة السادسة من المهرجان الذي عرف تتويج العرض المسرحي التونسي "ريتشارد الثالث".

وتتجه جميع المعطيات الى جعل دورة المغرب محطة انتقالية في تاريخ المهرجان، وإصباغ هويته الخاصة كي يتحول الى فضاء لتلاقح التجارب العربية وأيضا لبلورة مشاريع جديدة تخص حراك المسرح العربي والتأمل في تجاربه المتعددة. كما تعتبر الدورة السابعة بحكم الرهان الذي تفتحه التجربة المسرحية المغربية، إضافة نوعية لكرونولوجيا انعقاد المهرجان بل وستضفي الدورة القادمة على المهرجان أبوابا أخرى جديدة ستزيد من بريق فعاليات المهرجان وإعطائه البريق المأمول. وقد شهد اجتماع الهيئة بمعية وزارة الثقافة المغربية باللجنتين التنفيذية والمشرفة تقديم العديد من المقترحات تقدمها عرض تذكيري كاشف للفنان غنام غنام باسم الهيئة العربية للمسرح والذي أعاد رسم خطوط ذاكرة الدورات السابقة للمهرجان وتأسيس الهيئة العربية للمسرح ومشاريعها الثقافية والفنية والتي استطاعت أن تفعل على مدار السنوات الماضية، وأضاف الناقد عبدالرحمان بنزيدان عضو الهيئة المزيد من الإضاءات حول جزء من المشاريع المسرحية التي تحققت في التجارب السابقة سواء على مستوى التكويني أو على صعيد إعطاء دينامية للفعل المسرحي عربيا.

ويبدو مؤكداً استعداد المغرب بكافة كوادره وأطره جعل الدورة السابعة بميسم مغربي خالص في الرؤية والفعل والإخراج، حتى تتحقق رهانات مزدوجة تستطيع من خلالها الهيئة العربية للمسرح مستقبلا الانفتاح على آفاق جديدة تهم المشهد المسرحي العربي ببنياته وذاكرته وتوثيقه وتكرينه وريادته، وزاد الجانب المغربي، ممثلا في وزارة الثقافة، في إضفاء هذا البعد العربي بتبنيه وجعل يوم العاشر من يناير الذي يمثل اليوم العربي للمسرح يوماً من أيام المسرح في المغرب و وضعه على الأجندة وتعميم الاحتفال به على كافة الفعاليات والمؤسسات المسرحية على امتداد التراب الوطني المغربي.

وقد سبق للأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي اسماعيل عبد الله، أن أعرب عن "أن الهيئة تعمل من أجل أن تكون الدورة القادمة في المغرب، محطة جديدة من محطات تطوير العمل فيه على كل المستويات الفنية والتقنية والفكرية والإعلامية، و ذلك من خلال الاختيار النوعي العالي للمسرحيات وتوسيع رقعة المشاركة في المهرجان، خاصة أمام الأعمال المسرحية المغربية، وترسيخ الحضور الفكري والنقدي، والنشر الخاص بالمسرح المغربي، وإشراك القوى والهياكل  المسرحية المغربية الفاعلة". هذه الدعوة التي تتواشج وتتقاطع مع ما عبرت عنه آراء أعضاء اللجنتين التنفيذية والمشرفة في أن تتحول الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي دورة استثنائية بامتياز.