افتتحت معالي وزيرة الثقافة الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة معرض (تباينات مرئيّة) الذي تقيمه وزارة الثقافة البحرينيّة بالتّعاون مع الجمعيّة الملكيّة للفنون الجميلة والمجلس البلديّ لفالنسيا، وذلك في السّابعة مساء أمس الأربعاء (الموافق 7 مايو، 2014م)، بمتحف البحرين الوطنيّ، بمشاركة 20 فنّانة من مختلف أنحاء العالم، وفي سياق الاحتفاء بالفنون والجمال في برنامج (الفنّ عامنا) لسنة 2014م.
المعرض الذي تشارك فيه 20 فنانة من مختلف أنحاء العالم، لم يحدد للوحاته مضمونا معينا بقصد استكشاف التباين الذي يشوب هواجس المرأة في مختلف أنحاء الأرض، على اتساعها إن وجدت، تلتقي الفروقات ما بين هؤلاء الفنّانات المشاركات، اللّاتي ينتمينَ إلى أجيالٍ وجنسيّات ومواطن نشأة مختلفة، لتصنع جميع تلك التّباينات المرئيّة والحسّيّة فسيفساء غنيّة بالتّنوّع ويفصح عن رؤية واسعة للعمل الذي تؤدّيه النّساء في عالم الفنّ المعاصر، ويكشف من خلال معروضاته والأعمال المشاركة عن العلاقة ما بين الفنّ والأنثى في نتاجات جميلة ومحبكة اشتغلت عليها نساءٌ كثيرات من فضاءات وبيئات اجتماعيّة مختلفة.
وعلى الرّغم من تعدّد العوالم والبيئات التي جاءت منها كلّ تلك الفنون، إلّا أنّها في أعماقها قد تتشابه وتتقاطع في المشاكل المؤثّرة على مختلف الثّقافات في سياق العولمة، فتلك المشاكل والاهتمامات لهؤلاء الفنانات لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض على الرّغم من المسافات الشّاسعة الّتي تفصل بين بلدانهم بالمعنى الحرفيّ والمجازيّ، مع وجود بعض الاختلافات بينها لأسبابٍ تاريخيّةٍ وثقافيّة. وتجسّد تجربة التّجاور الأنثويّ الفنّيّ هذه فرصةً لاكتساب فهمٍ أعمق للقضايا التي تهمّ كلّ واحدة منهنّ، من دون أن تكون هناك أطروحة واحدة. ويستحضر المعرض أشكال التّعبير والرّموز التي تصنعها الأنثى، بعد أن بقيت لفترة طويلة نموذج أو مصدر إلهامٍ لأعمال الرّجال الفنّيّة والأدبيّة والفكريّة، حيث تستدرج الأعمال المشاكل المرتبطة مباشرةً بعالم المرأة: المخاوف الشّخصيّة، الاستثناء، الألم، الأزياء، التّهكّم، القمع، المكانة، الخضوع، تقديم النّساء كمجرّد أغراض، الهويّة، الإدماج، الرّفض والعرق.
يقدم المعرض على صعيد الممارسات الفنية وأنواعها وأنماطها، أشكالا متعددة تنوعت بين التصوير الزيتي والفوتوغرافي، التعبير المجسم، التجهيز في الفراغ، الفيديو آرت، واستخدام خامات متنوعة وغير اعتيادية، تناولت الفنانات بها مواضيع مختلفة تلامس المرأة إما بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر همومها وهواجسها ومخاوفها.
الجميل في تجربة هذا المعرض أنّ الفنّانات يلتحقن به تباعًا، إذ انطلق بادئ الأمر في فالنسيا بإسبانيا في متحف الحداثة (MUVIM) بمشاركة مجموعة من الفنّانات المبدعات من بلدان مختلفة من أوروبا، أميركا الجنوبيّة والشّرق الأوسط، ومجموعة فنّانات مشهورات من مدينة فالينسيا، ثم استقرّ مؤخّرًا في المتحف الوطنيّ الأردنيّ للفنون الجميلة بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيث توسّعت مجموعة المشاركات لتشمل أيضًا فنّانات أردنيّات يتقاسمن ذات الهواجس، ويتبَنَّيْنَ قضايا ومفاهيم خاصّة بهنّ وبمجتمعاتهنّ. أمّا مجيئه إلى مملكة البحرين وتحديدًا إلى متحف البحرين الوطنيّ، فسيضيف إلى سلسلة أعماله مشاركات فنّيّة نسائيّة بحرينيّة لتكتمل المجموعة، وتمنح مرأى آخر مغايرًا لما تحمله المجموعة الأولى.
تشارك في المعرض الفنّانات: وجدان الهاشميّ، جُمان النّمري، كاتيا التلّ، تيتي دي الينكار، بلقيس فخرو، كلارا أمادو، رجوة علي، باتريسيا بينتانكور، كارولينا كالينتو، كلاوديا كاسارينو، هلا آل خليفة، ماريبيل دومينيش، كارميلا غروس، دينا حدّادين، ألفيا ليفا، آنا كارينا ليما أستراي، نازاريث باتشيكو، غدير سعافين، بولا سانتياغو ولينا ورزمان. وتجسّد أعمال المعرض جزءاً بسيطاً من حجم الفنّ الذي يُصنع ويشكّل كل يومٍ على جانبيّ المحيط الأطلسيّ والبحر الأبيض المتوسّط، ويستمرّ في عرضها في المتحف الوطني حتّى أواخر أغسطس المقبل.