ألقى الفنان التشكيلي عفيف بناني، الأسبوع الماضي، محاضرة في الثانوية التأهيلية المعتمد بن عباد بمدينة القنيطرة، تمحورت حول تاريخ الفنون التشكيلية ومدارسها ومبادئها العامة، بحضور مجموعة من تلاميذ المؤسسة ومديرها الأستاذ نور الدين الزبيري.
وأهدى عفيف للثانوية التأهيلية صورة فوتوغرافية كانت قد جمعته هو وأبناء هذه المؤسسة التعليمية أيام الدراسة الابتدائية، حيث سبق له أن درس بها حينما كانت تُسمّى أيام الاستعمار "مدرسة أبناء الأعيان".
واندرجت هذه المحاضرة في سياق النشاطات الثقافية التي يقوم بها الفنان عفيف بناني بموازاة مع نشاطه الفني، إذ سبق له أن ألقى محاضرات أخرى في كل من قاعة المحاضرات التابعة لوزارة الشباب والرياضة وفي المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وفي جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وفي مسرح محمد الخامس بالرباط.
ويحرص عفيف بناني من خلال محاضراته على المساهمة في إشاعة الثقافة التشكيلية لدى الجمهور ولاسيما لدى فئة الشباب، وتقريب مصطلحاتها ومفاهيمها واتجاهاتها من مدارك العموم.
الجدير بالذكر أنه سبق لعفيف أن توج منذ سنتين بـ"ميدالية ذهبية للفنون" من طرف أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بفرنسا. وتعتبر الميدالية الثانية التي حصل عليها العام الماضي تتويجا جديدا ينضاف إلى مسار بناني الإبداعي، إذ حاز على العديد من الجوائز والتكريمات من بينها جائزة «طوال الذهبية»، خلال مسابقة عالمية ضمت نخبة من الفنانين التشكيليين بفرنسا، كما حصل سنة 2004 على ميدالية أوربية، وفي سنة 2001 حاز على ميدالية فضية خلال المسابقة الدولية للرسم بفرنسا.
ويلاحظ متتبعون أن اللوحات التشكيلية لعفيف بناني، العضو في الفدرالية الوطنية للثقافة الفرنسية، تتسم بترجمتها لمخيلته ونزوحه إلى رسم كثير من الأماكن والمعالم التاريخية ليصبح من الفنانين المعروفين بحبهم لرسم القصبات وأزقة المدن العتيقة. ونظرا للمكانة التي يحظى بها هذا الفنان في مجال الفن التشكيلي، فقد وقع الاختيار على أربع من لوحاته لوضعها على طوابع بريدية أصدرها بريد المغرب.
تبقى الإشارة إلى أن عفيف بناني أصدر الكتب التالية: "معجم الفنون التشكيلية"، "تأملات تشكيلية"، "فن الرسم من القرن 19 إلى سنة 1945"، بالإضافة إلى صدور كتاب "المزن والقزح" الذي يتضمن لوحات للفنان نفسه.