فاز فيلم “العودة إلى حمص” للمخرج السوري طلال ديركي بجائزة مهرجان برشلونة الدولي للأفلام الوثائقية. وقررت لجنة تحكيم المهرجان المكونة من نوريا فيدال وجوردي أمبروس وريكاردو إيسكار وداني فيلارو بالإجماع، منح الجائزة للفيلم بسبب شجاعة محتواه والتزامه بعرض نزاع منسي عن طريق لقطات مختلفة عن تلك التي تظهر في وسائل الإعلام.
ويحكي الفيلم قصة علاقة صداقة بين سوريين اثنين منذ بدء الاحتجاجات السلمية ضدّ النظام في سوريا، والقرارات التي يتخذها كل منهما حينما يتخذ النزاع منحى عسكريا. وحصل مخرج الفيلم على جائزة رمزية بقيمة خمسة آلاف يورو وتمثال تذكاري.
ولد ديركي في دمشق عام 1977، إلا أنه قرر إعداد فيلمه عن حمص نظرا لرمزيتها الكبيرة، راويا بكاميراته قصة شابين من شبابها. الأول عبدالباسط الساروت، حارس المرمى السابق في المنتخب السوري للشباب لكرة القدم وبنادي الكرامة، والذي أضحى مع بداية الاحتجاجات أحد أبرز الأصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد، قبل أن يتخلى عن الحراك السلمي ويحمل السلاح، كالآلاف من أترابه، ضدّ القوات الحكومية.
أما الثاني فهو أسامة، طالب جامعي ساخر أصبح من أبرز الناشطين الإعلاميين الذين يوثقون يوميات النزاع، إلى حين اعتقاله وانقطاع أخباره. وتعدّ حمص من أكثر المدن تضررا جراء النزاع، فقد شهد بها حي بابا عمرو حملة قصف عنيفة ومعارك طاحنة، دامت إلى أن سيطرت قوات النظام عليه. ويعتبر مهرجان مدريد إلى جانب مهرجان برشلونة للأفلام الوثائقية أكبر تظاهرتين في أسبانيا تهتمان بأفلام الواقع.