هم مجموعة من الشباب والشابات في أوائل سن الشباب..
هي غزة خاصرة الوطن الجنوبية والأهل والعشيرة والأطفال..
هؤلاء الشباب والشابات تجمعوا منذ فترة زمنية عبر شبكات التواصل الاجتماعي كان همهم خدمة الوطن بأشكال مختلفة، فبدلا من تضييع الوقت بمسائل لا فائدة فيها قرروا أن يخدموا وطنهم ومجتمعهم الفلسطيني بما يتمكنوا منه، فهم بلا جهات داعمة ولا مؤسسات تضمهم، ويضمهم فقط حب الوطن والأرض.
يقومون بأعمالهم التي يتفقوا عليها تحت مسميات مختلفة تناسب كل مشروع يقومون به، فاستغلوا رمضان لتقديم وجبات طعام سريعة لمؤسسات مختلفة، مسنين، أطفال، مؤسسات علاجية وغير ذلك من جهات، معتمدين على جهد ذاتي بجمع وتغطية هذه الجهود من مؤسسات وشركات أهلية، البعض يستجيب ويقدم الخير من خلال اولئك الشباب، والبعض لا يكف عن اعطاء الوعود تحت عناوين مختلفة وبالنهاية لا يقدم شيء.
حين رأى هؤلاء الشباب ما تتعرض له غزة من تدمير، وما يتعرض له أطفال غزة من حملات ابادة جماعية من خلال استهداف المنازل المدنية وتدميرها على رؤوس قاطنيها، وحين رأوا ما تعرض له الأطفال الأبرياء وهم يلهون على الشاطئ بكل براءة الأطفال، وحين رأوا قبل ذلك كم طفل تعرض للقتل في الضفة المحتلة، برصاص الجيش أو دهسا بسيارات المستوطنين أو خطفا وحرقا، قرروا أن يعلوا صوتهم لجانب الطفل الفلسطيني المعذب في وطنه، فكانت فكرة أن يقدموا عرضا صامتا أمام مكاتب الصليب الأحمر في مدينة البيرة التوأم السيامي لمدينة رام الله.
العرض قام على فكرة مشهد صامت لأطفال محترقين وأطفال تملأ الدماء وجوههم فاستلقوا على الأرض بصمت في ساحة الصليب الأحمر ، بمشاهد صامتة تصور بعضا مما يتعرض له أطفال الوطن عامة وأطفال غزة خاصة، ومن حولهم وقف الشباب يحملون يافطات تعبر عما في دواخلهم، ولعل الصمت العربي ترك أثره على بعض هذه اليافطات فحملت شعارات ما كنت آمل أن أراها فشعر محمود درويش: سجل أنا عربي وضع على يافطة مع اشارة x باللون الأحمر على كلمة عربي وتحتها وضعت عبارة بديلة: سجل أنا فلسطيني، مما أعطى ردة فعل اقليمية خاطئة، فنحن أبناء فلسطين سنبقى عربا وننتمي لقوميتنا العربية رغم كل الصمت العربي الرسمي والشعبي المغيب.
الفكرة جميلة والجهد يشكرون عليه أصحاب السواعد الشابة، وحقيقة أتمنى لو وجدت هذه الجهود اهتماما ودعما من المؤسسات المختلفة، فالغد يصنعه جيل الشباب، وهم الحلم والأمل وخاصة حين نجدهم يتجهون بإيجابية لخدمة الوطن بجهود ذاتية جميلة، تدلل على روح الانتماء للأرض وللمجتمع.
كالعادة رافقتني عدستي بمجرد أن تلقيت الدعوة لهذه الفعالية المهمة، فكانت 82 لقطة معبرة عن هذا الجهد الجميل والمختلف والمتميز، فمزيدا من العطاء لجيل الغد الأجمل.