عقابا لباريس على موقفها من غزة، عبدالعزيز النويضي يستنكر تكريمه بسبب نشاطه في مجال حقوق الانسان في الوقت الذي يحيي الرئيس الفرنسي فيه اسرائيل على جرائمها تجاه الفلسطينيين.
وقد اعتذر عبد العزيز النويضي، الناشط المغربي الحقوقي عن تسلم وسام الشرف الفرنسي المقرر في الخريف المقبل، تعبيرا عن "الاحتجاج" على موقف فرنسا من هجوم اسرائيل على غزة، حسبما قال الشهر الماضي. وأكد النويضي، مؤسس جمعية "عدالة" المدافعة عن استقلال القضاء في المغرب، انه "بعدما اطلعت على بيان قصر الإيليزيه الذي اعلن فيه الرئيس الفرنسي تضامنه مع حكومة اسرائيل إزاء ما يحدث، وعن انها يمكن ان تتخذ جميع التدابير لحماية سكانها، اعتبرت أنه موقف منحاز وتحريضي".
وأدانت الرباط في التاسع من تموز/يوليو "بشدة التصعيد العسكري الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي" ضد قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل فورا من أجل "الوقف الفوري لهذا العدوان".
ومنح الملك محمد السادس ورئيس لجنة القدس، مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة خمسة ملايين دولار للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي في وقت مبكر من صباح الجمعة. كما شجب العاهل المغربي "العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل" داعيا إلى اصطفاف العرب في مساندة الشعب الفلسطيني. وأعلن العاهل المغربي في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، عن مساعدات جديدة للفلسطينيين بالإضافة إلى تخصيصه خمسة ملايين دولار لمساعدة غزة قبل أكثر من أسبوع. ودعا الملك محمد السادس إلى "توحيد الصف الفلسطيني.. والحفاظ على حياة الفلسطينيين.. وتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية.. وتجنب كل ما من شأنه أن يجعل كفاح الشعب الفلسطيني موضوع مساومة أو توظيف من لدن أي كان." وقال النويضي "قررت بعد تفكير طويل أن أرسل رسالة الى السفير الفرنسي لأعتذر عن تسلم وسام الشرف"، موضحا ان قراره "ليس ضد شعب فرنسا وإنما ضد الموقف السلبي الذي عبر عنه هولاند."
وصدر في التاسع من تموز/يوليو بيان عن الرئاسة الفرنسية، حول مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعرب فيها هولاند عن "تضامن فرنسا في مواجهة اطلاق الصواريخ من قطاع غزة". وأضاف البيان أن هولاند "أعاد التأكيد له على ادانة فرنسا الشديدة لهذه الاعتداءات. وانه يعود الى الحكومة الاسرائيلية اتخاذ كافة الاجراءات لحماية شعبها في وجه التهديدات".
وأوضح النويضي "إن موقف فرنسا متناقض، فكيف يمنحونني وسام الشرف الفرنسي لأني اشتغل في مجال حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه يهنئون حكومة تقوم بأخطر انتهاكات حقوق الإنسان، التي يفترض أن يذهب مقترفوها الى المحكمة الجنائية الدولية".
واعتبر النويضي الموقف الفرنسي "فيه حسابات صغيرة للرئيس الحالي، وربما هو متأثر باللوبي المساند لإسرائيل في فرنسا، ولكنه نسي أنه يصدم الملايين من العرب والمسلمين، ومصالح فرنسا قد تتضرر من هذا الموقف".
وخرج آلاف المغاربة، الأحد، في مسيرة تضامنية جابت شوارع العاصمة الرباط عبروا فيها عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية ونددوا بالهجوم الإسرائيلي على غزة. وقد نظمت المسيرة الداعمة للشعب الفلسطيني تحت شعار "مع المقاومة وضد الإرهاب..ضد التطبيع"، ورفع المشاركون في المسيرة التضامنية شعارات متنوعة حسب المرجعيات السياسية والإيديولوجية، ورفرفت أعلام فلسطين بقوة فوق رؤوس المتظاهرين.
هذا وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان "541 مدنيا، اي ما نسبته 81،5 بالمئة، قتلوا في العملية العسكرية الاسرائيلية من بينهم 161 طفلا و91 امرأة". وأحصى المركز "663 شهيدا" حتى ظهر الاربعاء. وأشار المركز في بيان الى ان "عدد الجرحى بلغ 3 الاف و457 مصابا غالبيتهم العظمى من المدنيين بينهم 991 طفلا و703 نساء".
وطالب حقوقيون فلسطينيون "الامم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق دولية فورا للتحقيق في جرائم الحرب الانسانية التي يرتكبها الاحتلال، موضحين أن "150 الف مواطن نزحوا من بيوتهم". ووفق حصيلة تم اعدادها استنادا الى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية قتل اكثر من 670 فلسطينيا في الحملة الاسرائيلية على القطاع، وهو النزاع الخامس بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة خلال عشر سنوات.