منذ بدء العدوان الصهيوني الآثم على قطاع غزة، وجيش الاحتلال يحسب للحرب في كل ساعة ألف حساب، ويخشى المفاجآت مما يدور من معارك تحدي وصمود ورباط واستبسال في هذه الأيام المباركة على أرض غزة، هذه المدينة الصامدة التي لقنت العدو الصهيوني دروسا في الحروب والمعارك والمقاومة الشرسة ولن ترفع الراية البيضاء، بل تنتصر في كل حرب يخوضها العدو الصهيوني مع غزة ويخرج العدو في نهاية المطاف منهزم وخاسر.
العالم كله يشاهد بنك الأهداف العسكرية لهذه الحرب والذي يتمثل بقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين في منازلهم، ولم يتحقق أي هدف عسكري من هذا العدوان الآثم على غزة، في المقابل أبهرت المقاومة الغزية الصامدة العالم كله بالتطور الكبير وبتحدي أعتى جيوش العالم وأكثر جيوش العالم قوة وعتاد وتطور تكنلوجي خاصة تنفيذها علميات بطولية نوعية ضد العدو في خطوط متقدمة، بل أعلنت كتائب القسام للعالم كله عن مواعيد قصف مدينة " تل أبيب" ولم تفلح (إسرائيل) بجيشها المهزوم وطائراتها العسكرية وسلاح الجوي الكبير والمتطور التصدي لهذه الصواريخ، بل ومعرفة أماكن انطلاقها من قطاع غزة، وقد شاهد العالم كله وصول صواريخ الجعبري إلى العمق الصهيوني، كما شاهد العالم الملايين من الصهاينة وهم يهربون ويهرعون إلى ملاجئهم .
ما أن أعلن رئيس الوزراء الصهيوني البائس الخاسر ( نتنياهو) قرار البدء بعملية عسكرية برية محدودة، حتى بدأت المقاومة الفلسطينية تستبسل في صد الهجوم البري وتحاصر القوات الصهيونية الخاصة، فقد تم مواجهة القوات الخاصة وصدها في منطقة بيت لاهيا، كما تم محاصرة قوات خاصة في منطقة الزنة في خانيونس والاشتباك معها وإيقاع الخسائر بين الجنود، كما شوهدت طائرات الاحتلال تنقل المصابين من الجنود إلى مستشفى (برزلاي) الصهيوني العسكري في مدينة عسقلان.
لقد استطاعت غزة المدينة الساحلية الصامدة أن تذيق مدينة " تل أبيب " الصهيونية التي تمثل أحلام الصهاينة في تحويلها لمدينة تمثل اجمل مدن العالم وأكثرها أمنا وسلاما؛ فقد استطاعت غزة إحراق " تل أبيب " بصواريخ القسام وسرايا القدس وكتائب المقاومة الوطنية وباقي الفصائل المقاومة التي أمطرت " تل أبيب " بآلاف الصواريخ وجعلتها مدينة أشباح غير آمنة للمستوطنين، وجعلتها دوما في مرمى نيران قطاع غزة الصامد .
لقد جعلت غزة الصامدة هذا الصيف وبال وخيم خيم على أرجاء مدينة تل أبيب حيث أخلت الساحل الفلسطيني من المصطافين الصهاينة، كما تم إغلاق المخيمات الصيفية الشبابية ووقف الحفلات الماجنة في صالات وملاهي " تل أبيب" بل وشهدت مدينة " تل أبيب" هروب الآلاف من الصهاينة إلى مدن (إسرائيلية) أخرى أكثر أمنا، فقد تحولت المدينة الصهيونية بفعل صواريخ غزة إلى مدينة أشباح ويعيش الصهاينة فيها جل وقتها في ملاجئ، فضلا عن ان الحياة الاقتصادية والتجارية تشهد توقفا وشللا كبيرا، ومع تصاعد العدوان الصهيوني على القطاع يزداد الخوف والرعب في قلوب الصهاينة، وتزداد رشقات الصواريخ على المدن الصهيوني وأولها " تل أبيب ".
إن دخول الجنود الصهاينة إلى غزة سيكون وبال كبيرا عليهم وستكون لهم مقبرة، وسيحقق القسام وعده، وسيلهوا أطفال غزة بجماجم الصهاينة؛ الهجوم البري على غزة خطأ كبير سيكلف " نتنياهو" والمجلس العسكري الصهيوني المصغر " الكابينيت " الكثير فضلا عن أن هذه الحرب ستعصف ب" نتنياهو " وستنتهي حياته السياسية بلا رجعة، بل وسيرحل عن أرضنا إلى أمريكا وأوروبا هربا من الصهاينة الذين سينظرون إليه بنظرات التحقير والإذلال لأنه لم يحقق لهم الأمن والأمان كما وعدهم .
المقاومة الفلسطينية الباسلة تختلف عن السنوات الماضية، فقد بذلت جهودا كبيرا في تطوير قدراتها العسكرية والتكنلوجيا، وتطوير صناعاتها من الصواريخ والقذائف، فضلا عن الارتقاء بالكوادر البشرية وتدريبها بصورة مكثفة، في انتظار المعركة الحاسمة مع الصهاينة؛ واليوم بفضل الله وبفضل سواعد المقاومة الفلسطينية ورجالها المخلصون لم يحقق العدو الصهيوني أي هدف من أهداف حملته العسكرية المسعورة، حتى أن غزة كلها تنادي بالمقاومة وتدعو المقاومة للمزيد من ضرب المدن الصهيوني، والصمود يرسم المشهد الفلسطيني في قطاع غزة، والمتجول في مستشفيات غزة وبين الركام والدمار يشعر مدى صمود المواطنين وفخرهم بالمقاومة الفلسطينية ومطالبة المقاومة الفلسطينية بالتمسك بشروطها وعدم التنازل عن أي شرط من الشروط والاستبسال في تمريغ أنف العدو في وحل غزة.
غزة تعيش اليوم مشهد من مشاهد الصمود الأسطوري وملحمة مقاومة وفداء وهي تدافع عن شرف الأمة الإسلامية وتصد الهجوم الصهيوني وتدافع عن أبنائها بكل تحدي وبسالة وكرامة، وتواجه الظلم الدولي وتواطؤ المجتمع الدولي وتقاعسه عن نصرة غزة وشعبها المكلوم .
إن الهجوم البري الصهيوني على قطاع غزة سوف يكون دمار لجنود الاحتلال، ولم يكن سهلا، وسوف تغوص الدبابات الصهيونية في وحل غزة، ولقد حددت كتائب القسام الخيارات أمام الجندي الصهيوني الذي سيدخل غزة وهي إما القتل، وإما أن يقع أسيرا، وإما أن يصاب بالجنون والأمراض النفسية وسيخرج يجر أذيال الهزيمة، وسيبقى جنود ورجال القسام يلاحقونه في أحلامه وباقي أيامه ..
رحم الله شهداؤنا وشفى الله جرحانا ونصر غزة وشعبها الصامد