مدينة نخّول ونخّولة تواصل نسج الألفة ما بين الفنّانين والعامّة عبر فضاءات ثقافيّة وعائليّة

في سيرة المدينة لإبداع الفرح وإيجاد فضاءات جميلة تنسجم فيها الثّقافة مع العامّة، تواصل مدينة نخّول ونخّولة استقبال العائلات البحرينيّة والمقيمين والسّياح من كلّ مكان في مركز البحرين الدّوليّ للمعارض، حيث انطلقت يوم الخميس الماضي (الموافق 31 يوليو 2014م) كأولى فعاليّات مهرجان صيف البحرين في نسخته السّادسة التي تحمل عنوان (صيفنا ألوان). وقد دشّنت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة هذه المدينة بحضور العديد من المهتميّن بالأمشطة الثّقافيّة والتّرفيهيّة، العائلات والإعلاميّين.

وحول هذه المناسبة صرّحت معالي وزيرة الثّقافة: (إنّه موعدنا السّنويّ للجمال والفرح والأمل. نحمل أمنياتنا بأن نجعل هذا الصّيف ملوّنًا، ننسجم فيه جميعًا من كلّ الأوطان من أجل لقاءات ثقافيّة وعائليّة)، واصفةً مهرجان صيف البحرين أنّه رهانٌ ثقافيّ من أجل الفرح ونسجِ الألفة مع العالم عبر الثّقافة والفنون، وأردفت: (كلّ تجربةٍ في هذا الموسم هي محاولةٌ للتّقريب والتّواصل، فلدينا في البحرين ما يجمعنا دائمًا مع بعضنا، وهذا الصّيف قادرٌ على استبقائنا بموسيقاه وفنونه وأحلامه). وأوضحت أنّ مدينة نخّول ونخّولة هي مصنعٌ سنويّ للذّاكرة الجماعيّة، مشيرةً: (بدأ هذا المكان كخيمة وهو اليوم مدينة متكاملة ومجهّزة لاستقطاب مختلف الشّرائح والعائلات. في هذه المساحة مختبرات متواصلة ما بين الأخصائيّين والفنّانين والمثقّفين وأصحاب التّجارب المختلفة وجميع الزوّار. هذا التّواصل هو ما تصيغه المحبّة من خلال الثّقافة، وهذا المكان فرصتنا لاكتشاف المواهب والتّعرّف إلى أجمل النّتاجات الثّقافيّة والفنّيّة للعديد من الدّول التي تشاركنا فرحنا وألواننا).

ومع انطلاقة المهرجان، باشرت مدينة نخّول ونخّولة أحداثها العائليّة والتّرفيهيّة، والتي ستستمرّ بباقاتٍ متجدّدة حتّى أواخر شهر أغسطس 2014م. ويشمل برنامج المدينة مجموعةً واسعةً من الفعاليّات والأحداث الثّقافيّة التي تشارك فيها العديد بلدان العالم، متقاسمةً مع البحرين تجاربها ومختبراتها الثّقافيّة، منها: التّجارب الفنّيّة، ورش العمل، العروض المسرحيّة، الحكايات واللّقاءات الثّقافيّة والتّفاعليّة، حفلات استعراضيّة وموسيقى وغيرها.

وقد شهد مركز البحرين الدّوليّ للمعارض والمؤتمرات إقبالاً واسعًا على فعاليّات مدينة نخّول ونخّولة منذ أيّامها الأولى. فعلى مدى الأيّام الثّلاث ما بين 31 من يوليو وحتّى 2 أغسطس قدّمت جمعيّة أطفال الشّمال من تركيا برنامج (فرقة الأطفال للرّقص الشّعبيّ)، حيث اختتمت اليوم (السّبت) سلسلةً من العروض الحيّة والمباشرة التي شاهد من خلالها الجمهور رقصاتٍ تركيّة شعبيّة منوّعة. إلى جانب ذلك، لا زالت تواصل تركيا منذ انطلاقة المدينة صياغة ورش عملها مع الفنّان بورجو أريلمظ، الذي يقوم بتعليم المشاركين فنّ القطع وصناعة تصاميم فنّيّة باستخدام الجلد والورق، مستحضرًا في البحرين أحد الفنون العثمانيّة المستخدَمة لزخرفة الكتب على مدى قرونٍ طويلة. وفي ذات الفترة الزّمنيّة التي تمتدّ حتّى 6 أغسطس المقبل، توازي ورشة أريلمظ ورشة أخرى بمعيّة فنّانين أتراك من أجل إعادة تدوير الأشياء المهمَلة والعاديّة وتحويلها إلى تماثيل فنّيّة جذّابة.

وفي ابتكارٍ متواصل، لا زالت ورشة الطّيران العجيب مع (أطفال زد زد) من المغرب تتقاسم مع الصّغار خيالاتهم وتعلّمهم كيفيّة تحويل الحيوانات إلى أشكالٍ ذات أجنحة باستخدامِ الورق وموادّ أخرى، إذ تستمرّ الورشة حتّى 7 أغسطس. كذلك يواصل الفنّانون السّعوديّون مشاركتهم في مدينة نخّول ونخّولة عبر ورشة فنّ الغرافيتي للصّغار والشّباب، وذلك إثر العرض الأوّل الذي قاموا به مع فنّانين من البحرين يوم افتتاح المدينة.

أمّا سابين شكير من لبنان، فتختتم يوم غد (الأحد، الموافق 3 أغسطس 2014م) ورشة التّهريج، والتي تقضي من خلالها يوميًّا ساعةً من المتعة والمرح لتعليم زوّار المدينة أسرار التّهريج والحركات البهلوانيّة وعروض السّيرك. أمّا الفنّانة اللّبنانيّة فيدا أحمد فقد اختتمت أولى ورشها الفنّيّة ضمن برنامج (التّنوّع عبر الفنون)، والتي كانت تركّز على البورتريه الشّخصيّ، واتّجهت في ورشتها الثّانية إلى (الرّمزيّة) وذلك يوم السّبت (الموافق 2 أغسطس) وذلك بهدف فكّ المعاني في فنّ الرّمزيّة وتعليم المشاركين رسم شعارات خاصّة تمثّل هويّتهم. وستسمرّ فيدا في متعتها لتعليم الفنون المتنوّعة حتّى 6 أغسطس، بمعدّل ورشة يوميًّا، تتسلسل كالتّالي: (فنّ الكولاج)، (دمية المحبّة)، (إكسسوارات الصّداقة) وأخيرًا (كراسي المعرفة). هذا ويواصل الفنّانون السّوريّون اشتغالاتهم الفنّيّة حتّى الثّامن من أغسطس مع جميع زوّار مدينة نخّول ونخّولة عبر ورشة (أنامل برّاقة) التي تتيح للأطفال وذويهم فرصة استكشاف عددٍ من الفنون كالموسيقى والرّقص والرّسم.

ولمن فاتتهم دعوة الفنّان جون غولدن من المملكة المتّحدة لتجميل المجتمع، فلا زال بإمكانهم المشاركة والحضور إلى موقعه بمدينة نخّول ونخّولة في صيف البحرين في ورشته (اجعل مجتمعكَ جميلاً)، والذي ينقل من خلالها التّفاصيل والجماليّات عبر إنتاج أعمال تجميليّة باستخدام تقنيّة الفسيفساء. فيما تُشرع (إيلين) فضاءً مُتَخيّلاً يمكن الانضمام إليه من أجل تطوير لغة بصريّة مشتركة لتعلّم قيمة الذّات والآخرين، ومعرفة القواسم المشتركة ما بين الجميع بالإضافة إلى ملامح الاختلاف.

الفنّان بوكسوبيا أيضًا لا زالت فنونه حاضرة مع نخّول ونخّولة عبر ورشة الخطّ العربيّ التي تستمرّ لأسبوع إضافيّ، في الوقت الذي يطرح من خلاله ورشًا أخرى موازية، كما في (الرّسم الرّقميّ)، (أساسيّات تصميم الهويّات التّجاريّة) و(أساسيّات تصميم الرّسوم المتحرّكة)، والتي سيُعلن عنها خلال أيّام متفرّقة لاحقة. ولمحبّي فنّ النّحت، فالفضاء التّجريبيّ مفتوح مع الفنّان ياسر جراديّ، الذي منذ يومه الأوّل في مدينة نخّول ونخّولة يسعى لتعليم المشاركين تقنيّات النّحت، التّشكيل والتّزيين باستخدام مادّة الطّين، وذلك من أجل تشجيعهم على ابتكار النّحت الخاصّ بكلّ واحدٍ منهم، بعد المرور بتجارب حقيقيّة عن طريق أمثلة واقعيّة أو خياليّة. فيما يقوم الفنّان أحمد إمام المتخصّص في فنون الطّباعة الفنّيّة بتعليم المشاركين والزوّار تقنيّة طباعة (السّلك سكرين) من خلال ورشة (طباعة السّلك الحريريّ على الأقمشة)، والتي يعرّف فيها الحضور بطريقة تصميم وتجهيز القالب الطّباعيّ ومن ثمّ طباعة الزّخاف والحروفيّات. وسيستمرّ الفنّان أحمد إمام بتقديم خبراته وتقنيّاته الفنّيّة عبر عدّة ورشٍ تتواصل خلال الأيّام اللّاحقة وحتّى 31 أغسطس، وتتنوّع ما بين (الطّباعة الأحاديّة "المونو برنت")، (الطّباعة الغائرة) وأخيرًا (الطّباعة البارزة "اللّينو").

فنّ الفسيفساء أيضًا أفرد له مساحته الخاصّة في مدينة نخّول ونخّولة عبر مجموعة من الورش العمليّة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي. وتسعى هذه الورش إلى تعليم طريقة صنع تحفٍ فنّيّة وزخرفيّة مدهشة عبر فنّ الفسيفساء باستخدام قطع الحجارة، الزّجاج الملوّن وموادّ أخرى.

هذا وتستمرّ عروض رسمٍ حيّة، يلتقي فيها المشاركون بنخبة من الفنّانين لتعلّم مختلف أنواع الرّسم والتّلوين. وتجسّد الورشة فرصةً للتّقارب والتّفاعل مع فنّانين تشكيليّن من البحرين، قطر، السّعوديّة، الكويت، الإمارات، مصر، تونس، تركيا والمملكة المتّحدة.

وفي سياقِ كلّ تلكَ الأحداث، تشهد مدينة نخّول ونخّولة مجموعة من الأنشطة والألعاب اليوميّة التي ستستمرّ طيلة فترة المهرجان، وتشمل: الرّقص التّفاعليّ، تسلّق الجدران وألعاب إلكترونيّة حديثة من خلال شاشات اللّمس. كذلك انطلقت الخميس الماضي أنشطة ألعاب (الليغو) في إطار ورشٍ ممتعة ومسليّة لتحريك المخيّلة وإطلاق الإبداع سيستمع بها المشاركون حتّى نهاية أغسطس. وبموازاة كلّ هذا، خصّصت المدينة برنامجًا للرّقص والموسيقى، يندمج فيه المشاركون في سلسلة من الحصص التّفاعليّة لتعليم الأطفال مختلف الرّقصات، والذي يتمّ فيه تصوير المشاركين وإعادة بثّ العرض أمام الجمهور. إلى جانب ذلك، تستمرّ مجموعةٌ من الفنون والحِرَف المسليّة، التي يمكن للصّغار فيها اللّعب بالصّلصال، تلوين الأشياء، الرّسم بالأصابع، فنّ التّرخيم، عمل مذكّرات فنّيّة، صنع الغيوم من القطن والصّوف، عروض أفلام يوميّة وغيرها من الوِرَش الحِرَفيّة والتي يقدّمها عددٌ من فنّاني البحرين وتركيا.

الجدير بالذّكر أنّ مدينة نخّول ونخّولة ضمن مهرجان صيف البحرين تسعى لأن تكون البحرين وجهةً ملائمة لجميع أفراد العائلة، من خلال فضاء عائليّ للتّواصل مع شرائح المجتمع على اختلافها عبر سلسلة من العروض المتنوّعة التي تلتقي تحت سقفٍ واحدٍ في مركز البحرين الدّوليّ للمعارض والمؤتمرات، حيث تعبّر عن نموذج راقٍ من التّواصل الإنسانيّ والتّبادل الثّقافيّ بين شعوب العالم التي تتّجه في مساراتها باتّجاه التّرفيه والتّنمية.