إن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في الوقت الذي تدين فيه وبشدة العدوان السافر الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة والذي خلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى، لتستغرب أشد الاستغراب صمت العالم وتفرجه على المجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين العزل: أطفالا ونساءً وشيوخا. وكأن الذين يموتون في غزة ليست لهم كرامة البشر التي تقرها منظمات العالم أجمع.إن الكيان الصهيوني ليبرهن اليوم للعالم أجمع أنه لا يقيم أدنى اعتبار للمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية بل يسعى بكل تحد إلى تعزيز صورته الدموية أمام العالم، وأمام أجيال العرب الذين لم يعودوا يثقون بفكرة السلام مع (إسرائيل) في ظل جريان أنهار الدماء البريئة أمام أعينهم.لقد وجد الكيان الصهيوني حالة التشرذم والتشظي التي تعيشها الأمة العربية، والاقتتال الداخلي بين العرب أنفسهم فرصة مواتية ليعاود انتقامه من الشعب الصامد في غزة، وليظهر غطرسته أمام العالم الذي باتت مصداقيته ومصداقية اليوم في المحك.وفي الوقت الذي تؤكد فيه الجمعية العمانية للكتاب والأدباء على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتاريخه ومقدساته وعلى الدفاع عنها؛ فإنها تستغرب أشد الاستغراب وتستهجن أشد الاستهجان حال بعض العرب: أنظمة وأفرادا الذين يساوون بين الجلاد والضحية، ويصمتون وقد يتواطؤون مع العدو في ردة فعل لاختلافهم الايديولوجي والفكري مع بعض حركات المقاومة، معتبرين في الجمعية العمانية أن هذا الفعل والفكر يعتبر شرخا عميقا في الصف العربي وحالة اختراق ثقافي كان الكيان الصهيوني يسعى لها منذ سنوات طويلة.إننا نؤمن بحق الشعوب في تحقيق مصيرها، ولذا فإن لهذه الشعوب الحق في مقاومة العدوان على أراضيها وأعراضها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الإلهية والقوانين الإنسانية، كما نؤكد على أن بذور الكراهية التي يزرعها الكيان الصهيوني لن تنبت خيرا للمنطقة والعالم، بل ستفجر الأرض من تحتها بأجيال ترى في الموت حياة أكرم وأعز من حياة مليئة بالذل والهوان والحرمان.ويعرف الكيان الصهيوني أن دم الشهداء لن يذهب هدرا بل سينبت نصرا وعزة للشعب الفلسطيني عاجلا أم اجلا.لفلسطين العزة والكرامة..وللمعتدين ومن شايعهم الخزي والعار..