الثّقافة، الفنون والملامح الحضاريّة والتّاريخيّة تصيغ مشاهدها المتعدّدة برفقة شخصيّات بحرينيّة وفنّانين ومثقّفين، لنقل التّجربة البحرينيّة إلى المغرب العربيّ
المنامة التي اختارت (الفنّ عامنا) عنوانًا للعام 2014م، تتأهّب هذا اليوم (الخميس، الموافق 7 أغسطس 2014م) وتستكمل استعداداتها وترتيباتها للاحتفاء في مدينة أصيلة بالمملكة المغربيّة من خلال منتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ 2014م، الذي يستقبل مملكة البحرين ضيف شرف نسخته السّادسة والثّلاثين. وتستمرّ التّحضيرات لمشاركة وزارة الثّقافة في المنتدى، وذلك لإطلاقه يوم غد (الجمعة، الموافق 8 أغسطس 2014م) بحضور العديد من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والثّقافيّة والإعلاميّة من العالم.
ومن خلال مشاركة وزارة الثّقافة في منتدى أصيلة لهذا العام، فإنّها تنقل تجربة البحرين الثّقافيّة والفنّيّة في اتّصال بالشّعوب في أحد أكبر المهرجانات الفنّيّة والتّشكيليّة المُقامة في المغرب العربيّ. وتنقل من خلال هذا الحدث الفنّيّ يوميّاتٍ ثقافيّة وفكريّة وتشكيليّة تستمرّ حتّى نهاية المهرجان في الثّاني والعشرين من شهر أغسطس الجاري. وتتّجه المشاركة إلى نقل النّتاجات البحرينيّة الثّقافيّة على اختلاف وسائطها وقِيَمِها الجماليّة والإنسانيّة والتّاريخيّة.
وتقدّم مملكة البحرين عبر وزارة الثّقافة في هذا الحدث الثّقافيّ الفنّيّ برنامجًا استثنائيًّا تمّ الاشتغال عليه منذ عدّة أشهر، يتضمّن نقل معارض تشكيليّة لمبدعي وروّاد الحركة الفنّيّة في البحرين، سواء كانت رسومًا زينيّة، فنّ الحفر والنّحت، الجداريّات وغيرها. إلى جانب العديد من النّدوات التي تشارك من خلالها شخصيّات بحرينيّة دبلوماسيّة وثقافيّة وفنّيّة وغيرها، تسعى كلّ واحدةٍ منها إلى التّركيز على جانبٍ من الهويّة البحرينيّة أو التّاريخ أو المشهد الثّقافيّ البحرينيّ، وستجسّد تلك الشّخصيّات أصواتٍ بحرينيّة تقرأ المشاهد المحليّة بتأنٍّ وتتقاسم مع الحضور أهمّ الملامح الوطنيّة وتفاصيل الهويّة البحرينيّة تراثيًّا وحضاريًّا.
المواسم البحرينيّة كذلك، ستكون حاضرة في منتدى أصيلة، من خلال معرض للأزياء البحرينيّة، ينقل جزءًا من تجربة مهرجان التّراث السّنويّ لهذا العام، ويتّخذ من الأثواب والملابس الشّعبيّة طريقةً لشرح موروث النّسيج ودقّة الصّناعة البحرينيّة، كما أنّ معرض الكتاب يحمل في مكتبته إلى أصيلة مجموعةً متنوّعة من النّتاجات البحرينيّة، في سعيٍ لإيصال الفكر البحرينيّ ونقل التّجربة النّصيّة والمختبر الفكريّ البحرينيّ عبر الكتاب.
أمّا الموسيقى، بسماعيّاتها الموروثة وأغنياتها الجميلة التي تنتمي إلى البحرين وإرثها المغنّى فسيتجسّد عبر العديد من الحفلات الموسيقيّة التي تحييها فرقة البحرين للموسيقى وفرقة محمّد بن فارس لفنّ الصّوت ، إلى جانب التّجربة الغنائيّة الحديثة للفنّانة البحرينيّة حنان رضا. كلّ تلك المتوازيات الموسيقيّة ستغنّي تحت سماء أصيلة أجمل المعزوفات والمقطوعات التي ارتبطت بالذّاكرة المحليّة. هذا إلى جانب مقهى بحرينيّ سيتّخذ له موقعًا في أصيلة لتعريف الزوّار بأهمّ الوصفات المحليّة.
وكما تقدّم البحرين تجربتها الفريدة، فهي أيضًا تفسح مساحاتها للتّجريب عبر العديد من ورش العمل التي يشرف عليها فنّانون بحرينيّون، والتي تحرص من خلالها وزارة الثّقافة على جعل الثّقافة المحليّة متاحة وقابلة للاختبار.
وما يميّز مشاركة وزارة الثّقافة لهذا العام، أنّها ستضع مشاهدها الثّقافيّة والتّراثيّة والتّاريخيّة أمام الحضور عبر أمكنة ثقافيّة عديدة، تجعل من مسارات مدينة أصيلة جميعها تحتفي بالمملكة، وذلك من خلال: مركز الحسن الثّاني، ديوان قصر الثّقافة، مكتبة الأمير بندر بن سلطان، ساحة عبدالله كنون ومختلف شوارع المدينة، معززة بذلك التّبادل قيمة الثّقافيّ بين المملكتين، ومحتفية بتراث البحرين الثقافي الماديّ وغير الماديّ.