لازال الجرح الفلسطيني مفتوحا ولازالت غزة تحصي شهدائها، في قصيدة الشاعر الفلسطيني صوت من الداخل يحاكم هذا الصمت الذي تكالب مع الآلة الصهيونية وجرائمها الحربية، هنا شاعر لا ينتظر أحدا لأنه أدرى أن لا أحد يستطيع اليوم أن يغطي هذا العجز العربي وهذا الاستبداد الصهيوني الوحشي، في حين يبزغ الصمود الفلسطيني في وجه طفل أكثر إيمانا بعدالة وقضيته الوطنية.

الطفل الغـزّي المضيء

سعيد الشيخ

(1)

فوّهة الجحيم

سبطانات مفتوحة

طائرات في السماء

وعلى الأرض رأسي يتدحرج

كرة بين الركام

 

(2)

أحاول اللحاق بيدي

التي غافلتني وطارت

خلف الطائرة

لتفقأ أصابعي عينيّ الطيار

 

(3)

في فمي غبار دارنا

الذي نام على أجسادنا

لدي متسع من الوقت

لدي بقية من روح

لأتسلل الى غرفة أختي الصغيرة

التي ولدت قبل اسبوعيْن

لأودعها قبلة

وأرتب موتها

 

(4)

دعني أيها القنّاص أن أمُرّ

بين كفيّ رشفة ماء

لأمي/ تحت الأغصان المقصوفة

 

(5)

أرادت القذيفة

أن أزهد في موتي

في الليل كنت أضيء الطريق

للمسعفين

وهم يهرعون نحو ينابيع الدم

 

(6)

أقطف القمر من كبد السماء

أضعه مكان رأسي المقطوع

ها أنا مسحة من نور

تضيء عتمة الضحايا والأنفاق

 

(7)

من شفتيّ أسقي

الطير الذبيح

أمنحه الروح

ومن روحه أسترد روحي

 

(8)

أُريح عظامي المحطّمة

فوق قذيفة لم تنفجر

ولا أنتظر أحدا

 

(9)

ترون أرواحنا بين الحطام

ما لا ترونه،

كيف أرواحنا في السماء

أشجار البساتين

 

(10)

تعالوا ... آخذكم نزهة

الى عالمي بين الأنقاض

تعالوا أدلّكم

على دمعة الله

 

(11)

أيها الجنرال ... هل هذه هي الأهداف؟

مئذنة مسجد، جرس كنيسة، ومأوى للمعاقين

قن دجاج، قفير نحل، وماسورة ماء العطشى

حقل ورد، وأكياس مصل

مدرسة أطفال، وأراجيحهم يوم العيد

يا للعار ...

 

(12)

يضمّد النخلة، أبي

الذي يتجرع مرارة

الخيانات العربية

 

(13)

أقدر على تحمّل آلام جراحي

وأستطيع منح الكون

 بهاء صورتي الإنسانية

أنا الطفل الفلسطيني

أفتح ثقوبا من الضوء

في الضمير العالمي

لكنني لا أستطيع تحمل آلامي

كلما سمعت العواء العربي

 

(14)

يا إلهي،

بيتك وبيتنا تحت القصف

ولي إخوة في دينك

خلف الحدود،

يتفرجون على أشلائي

 ويصفقون للمجرمين

يا إلهي،

هل ستظل صامتا ...

هل ستظل صامتا؟

يا إلهي ...

 

شاعر فلسطيني