الدورة الثانية لمهرجان الدشيرة للفنون التشكيلية

أشرف نافع


انطلقت يوم 18 غشت 2014 بمدينة الدشيرة الجهادية بتراب عمالة إنزكان أيت ملول فعاليات الدورة الثانية لموسم الدشيرة للفنون التشكيلية الذي تنظمه جمعية كادث للفن المعاصر بشراكة مع عمالة إنزكان ايت ملول و بتنسيق مع مجلس مدينة الدشيرة الجهادية و تحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة سوس ماسة درعة ليستمر إلى غاية 28 غشت 2014.

وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته التظاهرة في دورتها الأولى، و لما كان لها من دور في ترسيخ ثقافة الإبداع و الكشف عن الطاقات الفنية الشابة، التي تحتضنها المنطقة.

تهدف هذه التظاهرة إلى ربط جسر التواصل بين الفنانين و المبدعين الشباب و كذا إشعاع المنطقة والتعريف بها في الوسط الثقافي والفني على الصعيد الوطني خصوصاً والدولي عموماً، و هو ما ينطبق تماما مع شعار التظاهرة “الثقافة الفنية من أجل التنمية”.

استهلت التظاهرة بورشة الجداريات، كان الهدف منها التحسيس بأهمية الحفاظ على جمالية أحياء و أزقة مدينة الدشيرة،استطاع المشاركون من خلالها بما فيهم شباب المنطقة المبدعين و الفنانين ضيوف المهرجان محو نقطة سوداء كانت عبارة عن مطرح للنفايات، بجانب مقبرة إرحالن بوسط المدينة، انخرط فيها أيضا أطفال و أسر ساكنة الحي لأنها كانت فرصة للرقي بجمالية و نظافة المكان. استمر هذا النشاط مدة 3 أيام، و كان موازيا لورشة نظرية في فن الحفر التي استفاد منها بعض الشباب المبدع الذي أراد أن يوسع نطاق بحته و اشتغاله، أطرت هذه الدورة النظرية من طرف الفنان أشرف نافع بحكم تجربته في الميدان.
يوم 21 غشت، كان موعد استقبال ضيوف شرف التظاهرة الذين أضافوا المزيد من التألق و كان أبرز من حضر الإعلامي و الناقد الفني و الكاتب أحمد الفاسي و الفنانة الكبيرة و المتواضعة مديرة مهرجان سطات للفنون التشكيلية ربيعة الشاهد و كذا الفنان الوازن مصطفى النافي و آخرون على شرفهم أفتتح المهرجان رسميا بمعرض جماعي لمجموعة من الفنانين المحترفين قدموا من ربع المملكة و مبدعين شباب أبناء المنطقة، كان المعرض بمثابة جسر تواصل بين هذه الأطراف لتبادل الثقافات و الأفكار خصوصا أن بلدنا العزيز يتميز بغناء موروثه الثقافي، شهد المعرض حضورا مكتفا من مهتمين بالفن و الثقافة عموما و مسؤولين من بينهم السيد رئيس الدائرة الحضرية لإنزكان و السيد رئيس مجلس عمالة إنزكان أيت ملول و ممثل المجلس البلدي لمدينة الدشيرة الجهادية و ممثل نيابة وزارة التربية الوطنية وممثل وزارة الثقافة بجهة سوس ماسة درعة و مختلف الجمعيات بالمنطقة و كذا المجتمع المدني الذي بين على اهتمامه بالموسم.

في اليوم الموالي كانت بداية ورشات الرسم بالمركب الثقافي بمدينة الدشيرة الجهادية هدفها الاستفادة من أعمال الفنانين المشاركين أي أن كل فنان حظر التظاهرة يترك بصمة عبارة عن لوحة تقدم كهدية للجمعية, يساعد ذلك على الاحتفاظ بمجموعة من الأعمال الفنية رسمت و خلقت داخل الموسم, مساء هذا اليوم أي الجمعة 22 غشت 2014، نظمت ندوة بمقر عمالة إنزكان أيت ملول تحت عنوان الرأسمال اللامادي المحلي رافعة للتنمية الجهوية، أطرها الناقد الفني و الكاتب أحمد الفاسي و عرفت عرض تجربة الفنانة ربيعة الشاهد لمسارها الحافل بالإنجازات خصوصا مع جمعية بصمات بسطات، عرفت الندوة تدخل العديد من من انخرطوا في الموضوع المهم جدا و الذي يبين مدى غنى جهتنا ثقافيا و فنيا و عزم و غيرة أبناء المنطقة على النهوض بها و تروثها اللامادية و التي تكمن في الطاقات الإبداعية التي تتوفر عليها ، و كأنشطة موازية برمجت عدة خرجات و جولات داخل المدينة و خارجها قام بها الوفد المشارك للإطلاع على خبايا المنطقة و اكتشاف سحرها و طريقة عيش سكانها.

في ختام التظاهرة، احتضن مقر إقامة الفنانين المشاركين أمسية موسيقية، أحيتها فرقة صدى و هي مجموعة غنائية شبابية تنشط بالمنطقة.

عرفت التظاهرة نسبة من النجاح، بفضل جهود شباب جمعية كادث للفن المعاصر، و بفعل الدعم المعنوي و المادي و التشجيع المتواصل من طرف عامل عمالة إنزكان أيت ملول الذي يعمل على قدم و ساق للرقي بمستوى الإقليم، فكل الشكر له على مجهوداته الجبارة، وكذلك مجلس مدينة الدشيرة الجهادية لتشجيعه المتواصل، و الشكر كذلك لنائب وزارة التربية الوطنية و المدير الجهوي لوزارة الثقافة الشكر لجميع من ساهم بالقليل و الكثير لإنجاح و تشجيع مثل هذه التظاهرات باعتبارها عنصرا فعالا في التنمية الثقافية.