فعاليات صيف البحرين يختتم موسمه السادس بنجاح

ألوان الموسيقى والغناء والرقص والتثقيف والطفولة هو لون صيف مهرجان هذا العام.

 

شهرٌ من الألوان في صيفٍ وسم شعار مهرجانهِ بـ "صيفنا ألوان" كان ذلك شعار مهرجان صيف البحرين في موسمه السادس، الذي اختتم آخر فعالياته مساء السبت (30 أغسطس) حيثُ أقيم على مدى شهرٍ كامل منذُ الـ 31 يوليو وصولاً إلى الـ 30 من أغسطس الماضي.

وجاءت مهرجان هذا العام مغايراً بفعالياته وأنشطته، التي دشنتها معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في "مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات"، بافتتاحها لمدينة نخول، وسط حضور العديد من المهتمين بالأنشطة الثقافية، والترفيهية، بالإضافة للحضور اللافت للأطفال وذويهم. وتضمن برنامج المدينة مجموعة واسعة من الفعاليات، والأحداث الثقافية، التي شاركت فيها العديد من بلدان العالم، متقاسمة مع البحرين تجاربها ومختبراتها الثقافية التي تتخذ أشكالاً مختلفة، عبر التجارب الفنية، وورش العمل، والعروض المسرحية، والحكايات، واللقاءات الثقافية التفاعلية، والحفلات الاستعراضية، والموسيقية، والراقصة، وغيرها الكثير.

ألوان السيرك والأحلام

لأنهُ صيفُ متعدد الألوان، جاء مهرجانهُ ملوناً بكل ألوان الفرح، فكانت أولى عروضه "سيرك الأحلام" الذي احتفى بروعة الخيال والجنون، حيثُ قدم على مدى ثلاثة أيام، ابتداءً من الـ 31 من يوليو وحتى الثاني من أغسطس، عرضهُ الذي حمل عنوان "فانتازيا الأدغال" بمركز البحرين الدولي للمعارض.

واستقطب العرض الذي جاء محملاً بكمٍ من الدهشة العديد من الصغار وذويهم الذين ملئوا مقاعد المسرح المخصص، وقد شملت عروض السير العديد من المغامرات البهلوانية، بالإضافة لتضمن العرض في المملكة بشكل خاص، على العديد من التصاميم المبتكرة للأطفال، وذلك انطلاقاً من حرصه على تقديم تجربة تتقاطع فيها اهتمامات الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

وقد شارك في عروض السيرك مجموعة من أمهر البهلوانيين والسحرة والموسيقيين، مقدمين بذلك العديد من الفعاليات المتميزة، والمستوحاة من إبداعات الطبيعة، ومن بيئة الأدغال؛ حيثُ ارتدى العارضون أزياء تمتاز بتمايزها المدهش، وتصاميمها الدالة، خصيصاً للعرض المستوحى من بيئة الغابة مع تداخل العديد من التأثيرات البصرية.

دورا العابرة على أرض البحرين

كذلك استضاف صيف هذا العام، عرضاً امتد على مدى عدة أيام، من الـ 7 أغسطس حتى الـ 10 من ذات الشهر ، حيثُ قدمت "دورا" وأصدقائها عرضاً شيقاً، شهد إقبال جماهيري كثيف، وقد اشتغل العرض على التشويق والتفاعل مع الأطفال. واسم "دورا" مرتبط بالمغامرة في أذهان الأطفال، إذ تقوم هذه الشخصية الكارتونية بتشويق وجذب الأطفال طوال حلقات مسلسلها الكارتوني، هي وأصدقائها، الذين يشاركونها مغامراتها مع القراصنة، ورحلتها إلى جزيرة الكنز.

واصطحبت "دورا" خلال عرضها الأطفال إلى عالم تفاعلي رائع، من الخيال، والرقص، والمرح، والغناء، كما ساحت بهم في فضاء التفكير، وحل الألغاز عبر مساعدتها في حلها للوصول إلى حيثُ يسكن القراصنة، رغم كل الصعوبات التي تواجه "دورا" وأصدقاءها. وقد جاءت هذه الفعالية هادفة لفتح آفاق الخيال والإبداع لدى الأطفال، كما تساهم في بث روح الترفيه والمتعة في قلوبهم، بالإضافة للعمل على تعزيز روح المشاركة، والعمل الجماعي، والانفتاح على الآخر، ومساعدته.

الجاز الشرقي وليالٍ صيفية

لم تكن باللحظات العابرة تلك التي التقى فيها الجمهور البحريني بالفنان العراقي الكبير إلهام المدفعي، الذي أحيى حفلين موسيقيين في الـ 13 و14 أغسطس، على خشبة مسرح الصالة الثقافة التي امتلأت مقاعدها بشكل عام.  وقدم الفنان خلال حفلته مجموعة من الأغاني الشهيرة، كـ "خطار عدنه فرح" و"مالي شغل بالسوق"، و"محمد بوية محمد" و"شربتك الماي" بالإضافة للبغدادية، وشلونك، ودقيت بابك، وقطر المطر، وفوق النخل، وموطني، وغيرها من أغانيه ذائعة الصيت. وجاءت هذه الأغاني في أجواء ملأتها حميمية العودة للتراث العراقي العريق، وكلماته العالقة في ذاكرة العديدين، بالإضافة لموسيقى وعزف إلهام الذي لطالما تميز به.

وقدم إلهام خلال حفلتيه  موسيقاه التي ارتبطت بإحياء التراث الغنائي والأصالة العراقية، والذي لطالما ارتبط اسم المدفعي بنوع فريد من الموسيقى التي عمل فيها على المزج بين التراث الغنائي العراقي وموسيقى الجاز. وقام بإخراج العديد من الأغاني الشعبية بطرق توزيع مختلفة، مما أعطته شهرة ذائعة الصيت على المستوى العالمي.

 وقد اصطحب المدفعي جمهوره الذي تقاطر من كل مكان، إلى فضاءات الفن العراقي الأصيل الممزوج بروح الحداثة، والتجربة الموسيقية الملفتة التي أخذته إلى رحاب العالمية، حيثُ أضحى أحد أبرز الفنانين العرب الذين ذاعت نجوميتهم في كل أرجاء العالم.

 راقصو الشوارع على المسرح

لم يكن مساء الـ  16 أغسطس بالمساء العادي، حيثُ استعرضت فرقة (بلييز) مهاراتها الراقصة في "مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات" وهي بذلك أحيت شعار تعدد الألوان الذي انطلق به مهرجان هذا العام، حيثُ ألوان الراقصين القادمين من مختلف أنحاء العالم، وألوان الجمهور من بحرينيين ووافدين وسياح، تقاطروا لحضور هذا العرض المذهل بكل حماسة. ففي ذلك المساء كان للغة الجسد كلمة عنوانها (بلييز)، إذ قدم ستة عشر راقصاً من أفضل الراقصين والراقصات في هذا المجال مهاراتهم على المسرح. وقد جاؤوا محملين بثقافاتهم، وطرح أدائهم المختلفة التي تجعلهم باقة متنوعة الثقافات، بهدف واحد هو الرقص.

وواصلت فرقة (بلييز) استعراضاتها على مدى يومين، في أجواء تملؤها الحماسة والإثارة، يؤدي فيها الراقصون استعراض مختلف أنواع الرقصات على ألحان العديد من موسيقيي العالم كمايكل جاكسون، وليدي غاغا، وكانيي ويست، وديفيد جيتا، وسنوب دوغ، وغيرهم.

وتعتبر هذه الفرقة المنبثقة من قلب الشارع، إحدى أشهر الفرق في هذا المجال، حيث تضم العديد من المواهب، بالإضافة لأمهر مصممي الرقصات البارعين الذين حولوا رقص الشوارع إلى فن قائم بذاته.

عبود يحلم في ليالي صيف البحرين

"فريج: حلم عبود" عرضُ مسرحي كوميدي تثقيفي أقيم على مسرح "مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات" المقام خصيصاً لمهرجان صيف البحرين، وشكل العرض  نقطة جذب للجمهور، الذي اصطحب أطفاله للاطّلاع على هذا العرض المليء بالكوميديا والتثقيف والدروس الحياتية، وطرق التعامل مع المشاكل المختلفة التي من الممكن أن تواجه الصغار في حياتهم.

ويدور العرض المسرحي حول الوقائع المسلية التي يواجهها البطل عبود في مغامرته الخيالية أثناء رعايته لعصفور الكناري الخاص بجدته، حيثُ شاركهُ العرض عدد من شخصيات المسلسل الكارتوني الإماراتي "فريج" كأم سعد، وأم سلوم، وأم علاوي، بالإضافة لعبود وجدته التي تهديه عصفور الكناري، وتوصيه بالحفاظ عليه. وعبر كل هذا المزيج، والشخصيات قدم العرض العديد من الإشارات التربوية والتثقيفية للصغار.

وقد حضر العرض الذي يعد أول عمل كارتوني يتم إنتاجه في دولة الإمارات العربية المتحدة، مجموعة من الأطفال الذين تكفلهم كل من المؤسسة الخيرية الملكية، ودار بتلكو، وجمعية السنابل الخيرية، بدعوة من وزارة الثقافة بهدف منح الأطفال المنضوين تحت هذه المراكز فرصة للحضور والمشاركة وإشاعة البهجة في قلوبهم، ضمن هذا الصيف.

وحظي العرض بنجاح جماهيري كبير على مستوى المملكة، حيثُ حمل العديد من الرسائل المهمة للطفل، كالتأكيد الجو العائلي والتعاون الاجتماعي، والحث على الاهتمام بالقراءة التي أطلقت لأفكار عبود الخيال، وتقديم العديد من المشاهد التعليمية المفيدة. بالإضافة لتعلم كيفية الحلول لما يواجهه الطفل من مشاكل في الحياة.

"تشيكو والغجر" أخر الألوان

لم يكن لقاء فرقة "تشيكو والغجر" بالجمهور البحريني باللقاء العادي، حيثُ شهد حفل هذه الفرقة إقبالاً جماهيرياً واسعاً، امتزج فيه صرخات الجمهور الحماسية بأنغام الغيتار وموسيقى الفلامنكو والبوب روك، وحماسة العازفين.

ووسط هذا الخليط الموسيقي المتنوع، وتداخل أصوات الغناء بالتصفيق والتماهي مع روح الموسيقى، امتلأت مقاعد مسرح "مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات" بالكامل، مساء الـ 26 من أغسطس، حيثُ اكتظت القاعة بالعائلات، والجماهير البحرينية والخليجية وعدد من الأجانب المقيمين في البحرين.

وقدمت فرقة تشيكو والغجر القادمة من فرنسا باقة من موسيقى الكتالونية الرومبا، والفلامنكو، والبوب روك، بالإضافة للإيقاعات اللاتينية بقيادة شيكو بوشيخي، الذي أسس الفرقة واطلق عليها فرقة "الملوك الغجريّة" ولكنه ما لبث أن انتقل محدثاً فرقاً جديداً في العالم الفنيّ من خلال حفل تشيكو والغجر.

وقد رافق الحفل الذي امتاز بشدة الحماس من قبل الجمهور والعازفين، عرض موسيقي قدمه العازفون عبر خلقهم الإيقاع، مستعينين بالأزياء الملونة البراقة التي تتمازج مع ألوان الصيف المشمسة، وروح الفلامنكو والزومبا الإسباني.

من جهة أخرى استمرت "مدينة نخول" في تقديم عطائها عبر برنامجها المتنوع والمتجدد، حتى الـ 30 من أغسطس الماضي، ضمن مهرجان صيف البحرين الذي سعى لأن تكون البحرين وجهة ملائمة لجميع أفراد العائلة، من خلال فضاء عائلي للتواصل مع شرائح المجتمع المخلفة عبر هذه السلسلة من العروض والفعاليات. والذي تعبر عن نموذج راقٍ من التواصل الإنساني والتبادل الثقافي بين شعوب العالم التي تتجه في مساراتها باتجاه الترفيه والتنمية.