احتضنت جمهورية الصين الشعبية، أعمال منتدى وزراء الثقافة "العربي- الصيني" ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية التي تقيمها الأمانة العامة بجامعة الدول العربية ووزارة الثقافة بجمهورية الصين الشعبية في إطار منتدى التعاون العربي الصينيوالتي افتتحت يوم 10 شتنبر 2014في العاصمة الصينية بكين وستستمر إلى غاية شهر اكتوبر المقبل ب10 مدن ومقاطعة صينية.
وتميز هذا المنتدى بمشاركة وزراء وكتاب عامون ومدراء يمثلون ثماني عشرة دولة عربية(المغرب، الأردن، الإمارات العربية المتحدة،البحرين، تونس، الجزائر،جيبوتي، السعودية، السودان، الصومال، العراق، فلسطين، جزر القمر ، الكويت لبنان، مصر، موريتانيا، اليمن) و وفد جامعة الدول العربية.و قدمثل بلادنا، الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد محمد لطفي المريني بمعية السيد محمد بهضوض، مستشار السيد الوزير.
وفي كلمته أمام المنتدى، أكد الكاتب العام لوزارة الثقافة أن الصين والعالم العربي بما يمثلانه منمميزات تاريخية وجغرافية، وما يختزنانه من مؤهلات طبيعية وبشرية قادران على "بلورة فضاء متميز للتكامل والتعاون الدوليين، يسوده السلم والأمن والتعايش والحوار بين المجتمعات الناهضة".
وشدد على أن العالم يحتاج أيضا إلى "الأدوار الإيجابية والمقاربات الخلاقة للمنطقتين الصينية والعربية خصوصا، في بناء مستقبل أفضل للبشرية، في عالم متغير بمخاضات وتحديات اقتصادية وسياسية وعسكرية بالغة الدقة". كما أوضح أن المغرب، ذي المشارب المغاربية -العربية والأفريقية والمتوسطية، يعي جيدا أهمية الثقافة والإبداع في رص قواعد السلم وتكريس مناخ الاستقرار والتنمية، ويتقاسم مع المشاركين في المنتدى "معاني وأبعاد الإسهام في بناء مشروع الطريق الجديد للتنمية المشتركة،والذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت 2014".
وذكر في ذات الوقت بأنه إذا"كان الرواد الأوائل من تجار قوافل القطن والحرير قد أسسوا لطريق التبادل والتواصل بين الصين والمنطقة العربية سابقا، فإن تدعيم جسور التعاون والتنمية المشتركة المستقبلية بين الطرفين سيقودها سفراء العلم والثقافة والفن وصناع الجمال."
و في ختام هذا المنتدى، صدر إعلان بكين، والذيتم من خلاله التأكيد على أن:
· السلام والتنمية هما القضيتان الأساسيتان في العالم المعاصر. وأن الحضارة العربية والحضارة الصينية من أقدم وأعرق الحضارات الموجودة في العالم، حيث قدمتا مساهمات بارزة في تقدم البشرية وازدهار العالم. وأن التبادل والتعاون والحوار بينهما يساعد على تعزيز التفاهم وتوطيد الصداقة بين شعوب المناطق المختلفة وتحقيق السلام عبر العالم وكذا المساهمة في استقراره وتنميته؛
· الاقتراحات الاستراتيجية بشأن بناء مشترك لــ "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الــ 21" التي طرحتها الحكومة الصينية لها قواعد تاريخية ثابتة ومفاهيم واقعية مهمة. وأن الدول العربية والصين باعتبارها من الدول المهمة الواقعة على طريق الحرير، وهم شركاء طبيعيون في عملية البناء المشترك لــ "الحزام والطريق" بفضل الدعم الشعبي العربي الصيني المتين. لذا سوف يساهم التبادل الثقافي والحوار الحضاري بين الدول العربية والصين مساهمة إيجابية في دفع تقارب وجهات النظر وبناء التفاهمات على أرضية الصداقة ولبناء العلاقة التكاملية الاستراتيجية الجديدة بين الدول العربية والصين في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة المستمرة حاليا؛
· دفع التواصل الثقافي والحوار الحضاري بين الدول العربية والصين على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة لزيادة أواصر الود والتعارف المتبادل بين الشعوب العربية والشعب الصيني لثقافة بعضهما البعض، وتعزيز التواصل والتعاون بين الهيئات الثقافية العربية والصينية، والتشجيع على الزيارات المتبادلة بين الفنانين والفرق الفنية العربية والصينية، وبناء المراكز الثقافية في الجانب الأخر.
وتحت شعار "أزهار متفتحة على طريق الحرير"،نظمت الدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية، حيث شارك المغرب ضمن فعالياتها بمعرض تراثي "ملامح من فنون المغرب"، يعكس عمق الحضارة المغربية و ضم 67 قطعة من مختلف المتاحف المغربية في الحلي والمطرزات والأزياء التقليدية والزرابي والأواني المعدنية وصناعة الخشب والخزفيات التعليم الأصيل والأسلحة التقليدية والسروج والآلات الموسيقية. كما شارك الفنان المغربي عزيز السيد ضمن معرض اللوحات التشكيلية للفنانين العرب المنظم بالمناسبة.