قام مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وخبير اليونسكو الدكتور منير بوشناقي بجولة في عدّة بلدان عربيّة، وذلك للتأكيد على دور المركز في تعزيز القدرات العربيّة والحفاظ على الموروث الثقافي الإنساني والطبيعي في مختلف الدول العربيّة، والمشاركة في عدّة فعاليات ثقافيّة.
شارك الدكتور بوشناقي في زيارة إلى القاهرة مع منظمة اليونسكو في باريس ومنظمة الإيكروم في روما ومنظمة الأيكوم للمتاحف الدوليّة، تضمنت على زيارات ميدانيّة لثلاث متاحف كبرى في القاهرة هي المتحف الكبير الفرعوي، ومتحف الحضارات المصريّة الذي سيفتتح نهاية العام الجاري، ومتحف الفن الإسلامي في المدينة القديمة. كما تضمنت الزيارة على تفقد مشروع الحفاظ على شارع المعز وحيّ الجماليّة. وقد استقبل البعثة رئيس الوزراء المصري وسفير مصر لدى اليونسكو.
كذلك توجه الدكتور بوشناقي إلى جدّة في المملكة العربية السعوديّة، وقدّم محاضرة بعنوان: المكتسبات الاقتصادية والثقافية لتسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي، والتي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في فرع جدة وبالتعاون مع مركز التراث العمراني مؤخراً في بقاعة المجلس البلدي ببيت البلد بجدة التاريخية
وحضر الفعالية مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن عبدالله العمري، والمشرف العام على برنامج التراث الوطني الدكتور محسن القرني ورئيس المجلس البلدي بجدة الدكتور عبدالملك الجنيد وعدد من المهتميّن.
وقال الدكتور بوشناقي خلال المحاضرة بأن تسجيل أي موقع في العالم ضمن قائمة التراث العالمي لا يعتبر الوصول إلى مرحلة النهاية ووضعها كـ(زينة) أو أن تصبح متاحف، بل هي بداية مشروع لكي تكون مصدراً للحياة والتفكير والإلهام وتتحول إلى مدن حية، مشيراً إلى أن ذلك يتحقق من خلال رفع مستوى الوعي بين المواطنين والحكومات للحفاظ على التراث وزيادة الوعي الذي يؤدي إلى ارتفاع عام في مستوى الحماية والحفظ.
كما ناقش مفهوم التراث العالمي الاستثنائي، وأشار إلى أن مواقع التراث العالمي هي ملك لجميع شعوب العالم، مصادر لا غنى عنها للحياة والإلهام. (...) أما محور التأثير الاقتصادي للمواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي فقد أكد فيها بوشناقي على أن الإدراج ضمن قائمة التراث العالمي غالبا ما يتزامن مع زيادة في قبول السياح، كما استعرض عدداً من الدراسات الدولية التي تؤكد ذلك في كل من إيطاليا و أنكور في كمبوديا.
ونوه الدكتور بوشناقي بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على التراث في المملكة العربية السعودية، معتبراً وجود سموه في هذ الموقع يعطي دعم قوي لتحقيق مكاسب أكثر في مجال الاهتمام بالتراث والسياحة في المملكة، خصوصاً دور سموه في متابعة ودعم ملف جدة التاريخية وتطبيق كامل الاشتراطات والأسس الفنية التي حددتها اليونسكو لاعتمادها ضمن قائمة التراث العالمي.
يذكر أن الدكتور منير بوشناقي هو مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وقد كان البوشناقي مديرا لقطاع التراث الثقافي في اليونسكو (1990-2000)، ومديرا لمركز التراث العالمي (1998-2000)، ونائبا للمدير العام للثقافة (2000-2006). ومديرا عاما ’’لمركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية و ترميمها‘‘ (2006-2011). اعتبارا من يناير 2012، سمّي مستشارا خاصا للمدير العام لليونسكو ومستشارا خاصا للمدير العام للإيكروم.