تميز القاص المغربي بصوته المتفرد في عالم القصة القصيرة جدا. وبقدرته على خلق سرد مشدود بين غنائية الشعر وتوتر السرد، ويقدم هنا بطريقته الخاصة صورة لحياة الإنسان المغربي التي يعمرها الخوف والقهر.

شهوتي البطن والفرج

قصص قصيرة جدا

حسن برطال

شهوة البطن
تخرج الطفلة كسائر بنات القرية إلى الخلاء .. لقضاء حاجتها .. لإفراغ بطنها و التبرز .. تزيل سروالها تُقرفص فتكون فرصة مواتية لتسرق اللذة من النباتات البرية وهي تلامس مؤخرتها .. لكن هذه المرة شعرتْ وكأنها فوق (قصب السكر) و ليست نبتة الشيح والزعتر .. ومع ذلك استحسنت الأمر و استسلمتْ لرغبتها .. و لما تأخرتْ في العودة .. خرجتِ الأم فوجدتها جثة هامدة .. عارية .. مكشوفة العورة .. تسبح في برْكة دم .. فأدين ثعبان بري في جريمة اغتصاب مؤدية للموت.

رَجُـل إطفاء.
وقف الطفل يتبول على الحائط .. يشنق عضوه على مستوى الحشفة ..  يرش المكان .. يلتصق بالجدار لينشف ما تبقى من قطرات، فيشعر و لأول مرة برعشة تسري في جسده .. عاد في الغد لممارسة طقوسه ومعاود البحث عن قشعريرته الغريبة فوجدهم كتبوا في نفس المكان:   (البول ممنوع)
التفت يمينا و شمالا .. أخرج عضوه التناسلي .. تمسح بالجدار تم انطلق يعدو في اتجاه البيت إلى أن تبول في سرواله على نار خوفه.

تحية العيد
عملية(السلخ) على مشارف نهايته ا.. الخروف معلق من رأسه بدل قوائمه الخلفية .. وحيرة الجد القادم على التو من (المُصَلى) جعلت الحفيد يقول هكذا:
ـ إن أضحية هذا العام من الأفضل أن تشنق بدل من ذبحها .. و لاجدوى من توجيه الرأس نحو الأسفل ما دامتِ (السقيطة) ستحتفظ بدمها.
تمتم الجد و هو يغادر البيت .. لكنه عند مقربة من عتبة الباب الخارجي قال بصوت مسموع:
ـ الله يقلب أيامكم رأسا على عقب.. كما قلبتم عادات أسلافنا.

رأس السوق
الأسواق مكتظة ...   رؤوس) الأغنام بالمئات ... لكن (رأس) العام و المضاربات بين ( الكساب ) و (الشناق) حولتْ (رأس) صدام إلى (رأس) السوق.