يعرض الفنان التشكيلي محمد مكوار حاليا، برواق"مي نار" بالدار البيضاء، وحتى متم الشهر الجاري، آخر أعماله، وهي لوحات تختزل في تجلياتها التجريدية فيضا من القيم الفلسفية والإنسانية التي تجانس بين الأحلام والخيال.
ويقدم مكوار في هذا المعرض، تجربة جديدة، تبتكر عوالم إنسانية ووجودية، ويخلق ملامح أدمية، في أشكال فيزيقية مختلفة، تارة تكون طائرة، وأخرى تكون راقصة وهاربة، إنها، ملامح إنسانية تعيش وسط عوالم خرافية لا يمكن تحديد طقوسها أو عاداتها، إنها أشكال حجرية لكائنات متحركة وحية، بألوان داكنة حينا وفاتحة أخر ، تتحرك، تعيش، تكاد تقول الحقيقة في صمت فني سحيق.
لا احد يدرك القوالب الفنية التي صاغها الفنان مكوار، من اجل إبداع كائناته التي تعيش حياة أخرى، بكل الطيف الساحر الذي تتولد متعته البصرية من لوحة إلى لوحة، ولا احد يستطيع أن يدرك الحقيقة التي تختلها تلك الكائنات واللوحات، ومن خلالها، تختزن حقيقة فنية، مفادها أن السحر الفني يينع في بلاغة الغموض والابهام عبر هذا الفن، الذي يتمرد على الجاهز والتلقائي المباشر.
في هذا المعرض يقدم الفنان مكوار فيضا من الألوان، المعبرة، التي تحكي ألف قصة وقصة، عبرها تسافر تلك الكائنات باتجاهات أكثر غرابة، انه السحر الفني الذي أبدعه الفنان، وهو يعانق سلطة المستحيل
محمد مكوار من خلال هذا المعرض، الذي يكشف النقاب عن اوهام له، يؤكد انه فنان متفرد، بعناوين مختلفة في عالم الفن، رغم خجله وبراءته، إنه تفرد يبرز أيضا من خلال خلقه لعالمه الفني الخاص، الذي يلامس فيه روح الفلسفة والشاعرية والرؤى المفعمة بحب الألوان رغم قلقها في بعض الأحيان.
باختصار لوحات الفنان محمد مكوار، الذي قام بمعرض عدة فردية وجماعية، خلال معرض الجديد، جميلة، تقطر، حسا تجريديا رقيقا، مغايرا عن الفنانين الآخرين، فيه يسبح بريشته كيفما شاء، فيبدع ما يشاء بألوان قوية تمتع العين كثيرا.