ضمن فعاليات مهرجان البحرين الدوليّ للموسيقى 23 الذي تنظمه وزارة الثقافة، أحيت الفنانة المغربيّة عائشة رضوان حفلاً فنيَاً عبّرت من خلال صوتها العميق عن جمال الغناء الصوفيّ، حيث صعدت لدرجات من الطرب، والموسيقى الروحية،وذلك مساء اليوم الأحد بالصالة الثقافية.
قدمت الفنانة عائشة رضوان خلال الحفل نخبة من أغنياتها، التي صدرت في عدة ألبومات من بينها: "ألبوم :فن الغناء و الأداء الآلي خلال القرن التاسع عشر"، ألبوم "نهضة الشرق" وألبوم سكرات"، مستعينة إلى جانب موهبتها وصوتها الجهوري الذي تتنقل فيه بحرية من القرار إلى الجواب، بتجاربها الطويلة ودراستها المعمقة للموسيقى في باريس والقاهرة.
كثيرة هي الألقاب التي عرفت بها الفنانة المغربية عائشة رضوان، وجميعها تشير إلى موهبتها الغنائية المتمّيزة، وهي موهبة تستغلّها لإحياء العصر الذهبي لمدرسة الموسيقى العربية. هي مغنّية بالفطرة، الأمر الذي سمح لها بإجادة طيف واسع من الأساليب الموسيقية، من الغناء الأمازيغي إلى الجاز والكلاسيكي الغربي والغناء العربي الأصيل.
قبل هجرة عائلتها إلى فرنسا، تمّرست عائشة رضوان على الأغاني الشعبية مع جدّتها في قريتها الواقعة في جبال الأطلس المتوسط في المغرب، وكرّست نفسها لنشر التراث الغنائي لمنطقة الشرق الأوسط إلى جميع أرجاء العالم. رافقها في هذا المسعى النبيل الموسيقي والبروفيسور اللبناني الأصل المقيم في فرنسا حبيب يمّين، وهو باحث ومؤلف موسيقي معروف مختص في الإيقاعات العربية، حيث عملا منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين على إحياء هذا التراث الغنائي الراقي المبني على أسلوب مقامات الموسيقى الشرقية من خلال فرقة “الأدوار” التي أسّساها لهذا الغرض، وشاركوا من خلالها في العديد من المهرجانات والاحتفالات في أنحاء الوطن العربي وأوروبا وأمريكا الشمالية.
اشتهر الثنائي بتلحين وأداء القصائد الروحانية لمشاهير الأدب الصوفي مثل رابعة العدوية، إبن الفارض، إبن عربي، الحلاج، والبرعي، حيث قاما بإنتاج العديد من الإصدارات الموسيقية في هذا النوع من الفن التي لاقت استحسان النقاد.
تجدر الإشارة إلى أن حفلات مهرجان الموسيقى تستمر لغاية الرابع عشر من الشهر الجاري في الصالة الثقافية حيث تستقبل يوم الاثنين الفنان السويسري الشاب باستيان بايكر واغاني البوب والروك أما اليوم الأخير للمهرجان فيقدم الفنانة الأردنية مكادي نحاس وصوتها العذب كي يختم بذلك دورته الثالثة والعشرين بموسيقى جاءت البحرين من مختلف الدول كي تؤكد أن أرض المملكة هي أرض لقاء الثقافات والحضارات