برزت في الآونة الأخيرة مشكلة المسرح القطري واحتياجه للدعم حتى يعزز حضوره محليا وعربيا ويصل إلى المستوى المنشود. وقال المخرج المسرحي القطري فهد الباكر والذي يشارك بعرض مسرحية "عرس الدم" في مهرجان المسرح العربي بالرباط يناير/كانون الثاني 2015 "إن المسرح القطري يحتاج فقط للدعم من المسئولين". وحصلت هذه المسرحية على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل عرض في مهرجان الدوحة المسرحي، وجائزة أفضل إخراج. وطالب فنانون مسرحيون قطريون بضرورة الاحتكاك الخارجي وزيادة الاهتمام لصقل مواهبهم، وكشف شباب الفنانين عن وجود أزمة حقيقية وأوجاع وهموم كثيرة تواجه المسرح الشبابي في الوقت الحالي.
وذكر الفنانون "أن قلة الدعم المادي، وعدم وجود خشبة للمسرح صالحة لإقامة البروفات وتقديم الأعمال الفنية والمسرحية عليها، هي من أهم المشاكل، علاوة على عدم التشجيع والرعاية وضعف المقابل المادي لفناني المسرح". وأكد المخرج والممثل أحمد المفتاح "أن مشاكل المسرح الشبابي تتجسد في الوقت الحالي في عدم وجود خشبة مسرح لتقديم الأعمال الفنية التي تتناسب مع تطلعات الجمهور طوال العام، حيث أن الخشبة الوحيدة الصالحة للعمل وبها كافة الامكانيات والتجهيزات الفنية تتمثل في مسرح قطر الوطني".
ولفت المفتاح إلى "أن الدعم يعد أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه شباب المسرح القطري في الوقت الحالي، فهو أداة هامة للفنان الشاب حتى يستطيع أن ينتقل من محيط الهواية الى محيط الاحتراف". وأوضح "أن كثيرا من الشباب يمارس العمل الفني وليس لهم مصدر رزق، وهي كلها عوامل تؤثر على الحراك الثقافي والفني بالنسبة للشاب في قطر". وأكد "أن لجوء العديد من شباب الفنانين إلى العمل بالتليفزيون إحدى السلبيات الأساسية التي تواجه الشباب، فاليوم الشباب القطري المسرحي يحتاج الى الشهرة وبروز اسمه بين نجوم المسرح والتليفزيون".
وطالب أحمد المفتاح بضرورة أن يتم وضع استراتيجية جيدة للمسرح الشبابي، وخطة خمسية للنهوض بالمسرح ليكون له وجود واضح ومميز على المسرح القطري. وأشار إلى "أنه من خلال المركز الشبابي للفنون المسرحية واهتمام ادارة الشباب بوزارة الثقافة والفنون يمكن أن يتم وضع خطة للنهوض بهذا المسرح الذي يعد عصب العملية المسرحية في البلاد". وأضاف الفنان الشاب فيصل رشيد "إن مشاكل المسرح الشبابي عديدة لا تتغير بتطور الزمن، فالشباب المسرحي يعاني من عدم وجود دعم مادي لتقديم الاعمال الفنية الجيدة على خشبة المسرح".
وأوضح "أن الجمهور لا يتواجد في الأعمال وهذه معاناة أخرى تواجه الشباب، بالاضافة الى ان الدعاية غير كافية للترويج للاعمال المسرحية الشبابية." وأكد فيصل رشيد "أن الشباب تقدم بالعديد من الحلول للمسؤولين للنهوض بالمسرح الشبابي، من خلال وجود مهرجان شبابي يضم المخرجين والممثلين الشباب وعددهم محدود ومعروفون بالاسم في الساحة الفنية". وقال رشيد "يجب أولا زيادة الدعم المخصص للفرق المسرحية، فكلما زاد الدعم زادت الاعمال الفنية، لأن الدعم المقدم لا يكفي لإنتاج مسرحية واحدة في العام، كما أن شباب المسرح بحاجة الى الاهتمام والرعاية الاعلامية حتى يعود الجمهور الى المسرح وتعود المنافسة مرة أخرى".
ويرى الفنان علي المالكي "أن هناك بوادر طيبة قام بها المركز الشبابي للفنون المسرحية خلال الفترة الماضية لصقل مواهب الشباب من خلال اقامة العديد من الفعاليات والورش الفنية لإيجاد صف ثان وثالث يمثل قطر في المحافل الدولية". وأضاف "أن هناك إشكالية تواجه شباب الفنانين تتجسد في قلة الدعم المادي، وعدم تشجيع المواهب الشبابية والاستعانة بهم في المهرجانات الداخلية والخارجية".
وأشار إلى "أن الشباب بحاجة الى صقل مواهبهم واكتساب الخبرة من الكبار، وهذا لن يتأتى الا بزيادة الورش الفنية والمسرحية". وأكد المالكي "أنه لا يوجد تعاون بالمعنى الصحيح من الفنانين الكبار، وذلك لأن الكبار منشغلون بالمنافسة والخلافات، وأتمنى أن يكون هناك تعاون خلال الفترة القادمة لخلق جيل ثان وثالث قادر على إثراء الحراك الثقافي والفني في قطر".
وقال "هناك عدد قليل من الشباب استفادوا من المسرح الشبابي ومن الاحتكاك بالنجوم الكبار، لكن هناك اعدادا كبيرة منهم لم يحصلوا على نفس الفرصة، وذلك لقلة الانتاج والاعمال الفنية وعدم استمرار العروض المسرحية طوال العام". ويقول المخرج فهد الباكر "أن عددا من الشواهد السلبية تقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك توجها لتقليص النشاط المسرحي في الأندية والمراكز الشبابية خصوصا أن غالبية الأندية لم تضع النشاط المسرحي في برامجها الصيفية هذا العام". ويؤكد الباكر "أن المسؤولين التزموا بضرورة تطبيق شروط ومعايير صارمة عند القيام بأي نشاط مسرحي حتى ولو كان نشاطا داخليا وهو أن يكون 80% من الممثلين من الفنانين القطريين". ويتساءل الباكر "كيف نحصل على هذه النسبة في ظل وجود المعوقات أمام الحركة المسرحية الشبابية التي تشهد ندرة في الأعمال والدعم، وإلغاء المهرجان الشبابي السنوي الذي كان بمثابة متنفس لهؤلاء الشباب".