يقدم الباحث الفلسطيني المرموق في هذه الدراسة حياة سميح القاسم، وأثرها على تبلور شخصيته وأفكاره ومواقفه، ثم يستعرض إبداعاته الشعرية، وآراء النقاد فيها، ويتوقف بعدها عند إبداعاته النثرية، ثم يقدم ثبتا بيبليوجرافيا ضافيا بكل مؤلفاته وجل ما كتب عنه بصورة تجعلها عملا لا غني عنه لدارس هذا الشاعر الكبير.

سميح القاسم .. مُبدع لا يستأذنُ أحدا

نبيه القاسم

الاسم الكامل: سميح محمد القاسم محمد الحسين

الولادة: مدينة الزرقاء – الأردن يوم 11/5/1939

الوفاة: في مستشفى مدينة صفد 19/8/2014

البلدة: الرامة – الجليل الغربي

متزوّج من نوال سلمان حسين. وله أربعة أبناء: وطن محمد، وضّاح، عمر، ياسر.       

حياته:
ولد الشاعر سميح القاسم يوم 11/5/1939 في مدينة الزرقاء في الأردن حيث كانت الأسرة تُقيم بسبب كون الوالد ضابطا برتبة رئيس (كابتن) في قوّة حدود شرق الأردن. وقد عادت الأسرة لتستقر في بلدتها الأصلية الرامة في الجليل الغربي من فلسطين بسبب الحرب العالمية الثانية. أنهى سميح دراسته الابتدائية في مدرسة الرامة وانتقل لمتابعة دراسته الثانوية في مدينة الناصرة حيث زامَل العديد من الطلاب الوافدين من قرى عربية عديدة للدراسة في الناصرة وتصادق مع شعراء وكتّاب ناشئين مثل: راشد حسين، شكيب جهشان، جمال قعوار، طه محمد علي، عمر حمودة الزعبي، توفيق فياض، فرج نور سلمان، أحمد ريناوي وسواهم. وخلال الدراسة الثانوية بدأت مواهب الإبداع الشعري تتفتّح عند سميح بمقطوعات شعرية يكتبها على دفاتر الدراسة وفي الرسائل الجميلة التي يُرسلها لأصدقائه. وقد شكّل مع الزملاء الموهوبين حلقات أدبية يعرض كلّ منهم ما أبدع.

ما كاد سميح يُنهي دراسته الثانوية حتى ووجه بأوّل تَحَدّ كبير عليه التصدّي له، وهو فرض قانون التجنيد الإجباري الذي فرضته حكومة إسرائيل على أبناء الطائفة الدرزية عام 1956. وقد كان رفض سميح لهذا القانون صريحا وواضحا وعاليا، وقام بتشكيل أوّل تنظيم سياسي معارض لتجنيد الشباب الدروز باسم " الشبّان الدروز الأحرار" تيمّنا بتنظيم "الضبّاط الأحرار" بقيادة جمال عبد الناصر في مصر، ضمّ العَشرات من الشبّان الدروز في حينه، حيث قاموا بتوقيع البيانات وإقامة الندوات والاجتماعات التي يُعلنون فيها موقفَهم الرافض لقانون التجنيد الإجباري، وسارعت سلطات الجيش وألقت القبض على سميح وأودعته سجون الجيش المختلفة، وفرضت عليه أعمالا صعبة لكسر معنويّاته مثل أن أرسله الجيش ليعمل في غرفة الموتى في مستشفى رمبام في حيفا لفترة من الزمن، وفي شقّ شوارع.

لكن سميح بقي صامدا. وشعر المسئولون في الجيش أن اختلاط سميح  بالمُجَنّدين الآخرين يُشكّل خطرا، وقد يحرّضهم على التمرّد، فقرّروا أخيرا تسريحه من الخدمة، فعاد إلى الرامة وأسرته، وعمل في الكثير من الأعمال الصعبة، والتحق لفترة بمعهد التخنيون في حيفا للدراسة في قسم الهندسة، ثم التحق بسلك التعليم وعمل مدرّسا في بعض المدارس الابتدائية لفترات متقطعة حيث كان المسئولون ينقلونه من بلدة لأخرى قصْد إرغامه على السكوت والقبول بالأمر الواقع. لكن سميح تابع طريقه النضالي واستمر في نشر القصائد التي تتغنّى بالثورة والأمجاد العربية ولم تكن مجموعته الأولى (مواكب الشمس،1958) إلاّ المُبشّرة بالمجموعة الثانية (أغاني الدروب، 1964) ممّا دفع بالمسئولين في وزارة المعارف لاتّخاذ قرار فَصْل سميح القاسم من العمل.

قامت السلطات الإسرائيلية باعتقال الشاعر سميح القاسم المرّات العديدة، وفرضت عليه الإقامة الإجباريّة والاعتقال المنزلي  في غرفته في حيفا من مغيب الشمس حتى شروقها وإثبات وجوده في مركز الشرطة خمس مرّات في اليوم، وحاولت اتّهامه بمختلف التُّهم المُلفّقة، وصادرت العديد من مجموعاته الشعرية حتى أن الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي كان في زيارة للبلاد تدخّل، واعترض على أثر مصادرة ديوان (ويكون أن يأتي طائر الرعد، 1969) .

وقبل سميح عرضا من الصحفي اليساري المعروف أوري أفنيري، محرّر وصاحب مجلة (هعولام هازيه) اليسارية العبرية واسعة الانتشار لرئاسة تحرير مجلة (هذا العالم) التي ينوي إصدارها (1966). لكن سميح اختلف وأوري أفنيري على مواقف مبدئية جوهرية وترك العمل في (هذا العالم) بعد أشهر، وعمل محررا في صحف الحزب الشيوعي، فحرّر في (الغد) و (الاتحاد) و(الجديد).

لم يكتف سميح بعمله الصحافي، وإنما قام وأسّس مع الكاتب عصام خوري (منشورات عربسك- 1973) وأدار (المؤسسة الشعبية للفنون) في حيفا.

شغل سميح القاسم بالإضافة لعمله في تحرير مجلة (الغد) وجريدة (الاتحاد) ورئاسة تحرير مجلة (الجديد) منصب رئيس (اتحاد الكتاب العرب) ورئيس تحرير مجلة اتحاد الكتّاب (48) الفصلية، وفيما بعد رئاسة (الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين) في إسرائيل. ورئاسة تحرير مجلة (إضاءات) الفصلية. وانتخب لأكثر من مرّة عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. وانتخب لدورتين عضوا في مجلس محلي بلدته الرامة عن قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ورأسَ سميح القاسم لسنوات تحرير جريدة (كل العرب) التي تصدر في مدينة الناصرة، واستقال بعد تعرّضه لحادث طرق أليم بعد ظهر يوم 11/12/2002 في طريق عودته من مدينة الناصرة إلى بلدته الرامة، أقعدَه لأشهر في بيته في الرامة.

كانت السنوات الأخيرة صعبة وقاسية على المستويين العام والخاص. فعلى المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي كانت حرب الانتفاضة الثانية عام 2000 في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل، وقيام القوّات الإسرائيلية بإعادة احتلال معظم الأراضي الفلسطينيّة، وتدمير البنية التحتيّة في كل الأراضي المحتلة في الضفّة الغربية وقطاع غزّة. وقتلت وجرحت المئات. ثم قامت بمحاصرة الرئيس ياسر عرفات في مَقَرّ رئاسته في رام الله حتى يومه الأخير. واحتلّت القوّات الأمريكية وحلفاؤها العراق منتصف عام 2003. وغزت القوّات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية بما عُرفَت بحرب لبنان الثانية صيف عام 2006، وغزت كذلك قطاع غزّة وقتلت وجرحت ودمّرت البنية التحتيّة أواخر عام 2008.

وعلى المستوى الشخصي تعرّض الشاعر سميح القاسم لحادث طرق كاد يودي بحياته بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 11/12/2002. ثم كان موت القائد الرمز ياسر عرفات يوم 11،11، 2004، وموت الشاعر محمود درويش يوم 9/8/2008، إضافة إلى موت العديد من المعارف والأقارب وأفراد الأسرة. وكانت الصدمة الكبرى على المستوى الشخصي والعائلي والعام إبلاغ الطبيب للشاعر سميح القاسم أنّه مُصاب بمرض السرطان يوم 12/7/2011. لكن سميح تجاوز كلّ هذه المحن العامّة والخاصّة، وواجهها بقوّة وثقة وإيمان وتَحدّ، وصمَدَ، ووصل إلى الفَوْز بتحقيق حلم راوده وأقلقه كثيرا بأن يحتفل بزواج أحد أبنائه، حيث حظي بزواج ابنه الأصغر "ياسر" يوم 2/7/2012 في حفل كبير تحوّل إلى عرس وطنيّ. وأن يحظى بعد عام بولادة أوّل حفيد له الذي أسماه أبواه "سميح".

أصدر حتى اليوم خمسة وستين عملا إبداعيا ما بين ديوان الشعر والسربيّة والمسرحية الشعرية والكولاج والرواية والمقالات النثرية،  وصدرت مجموعاته الناجزة في سبعة مجلدات في عدة طبعات، ومن عدّة دور نشر في القدس والقاهرة وبيروت. كما وترجَمَ العديدَ من القصائد إلى اللغة العربية. صدرت الترجمات العديدة للكثير من قصائده في معظم اللغات المعروفة، ودراسات جامعيّة كتبت عن إبداعه في العديد من الجامعات والمعاهد الأكاديمية في العالم. حصل سميح القاسم على الجوائز العديدة مثل: جائزة (غار الشعر) من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي. وعلى جائزة (البابطين) وعلى ( وسام القدس للثقافة) من الرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات. وعلى جائزة (نجيب محفوظ) من مصر. وعلى جائزة الشعر من وزارة الثقافة الفلسطينية. وعلى وسام "نجمة القدس" من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

شارك سميح القاسم في المئات من المهرجانات الشعرية والأمسيات والمؤتمرات واللقاءات التي دُعي إليها في معظم الدول الأوروبية الغربية والشرقية والاتحاد السوفييتي سابقا، والولايات المتحدة وفي مصر وسوريا والأردن وتونس والمغرب وقطر والبحرين وعُمان ودولة الإمارات وإيران.

تميّز انطلاقة سميح القاسم الشعري:
لا بد للقارئ قبل أن يقرأ شعر سميح القاسم، أن يعي بعض القضايا المهمة التي يتميز بها سميح القاسم في انطلاقته الشعرية ومسيرته الغنية بالعطاء
:

الأولى: أنّ الباعث الأول والقوي لهاجس الإبداع عند سميح القاسم كان الحسّ القومي العربي الذي فجّرته نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وبعثته انطلاقة ثورة الضباط الأحرار في 22 يوليو 1952 في مصر والمشاعر القومية العربية التي فجّرها وأرساها جمال عبد الناصر في كل أرجاء الوطن العربي. وليست قصائد سميح الأولى في مجموعته الأولى "مواكب الشمس" (1958)، إلاّ نشيدًا قوميًا متواصلاً يتغنّى بالثوار في كل بقاع العالم العربي، ولم يخمد وهجُ هذه المشاعر القومية في قصائد الدواوين اللاحقة.

الثانية: إن البيئة التي ولد فيها سميح وكبر، تميزت بالانفتاح على العلم والثقافة والسّعي للمزيد منها، إضافة إلى الجو الديني المتنوّر البعيد عن التعصب والانغلاق، ممّا سمح له أن يطلع على مختلف المعتقدات الدينية، ويُعمل فكره في المقارنة بينها، وكشف المشترك المُوَحّد بين الجميع.

الثالثة: المناخ العلمي والثقافي إضافة إلى الديني المتنور دفعا سميح إلى الاهتمام بالبحث والسؤال والمَعرفة، مما أوصله إلى اكتشاف حقائق جديدة، وهي أنه يعود بانتمائه المذهبي إلى طوائف دينية، كان لها الباع الطويل في دفع الفكر العربي والفلسفة العربية الإسلامية خطوات إلى الأمام، وفي القدرة على استيعاب الفكر والفلسفة اليونانية والهندية والفارسية وإغناء الفكر العربي الإسلامي بهما: وأنه يعود بانتمائه إلى أحد أسياد القرامطة الثوريين مما ترك بصماته على تكوين سميح النفسي والثقافي والاجتماعي والسياسي.

الرابعة: اعتناق سميح القاسم للفكر الماركسي اللينيني، واقتناعه بأنّ العالم لا تصلح حالته إلاّ بانتصار الفكر الاشتراكي الماركسي. ثمّ قرّر منذ أكثر من رُبع قرن أن يُصبح مستقلا خارج أيّ إطار تنظيميّ حزبيّ وسياسيّ ليُمارسَ حرّيته المُطلقة في الفكر والمُمارسة.

وهو ينطلق في إبداعاته من موقف واع لدوره ورؤيته الواضحة ويؤكد "أنّ عملية الخلق ثورة دائمة على كل ما هو قائم، ودعوة مستمرة لخلق عالم جديد، وهذه الثورة الدائمة نفسها ينبغي ألا تفقد توازنها، وينبغي ألا تخرج من منطقة جذب الموقف الفكري والاجتماعي، وإلاّ فإنها تتحوّل إلى ثورة "أنارخية" قد يهدم جموحُها أكثر مما يبني.

وهذا الموقف الواعي في الرؤية والمُدرك للدور المنوط بالكلمة كان ملازمًا لإدراك الشاعر التام بوجوب تطوّر العَملية الإبداعية، وكسر المسلّمات، واختراق المَجاهيل والإتيان بالجديد دائمًا.

هكذا ظلّ سميح القاسم طوال سنوات عمره الإبداعية يُعلنها صريحة: لم أقل كلمتي الأخيرة بعد.

والكلمة الأخيرة يجب أن تكون مختلفة عن التي سبقتها.

محطّات رئيسيّة في تجربة سميح القاسم الإبداعيّة:
سميح القاسم الشاعر المُبدع. المتجدد دائمًا والمتطور أبدًا، يأتينا مع كل إبداع جديد بقفزة تحتاج إلى الوقت والتعمّق ليفهمه القارئ ويتقبّله. وإبداعاته لا تُشكل حلقات متقطعة وإنّما هي حلقات متواصلة متكاملة، تكون الواحدة ممهدة للتي تليها ومتممة للتي سبقتها. حتى توزيع أعماله الشعرية على مجموعات توصلنا الى هذا الترابط الوثيق بين حلقات الإبداع المتواصلة المنبثقة من وضع الإنسان الفلسطيني الموزّع على كل مساحات العالم القريبة والبعيدة. فالدواوين الثلاثة الأولى (مواكب الشمس، 1958) و (أغاني الدروب، 1964 ) و (سربية إرَم، 1965) تُصوّر انطلاقة الإنسان العربي بعد سنوات الخمول والاتكالية الطويلة، ورغبته في مقارعة كل الطواغيت، ومطاولة الشمس وتحقيق المستحيلات، فغنّى لحركات التحرير في لبنان والأردن والجزائر وفي أفريقيا وأميركا اللاتينية، غنّى لغيفارا وباتريس لومومبا وأحمد بن بيلا وجميلة بوحيرد، وكان أوّل مَن غنّى لثورة إرتيريا، وحلم  ببناء مدينته الفاضلة "إرم" حيث تسود المَحبّة ويعم السلام بين جميع الناس.

وكانت الدواوين الأربعة (دمي على كفي، 1967، دخان البراكين، 1968، سقوط الأقنعة، 1969، ويكون أن يأتي طائر الرعد، 1969، وسربية إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل، 1970)، استجابة للفرحة التي عمت كل نفس فلسطينية لانطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة "فتح" نواة منظمة التحرير الفلسطينية وردّة قوية وواثقة للنكسة التي أصابت الجيوش العربية في حزيران 1967. وقد اتصلت أهمّ المواضيع الاجتماعية الواردة في المجموعتين الشعريتين (دمي على كفي و دخّان البراكين) كما رأى الباحث التونسي مبروك السياري بفكرة الالتزام الثوري الطبقي وبقضية المرأة ودورها في تفعيل المقاومة. " وقد أثّرت تلك الأوضاع المتردية على نفسية الشاعر مثلما أثرت في الإنسان الفلسطيني بعامة والمواطن العادي بخاصة. فتسبّبت في توليد عديد الهموم الوجدانيّة التي تعلّقت أساسا بمَدارَيّ المكان والزّما. وقد تعامَل معها الشاعر تعلملا واقعيّا فكشفها على علّاتها لأنّها من صميم الواقع. وهذه الهموم تمحورت حول التّحسّر والتّألّم لاحتلال الأرض، وما نتج عنه من تشريد وإقصاء وتغييب كلّي لخصائص الهويّة الفلسطينيّة، لذلك كان الزمن الفلسطيني زمنا صعبا، وهو ما من شأنه أن يُضاعف من حدّة المعاناة التي يغيشها الشعبالمضطهد فوق أرضه. إنّها تحدّيات في الزمن المأزوم"(1)

أما سنوات السبعين وما رافقها من انفجار الصراع في لبنان والنكسة التي أصابت كل عربي يؤمن بانتمائه القومي، وفلسطيني يتمسّك بتراب وطنه أينما كان، فقد عبّرت عنها قصائد سميح القاسم في دواوينه التي طغت على عناوينها كلمة "الموت"، إذ كان الموت الروحي والجسدي حصّة الفلسطيني في أيلول الأسود في الأردن، وفي تل الزعتر والشيّاح وعين الرمانة في لبنان، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الجليل والمثلث في يوم الأرض في الثلاثين من آذار 1976 وهي: (قرآن الموت والياسمين، 1971، الموت الكبير، 1972، مراثي سميح القاسم، 1973، إلهي إلهي لماذا قتلتني، 1974، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم، 1976، سربيه ثالث أكسيد الكربون، 1976).

ويرى الناقد حاتم محمد الصكر أنّ سميح القاسم "يستند في مراثيه كلّها على الموروث الديني الشائع في الشرق والذي يدخل ضمن التكوين النفسي والاجتماعي للمواطن. وهو لا يستفيد من هذا الموروث – كما فعل سابقوه- بمجرّد تضمين بعض الآيات والقصص الدينيّة في أشعارهم، بل هو يستعير لغة القرآن والتوراة (بعَهديْها) راثيا، نادبا، مُسبغا على مَراثيه مسحة إنسانيّة نادرة تنهب المشاعر باتجاهين: الحزن المُرّ، والحزن المَشوب بسخرية مَريرة لا تقف عند التعالي على جراح الوطن والتشمت بما يحدث، ثمّ يلتقي الاتجاهان ليصبّا في مصبّ واحد: التحريض نحو الفعل، وهذا ما يحدث في النهاية. إنّ الشاعر يتقمّص الأسلوب الديني: الحكمة والوعظ مع العبارة البرّاقة المؤثّرة في كلّ مستوياتها: حزنا وحسابا وتهكّما."(2)

حزنا حزنتُ، وبكاء يا أبي بكيتْ

ولم تزل منازلي المهجوره

مغائرا وحشيه.(3)        

وقد برزت في قصائد مجموعات سميح القاسم حتى بداية الثمانينات من القرن العشرين أبعاد لخّصها الباحث جمال يونس في: "الاعتزاز بالهوية العربية، التمسّك بالأرض، التسامح الديني، العلاقة بين الأنا المفردة والأنا الجماعيّة، النفَس الأممي. واعتماده الاشتراكيّة العلمية في تحليلاته وتفسيراته لمُجمل القضايا والأحداث والتصوّرات المتصلة بالإنسان."(4)

وكانت قصائد ديوان الحماسة بمجموعاته الثلاث (1978-1981) المُعَبّرة عن هذه الأبعاد. ويقول الناقد مطاع صفدي: "كان سميح لا يَني يقرأ التجربة كلّها ويُعيد، ويُحاول من قصيدة إلى قصيدة، أن يُضمّن الأبعادَ كلّها، وأنْ  يتجاوز مُعطيات العمل الفنيّ في شعرنا المعاصر، ليأتي بمعطيات جديدة لشعر جماهيري، يمكن قراءته بدون جماهير، ويمكن للجماهير كلّها كذلك أن تُردّده كنشيد واحد مُتحدّ الإيقاع والظلّ والصّدى. ويلجأ فن المقاومة عند سميح القاسم إلى الحكاية العربية، ويخلع منها "كان يا ما كان" ويرصّعها بالأهزوجة تارة، والموّال تارة أخرى. ويربط مقاطعها بعبارات مألوفة، ولكنها تأخذ بريقا جديدا على أوتار الوجدان المُقاوم الذي بدأ ينمو في صَدْر كلّ منّا. إنّه شعر عائليّ بيننا وبين أنفسنا، في غابات هزائمنا المعروفة والمجهولة، وتحت جبال من رماد المعارك غير المفتوحة غير المدخولة، إلّا على صفحات الوَهم واللفظ الإعلاميّ. إنّ سميح القاسم لا يسأل كيف يتأسّس الوجدان المقاوم؟ ولكنّ يَشرع في التأسيس بقَدر ما يجعل كلماته شعرا عائليا، إنّه شعر القرية والقبيلة، والبيت والمقهى، والوحدة والكآبة، ومع ذلك يتحرّر ليكون الشعر العائليّ المُدافع عن كلّ العائلة بأساطيرها وخرافاتها ذاتها. وقد تحوّلت إلى ما يُشبه بنادق المقاتلين. ذلك الرّفض الواعي الرّشيق، الذي ينبثق من المقاومين جميعا، ومن سميح القاسم بخاصّة، إنّه الذكاء الموضوعيّ القادر على قَلْب جميع رموز الذّلّ والتّخلّف إلى أدوات حرب، بدلا من أدَوات كَبْتٍ وانقضاء خارج التاريخ."(5)

ويقول الناقد عادل الأسطة عن قصائد ديوان سميح الحَماسيّة:  "سميح القاسم شاعر الغضب الثوريّ، شاعر المواقف الدراميّة، سميح يُواجه التحدّيات منذ قصائده التي اتّسمت بالطابع القوميّ إلى قصائده التي اخترقت دائرة القوميّة لتُعبّر عن الجماهير الكادحة المسحوقة في جميع أنحاء الكرة الأرضيّة. في قصائد هذا الديوان نلمحُ مسيرة سميح الفكريّة، نلمح قوميّته واضحة، ونلمح اختراقه لحاجزها وثورته ضدّ الظلم والاستغلال، ليست ثورة طوباوية، ولهذا نجد طابع العنف وضرورة الصّراع المباشر وتَعجيله حتى يتخلّص الإنسان من شرور المستغلين المضطهدين للآخرين. ولذا نجده متفائلا بحتميّة انتصار الفقراء وإلقاء المستغلّين في مَزابل التاريخ. فنحن نلمح قوميّته في أكثر من مكان، يعتزّ بتراثه وأمجاده وماضيه، وهو ليس منفصلا عن ماضيه المَجيد".

ويقول الأسطة أيضا: "سميح القاسم  شاعر متمكن ملمّ بأدواته الشعرية، ويستطيع أن يشدّ قارئ شعره، بحيث لا يُنفّره من شعره سواء الشعر المَبني على وحدة التفعيلة أم المبني على الشكل الموروث للقصيدة العربية القديمة. وهو في قصائده التي اعتمد فيها الشكل الحديث للقصيدة العربية حافظ على إضفاء الجوّ الموسيقيّ عليها. وسميح القاسم يأسر القارئ أسرا مزدوجا: الأسر اللغوي والموسيقي ثمّ أسره من حيث توضيح طريقة الخلاص. والشاعر هنا يلجأ إلى المحسّنات اللفظية، فيختار الكلمات المتجانسة صوتيّا دون أن تطغى هذه الصياغة الفنيّة على المضمون."(6)

وصوّرت قصائد الدواوين: (جهات الروح، 1983، قرابين، 1983، سربية الصحراء، 1984، برسونا نون غراتا، 1986، لا أستأذن أحدًا، 1988) صمود الفلسطينيين البطولي في الجنوب اللبناني وبيروت وطرابلس، قبل وأثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وخروجهم، وما رافق ذلك من حزن ويأس واكتئاب، حيث حملت السفنُ اليونانيّة يوليسيز الفلسطيني في رحلة البحار الطويلة ليجدَ له موطئ قدم، بعد أن طارده العدوّ وجافاه الأهلُ وشمتَ به الخصوم.

كانت (سربية الصحراء، 1984) "إشارة الانتقال الواضحة في درب سميح القاسم الشعرية فهو يُعلنها صريحة أن جذور العربي عميقة هناك في الصحراء العربية التي خرج منها واليها يعود، إذا كان لا بد من العودة، يعود لا ليقنَع بالهجوع ويعزف عن ملاحقة الآمال وتحقيق الغايات، وإنّما ليستريح ويتخفّف من ثقل الماضي والحاضر، ويبدأ من جديد وبقوة وإصرار على تحقيق المستحيلات." (7) فالصحراء بالنسبة لسميح القاسم كما يقول الناقد نعيم عرايدي: "ليست استعارة أدبية ولا خلفيّة شعريّة بل هي رمز أساسيّ وعمود فقريّ في جسد أيدولوجيّته الشعرية. إنّها الشكل والمضمون وهي أيضا الرسالة. وهي الفكر وهي الشعر وهي اللغة والصورة، هي الماضي والحاضر والمستقبل، هي المقام المشترك الذي يجمع العرب."(8)

أحبّك

أومنُ  بالضاد

روحا تألّق في الأبجديّة

ونزّل آياته البيّنات

ليُبدع جنّاته الدنيويّة.. (9)

بالإضافة إلى هذه الرؤية العميقة الجديدة المتطورة الملتزمة والمشدودة إلى الجذور، الرافضة كل محاولات التخلّص والانسلاخ والهروب، "فان سربية الصحراء تُشكل نَقلة فنية متطورة وذات دلالات، حيث أن النبرة الخطابية المباشرة التي كثيرًا ما أشار إليها معظم النقاد الذين تناولوا إبداعات سميح القاسم تبدو خفيفة ومنزوية في هذه السربية وإن لم تنعدم كليًا وتبدو هنا وهناك بتفاوت ما."(7)

وهذا التطور في الرؤية والأداء "وصل إلى مرحلة التكامل القريبة من الكمال في معظم قصائد مجموعة "شخص غير مرغوب فيه" حيث نجح الشاعر في شحن مفرداته وعباراته بعوالم متكاملة، لا تشد القارئ فقط بنبرتها وجَرسها وتقطيعاتها، وإنّما تنقله إلى عوالم تشدّه إليها، تأخذه في رحلة بعيدة موغلة في البُعد، تستوعبه، تُجرّده من فرديته وانتماءاته والدوائر التي يعيش ضمنها. تجعل الكل يكون الشاعر، والشاعر يتقمّص كلّ واحد، فيذوب الواحد في الكل والكل في واحد، وتكون همومه همومنا وقضيته قضيتنا، فيجندنا دون أن ندرك ما فعله بنا معه في الدفاع عن قضيته التي أصبحت قضية الجميع."(7)

لكن الملفت للانتباه في قصائد هذه المجموعة، "هذه النبرة الحزينة الذاتية القريبة للانكسار الذاتي عند الشاعر. ولا أقصد بكلامي هذا قصيدتيه "أبي" و "أنت تدري كم نحبك" الذاتيّتين المخصصتين لوالده ولصديقه الشاعر معين بسيسو، وإنما قصائد المجموعة الأخرى، خاصة قصيدتي "ليلا على باب فدريكو" و "شخص غير مرغوب فيه""(7):

بلادي.. بلادي.. بلادي!

أكنتُ كثيرًا عليك

وكنتِ كثيرًا عليّ

وكنا كثيرًا على الأمنيات وفي الخطوات وبين اللغات وبين البشر؟(10)

وتميّز سميح القاسم في (سربية انتقام الشنفرى) باستخدامه أسلوب البناء الدرامي الذي يعتمد على عناصر التعبير الدرامي من حوار (ديالوج) وحوار داخلي (مونولوج) وسرد قصصي في البناء الشعري وذلك لتمثيل الصراع والحركة. ويُعتبر سميح القاسم كما يقول الناقد أنطوان شلحت رائد هذا الأسلوب في الشعر الفلسطيني وخصوصا في قصائده الحوارية في مجموعاته (دمي على كفّي) و(دخان البراكين) و (الموت الكبير).(11) كما أنّه استخدم شكل التضمين النثري كجزء من البناء الفنيّ في السربية كما كان قد استخدمه في سربية (إلهي إلهي لماذا قتلتني، 1974). ويؤكد الشاعر في حديثه مع الناقد اللبناني محمد دكروب، "أنّ استخدام الكلام النثري غير المُمَوسق في إطار القصيدة المموسقة له ما يُبرّره فنيّا إذ أنّه يستهدف بالنّقلة من الشعر إلى النثر لينقل ما ينتج عن الموسيقى من إحساس انفعاليّ إلى حالة من الهدوء النفسي تتحقّق باستيعاب القصيدة لمقطع نثري أو أسطر نثريّة، إذ أنّ للغة الشعر والموسيقى وظائفها الانفعاليّة."(12)

ويقول الشاعر عبد اللطيف عقل: "في سربية سميح القاسم "إلهي إلهي لماذا قتلتني" لا تبحث عن القصيدة، إنّها تستدعيك لاختراع فَهم جديد، ومَعرفة جديدة، حتى أنّها تستدعيك لأنْ ترى بغير عينيك أو أنْ تشمّ بغير أنفك، لأنّها تطرحك ولا تطرح لك وتجعلك مُخاطبا (بكسر الطاء) وليس مخاطبا (بفتح الطاء). إنّها أشبه بلوحة شرسة مرسومة بفحم الحديد والجص ّ الذي يبقى عادة في ميادين المعارك البربريّة المتوحّشة بأرتال جنودها".(13)

وشكّلت قصائد مجموعة (لا أستأذن أحدا، 1988) نَقلة كبيرة في طريق سميح الشعري. فقصائده في هذه المجموعة تفتتح مرحلة متطوّرة في الشكل والمضمون ودلالة المفردات ووظائفها واستحالة الصور الشعرية. في قصائد ديوان (لا أستأذن أحداً) "لم يغب الإنسان الفلسطيني وإن لم يظهر بإسمه الواضح، وظلّ وجوده هو الطاغي. فهو الغائب الحاضر، وقضيته هي الشاغل الأوحد. لكن الشاعر آثر الامتناع عن الصراخ والعويل والندب وجلد الذات والتشهير والإدانة. فكتم حزنه وترفع عن الشتم وآثر أن يترك للمُتلقي مهمة أن يستشف القضية بنفسه من خلال القصيدة. وبذلك يجعله يحسّ إحساساً قوياً ومزلزلا بكافة جوانبها."(14)

لم تعد القصيدة عند سميح القاسم في "لا أستأذن أحدا" "تلك الملحمة الشعرية الطويلة التي تعودناها وعرفناها في قصائد ملحمية مثل: "القصيدة المفخخة" و" شخص غير مرغوب فيه" و"سربية الصحراء" و"إلهي إلهي لماذا قتلتني" "انتقام الشنفرى" "قصائد بيروت" وغيرها كثير. وإنّما قصائد قصيرة لا يتجاوز بعضها الأربع كلمات:

ستضيق نافذتي

ويتّسع الجدار.(15)

ولم تعد القصيدة عنده تحمل الاسم الدلالي الموحي وإنما نراه يوزّع أرقاما وحروفا لتدلّ على القصائد. منها ما نستطيع تجميعها والحصول على اسم نفهمه، ومنها ما يستحيل ذلك ونبقى مع الحروف والأرقام.:

جمجمتي في ياقة الجندي

ووردتي

في قبره الطريّ.(16)

وتتميّز الكثير من القصائد بصور هي مزيج من السريالية والفرويدية والتجريبية يحطم بها الشاعر الصور التقليدية القائمة على إبراز العلاقات المتشابهة بين أطراف الصورة على نحو ما يُحدّده الوعي والعقل والحواس، فالصور في كثير من الأحيان حُلم تتمرّد على ما تراه العين أو يُحدّده العقل، وأصبح اللاوعي مصدرا لتشكيل الصور."(14)

يا صاحبي

ما تدور الزوابع يغمد في عنقها سيفه

غامسا في دمي نصفه

تاركا لغبار المدى نصفه.(17)

ويستشرف الشاعر سميح القاسم في مجموعة (سبحة للسّجلات، 1989)، الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية، فالانتفاضة الفلسطينية التي انطلقت في التاسع من كانون الثاني عام 1988 في كلّ الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وما حملته هذه الانتفاضة من بذور التغيير في العقليّة الفلسطينيّة والعربية والعالميّة، إنما تُمثل دور الكشف الفلسطيني واقتراب يوم الحساب الفلسطيني وتجلّي قائم الزمان الفلسطيني، وتجسّد الإله الفلسطيني على أرض فلسطين.

لا شك أن آراء النقاد ستختلف كثيرًا في تناولها لقصائد "سبحة للسجلات"، لكن الأكيد أن الجميع سيتّفقون على أنّها تُشكل خطوة متقدمة ومتطوّرة وجديدة في مسيرة سميح القاسم الشعرية. وقد اهتم الشاعر في مجموعته هذه أن ينوع في أسلوبه الشعري، وفي طريقة تعامله مع اللفظة الشعرية وتوزيعها، فالقصائد كُتبت بأشكال مختلفة، منها على الأسلوب الشعري القديم حيث اعتمد وحدة القافية والوزن وتقسيم البيت إلى شطرين، ومنها أسلوب السّرد النثري مع الإيقاع الداخلي للفظة. وفي أغلبها اتّبع الأسلوب الحرّ في الاعتماد على توزيع التفعيلة وتنويع القافية والتلاعب بالأوزان."(18)

ويجب التأكيد أنّ قصائد هذه المجموعة، مع أنّها تعتمد أساسا على الأفكار والمعتقدات الباطنيّة، واستفادت منها كثيرا، ومع سيطرة الأجواء الصوفيّة الواضحة، إلّا أنّها لا تُعتَبَرُ شعرا صوفيّاً، وإنما شعرا ثوريّاً تقدّميّاً عرف الشاعر كيف يوظّف الرّموزَ والإشارات والاصطلاحات الباطنيّة في خدمة إنسانه وقضيّتخ."

إبداعات سميح القاسم في النثر:
وخاض سميح القاسم تجربة الكتابة خارج اللحظة الشعرية، فترجم العديد من القصائد من العبرية والانكليزية إلى اللغة العربية، وكتب المسرحية القصيرة  والمسرحية  الطويلة، وكتب الرواية والدراسة والمقالة واستحدث ما عرّفه بالكولاج والليزر.

1- في المسرح كتب سميح القاسم عدّة مسرحيات قصيرة تناول فيها العلاقات العربية اليهودية في البلاد، وكانت مسرحية (قرقاش، 1970) المتميّزة التي أعيدت طباعتها مرّات وعُرضت على المسارح في العالم العاربي، والتي قال عنها الباحث من قسم اللغة العربية في جامعة حيفا الدكتور رؤوبين سنير: "مسرحية قرقاش ليست فقط من بواكير المسرح الفلسطيني الحديث في مهده، بل تُشكّل كذلك حجر الأساس في المسرح السياسي الذي يحتل منذ السبعينات مكانة مرموقة في الثقافة الفلسطينية المتفرّدة المتغيّرة، ولقد كُتبت المسرحيّة على خلفيّة إعادة توحيد كل فصائل الشعب الفلسطيني عقب حرب الأيّام الستّة، والمحنة الشخصيّة للكاتب نفسه، حيث زُجّ به في السجون الإسرائيليّة، ومنعت الرقابة تداول مؤلّفاته". ويرى سنير أن سميح القاسم بالرغم من استخدامه في قرقاش لاستراتيجيّة القناع، واستغلاله للتراث الأخروي الإسلاميّ ونموذج "العالم المقلوب"، إلاّ أنّه لا ينسى بأنّه يؤلّف مسرحا عصريّا."(19)

2- في التوثيق وإدانة الآخر اهتم سميح القاسم أن يتصدّى للمواقف المُعادية للعرب التي تنشرها وسائل الإعلام اليهودية، ويطرحها العديد من السّاسة ورجال الفكر، وذلك بكتابه (من فمك أُدينك، 1974) حيث عرض فيه العديد من المواقف والآراء والممارسات المعادية للعرب وردّ عليها.  كما وأصدر مع صليبا خميس (الكتاب الأسود، 1976) وهو كتاب توثيقي عن أحداث يوم الأرض. ومع الدكتور إميل توما الكتاب التّوثيقي (الكتاب الأسود- المؤتمر المحظور، 1981).

3- في الكتابة الروائيّة كتب سميح القاسم رواية نثرية عرّفها بحكاية أوتوبيوغرافيّة عام 1977 (إلى الجحيم أيّها الليلك) تحكي قصّة الشاب الفلسطيني الباقي على تراب وطنه لا يعاني من تأنيب الضمير كسعيد بطل متشائل إميل حبيبي، وإنما يحمل التركة الثقيلة التي كانت من نصيبه وخلّفَها له الآخرون، فسارع ليقبل التحدّي والرفض ويُعلنها ثورة لصنع المستحيل. وفي الليلك كان سميح القاسم أوّل مَن تلاعب بتوزيع الحروف التي تزخر بالإيحاءات وبالأعداد، كما أنّه يقوم بمحاولة لإنتاج عمل أدبي متميز يحمل المنهج الصوفيّ الإسلامي بأداة سرياليّة مع المحافظة على المضمون الثوري الإنساني. وهو بهذا العمل يحطّم القوالب المتَعارَف عليها في عالم الأدب، ويسعى لبدء منهج جديد، تذوب فيه الفوارق بين مختلف جوانب الأدب، وتندمج القصيدة والقصّة والمقالة في تشكيل فنيّ واحد. ويرى الناقد السوري نبيل سليمان: "أنّ الليلك عمل روائيّ بالغ الشفافيّة، وأنّ العناصر الأوتوبيوغرافيّة والترميزيّة والزمانيّة والدلالات التاريخيّة تتماهى في نسيج فنيّ خاص، فيه من رهافة الشعر وبساطة الحكاية وسحر الأسطورة وتناغم الرواية."(20)

والليلك التي أرادها صاحبها سيرة ذاتيّة صادقة، "كانت أوّل وثيقة أدبيّة صادقة وشاملة للعلاقات بين الشعبين العربي واليهودي في هذه البلاد، وصورة أمينة لعقلية المضلّلين من الشعب اليهودي. كما أنها كانت الوثيقة الممتازة للصراع المبدئي الفكري بين شعبي هذه البلاد. وقد استطاع سميح القاسم أن ينقل الصراع العربي الإسرائيلي من إطاره السطحي العاميّ اليوميّ إلى المستوى الفكري العميق الواعي. وقد اختار في الليلك أسلوب الدوائر المتداخلة المتكاملة المتتابعة والمتولّدة من بعضها البعض، ونجح في المحافظة على الرابط الإنساني الواعي بين هذه الدوائر المتداخلة منذ الكلمات الأولى حتى الأخيرة." (21)

وكتب سميح القاسم حكاية (الصورة الأخيرة في الألبوم، 1980) تحدّث فيها عن فترة المواجهة الحادّة ما بين رجال المقاومة الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وأثَرَ ذلك على العلاقات العربية اليهودية في البلاد من خلال قصّة حبّ بين شاب عربي وفتاة يهودية والدها ضابط كبير في الجيش.

ثم كانت حكايته الأوتوبيوغرافيّة "ملعقة سمّ صغيرة ثلاث مرّات يوميّاً"(2011) وهو في الواقع يؤرّخ لحقبة من تاريخ الشعب العربي الفلسطيني داخل حدود دولة إسرائيل سنوات الستينات والسبعينات من القرن العشرين، وقد اعتمد في حكايته أسلوبَ السّرد والتّتابع الخطّي لمسيرة الحياة مع قفزات زمنيّة ومَكانيّة متجاوزا اليوميّات العاديّة التي لا تُحْسَب في حياة واحدنا.(نبيه القاسم. مجلة الكلمة العدد 55 نوفمبر 2011).

وأخيرا سيرة حياته الكبيرة " إنّها مجرّد منفضة" (2011) التي يروي فيها بأسلوب مميّز ولغة أخّاذة رشيقة الكثيرَ من قصص حياته الخاصّة والعامّة.

4- في الرسالة الادبية وكان إصدار كتاب (الرسائل، 1989) وهي الرسائل المُتبادلة بينه وبين الشاعر محمود درويش على صفحات مجلة اليوم السابع التي كانت تصدر في باريس الحَدَث الثقافي والأدبي المهم في حينه، حيث لاقت هذه الرسائل الاهتمام الكبير من القراء والنقّاد، وتُرجمت للعديد من اللغات. وتميّزت بتلك الحميميّة والبَوح والتّسجيل وتبادل الآراء والمواقف والأحلام والآمال والأحزان والدموع والرغبات والقَفَشات بلغة نثرية شاعريّة تأخذ قارئها بسحرها وإيقاعها وجماليّتها وبَساطتها المُمتنعة.

5- في الدراسة التراثيةّ واهتم سميح القاسم بتأكيد عُمق تجذّر الشعب العربي الفلسطيني بتراب فلسطين، وأنّه شعب صاحب حضارة لم تتوقّف عن العطاء والتجديد والتطوّر، وذلك من خلال كتاب (مَطالع من أنثولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام، 1990) تناول فيه حياة وشعر العديد من الشعراء الفلسطينيين على مَدار ألف عام مستشهدا بقصائد مختارة لكلّ منهم. ويقول الناقد أنطوان شلحت: "إنّ ما فعله سميح القاسم ليس مجرّد تجميع وقائع ونتاجات وذكريات، بل أنّ المادّة المجموعة معا تُشكّل موضوع مَعرفة يرى إلى العلائق بأحداث قبلها أو أحداث بعدها أو أحداث حولها وقد تحرّكت ضمن مسياريّة تتطابق مع ما يطلع من الماضي وما سيأتي من المستقبل."(22) وألحقه بكتاب (الراحلون، 1991) الذي وثّق فيه لتسعة من الشعراء الفلسطينيين الذين عاشوا معنا، وعرفناهم وفقدناهم وهم: خليل حسني الأيوبي، جميل لبيب الخوري، مؤيد إبراهيم، إبراهيم بحوث، عصام العباسي، حبيب شويري، راشد حسين، فوزي عبد الله، هايل عساقلة.

وكان كتابه (رماد الوردة دخان الأغنية، 1990) عن ذكرياته مع الشاعر راشد حسين ورسائله المُتبادلة معه.

6- في الإبداع النثري وفاجأ سميح القاسم قرّاءه بكتاب (الإدراك، 2000) الذي اتّسم بعمق الأفكار التي طرحها فيه والتميّز الذي تعوّدناه من الشاعر مع كلّ إصدار جديد. وتقول الدكتورة كوثر جابر: "كتاب الإدراك كتاب اجتماعيّ- فلسفيّ - دينيّ، يضمّ عشرة أسس للإدراك. وقيمة الكتاب تتجلّى في أنّه نصّ يستوعبُ عدّة أنواع أدبيّة كلاسيكيّة رئيسة في اللغة يوحّدها طابع مشتَرَك للشكل والمضمون، الهدف فيها اجتماعيّ تنويريّ تثويريّ تغييريّ، والأداء إسلاميّ كلاسيكيّ دينيّ. وبعبارة أخرى إنّ قيمة الكتاب تتجلّى في التوثيق البارع ما بين التراث والتجديد بحيث أنّه يُجنّد الوعي الأصوليّ في أفكار عصريّة، ولذلك حقّق البُعْد الأممي ّوالعالميّ."(23)

7- الليزر وقد استحدثها سميح القاسم، وكان يختتم بها مقالته الأسبوعية، ويهدف من ليزره أن يكون سهمه القاتل والمُفجّر للهدف الذي يُصوّبه نحوه مثل:" النظام الدكتاتوري، قد يَبني التماثيل في الوطن، لكنه يهدم الإنسان في المواطن." (24) و "الذكاء المفرط يظلّ أقلّ خطورة من الغباء المفرط."(25)

8- الكولاج وكتب الشاعر سميح القاسم الكولاج  وهي مقطوعات تتراوح بين الشعر والنثر والخبَر والصورة، كانت نوعا أدبيّا جديدا في الأدب العربي الحديث مثل:

 لا فينوس. لا تموزَ. ولا إفروديتَ

ولا نرسيسَ. ولا سيزيفَ. ولا عشتارْ

هذا زمنُ ستار أكاديمي

والهامبورغر والكوكاكولا والبمبرز واللبتون

والسوبر ستارْ

الويلُ لنا والويل لكُمْ

دبليو. دبليو. إس. أو. إس. دوت. كومْ..(26)

وقد أصدر الشاعر حتى الآن ثلاث مجموعات من "كولاج"، كولاج 1(1983) وكولاج2 (2009) وكولاج3 (2012).

ويقول الناقد عابد إسماعيل في تناوله لكولاج3 "ينكفئ سميح القاسم إلى عالمه الدّاخليّ، ليدوّنَ ومضات حارّة، تُلامسُ شغاف الوجدان. وتتغلغل في حنايا الشّعور، مستبطنة التوتّر الدّاخليّ في أقصى درجاته، من دون التضحية بالسّلاسة التي تتجلّى في دَفْق شعريّ لا يهدأ أو يتقهقر، بل يطرح أسئلة حول ماهيّة الأنا التي وجدت نفسَها. فجأة، عزلاء، وحيدة، في عالم ينهارُ ويتداعى، وقد يكونُ هذا القلق الفاوستي سببا في اختيار الكولاج شكلا فنيّا للقصائد، يتماوج ويرتعش، مؤتلفا مع تموّجات وارتعاشات الذّات الحالمة، فجاء الشعر مُباغتا وصادما، مُشرعا على غنائيّة قاتمة، لا تخلو من جرأة وأمل، فالشاعر لا يكتبُ عن بداية أو نهاية، بل يُعاينُ صرخة روحه في مدى مكفهرّ بالغياب" (جريدة الحياة، لندن 26 مارس 2012).

9- في نقد الواقع وكان كتابه النثري الأخير (لا توقظوا الفتنة، 2009) حيث عرض فيه موقفه من مختلف القضايا والمشاكل والفتن التي يتعرض لها مجتمعنا العربي في البلاد وفي العالم.

تفجّر التجربة الشعرية وانطلاقها من الذات إلى العام

استمرّت إبداعات سميح القاسم الشعريّة، فصدرت مجموعة (أُخذة الأميرة يبوس، 1990)، ومجموعة (الكتب السبعة، 1994) عن دار الجديد في بيروت، وقد استقبلها النقّاد في العالم العربي بالدراسات النقديّة العديدة، يقول الناقد أحمد زين الدين: "ينعي الشاعر سميح القاسم في "الكتب السبعة" اللحظة العربية المُثقلة بالمرارة والفجائعيّة والضعف والعجز، وتتوارى التضاريس الفلسطينية مكانا وزمانا محدودين، وتغيب اسما وعينا، لتحضر روحا، وتتوهّج خلفيّة للقصيدة. تتسع تجربة القاسم الشعرية وتتعدد أصواتها وأنغامها وفضاءاتها. بيد أنّ هذا التعدّد لا يُلغي وحدانية الشاعر وفرديّته، بل إنّ هذه الفرديّة تغتني بهذه التعدديّة، ويلتحم الزمن الشخصي بالزمن العام، والصوت المنفرد بالصوت السمفونيّ. وتتآزر الصور والدلالات المتفرّقة حول المعنى المتبدّل أبدا، والذي يحمل في داخله جدَليّة موته وحياته، وتحوّلاته إذ لا تكلّ عن الدوَران والتقلّب."(27)

فراشة ماء على وردة النار

فلنطمئن

فراشة نار على وردة الماء

فلنطمئن

فراشة ماء ونار

على وردة الماء والنار

فليكن الله في عوننا.(28)

وقالت الناقدة إيفانا مرشليان: "يوظّف سميح القاسم في هذه الرواية الشعرية الصوفيّة فكرا ولغة. وبأسلوب جديد في الشعر، وفيها استعارة لأحد أبرز مفكري الإسلام. الصحابي أبي ذر الغفاري. حيث تبرز شخصيّته ببعدها السياسي والاجتماعي كأوّل اشتراكيّ عربي. ولا شكّ أنّ هذا العمل الشعري هو بداية مرحلة جديدة في عطاء سميح القاسم."(29)

وقد وصفه الشاعر محمود درويش بأنّه "الردّ على المشكّكين في قُدرة شعر المقاومة الفلسطينيّة على الاستمرار والتجدّد."(30)  وقال الشاعر أحمد دحبور: "إنّ هذا الشعر يُذكّرنا، على نحو ما، بلغة المتصوّفة، يحمل في مورفولوجيّته (في بنيته وأشكاله وتصريفاته) دعواه ورسالته.(31) ومجموعة (أرض مُراوغة، حرير كاسد لا بأس، 1995)، وسربية (خذلتني الصحارى، 1998)، التي يذكر فيها الكثير من الهموم التي كانت تؤرّقه وذكرها في قصائد الحماسة.

 ويقول الدكتور إبراهيم طه: "حتى عنوان السربيّة هو نذير شؤم، فما زال هناك خاذل يَخذِل، وهم سلاطين العرب أوّلا وقبل كلّ شيء، وما زال هناك مخذول يُخْذَل، وهم شعب فلسطين، وما زالت الصحارى تنذر بالنهاية، وهي كناية عن أمّة العرب. وقد كنّى عنها بالصحارى بجامع العلاقة المكانية، فالصحراء منشأ العروبة، وهي التي قال عنها الشاعر "يا التي رملها من خلاياي".(32)

وسربية (كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه، 2000)، التي قال عنها الناقد الدكتور عبد الواحد لؤلؤة: "إنّها مفارقة ساخرة بامتياز، بأجواء سياسيّة بامتياز، في إطار فلسطينيّ. ويتماهى الشاعر مع شخصيّة مأساويّة، محيّرة محتارة، يرى فيها مأساة الإنسان الفلسطيني، هي هاملت أمير الدانمارك. وتكون المراوحة بين صورة هاملت وهمومه وبين صورة الفلسطيني المعاصر وهمومه. ويكون التماهي بين الاثنين تجسيدا لمفارقة الميّت/ الحيّ، الفقيد "الغائب" الذي يحضر لمخاطبة الحاضرين /الغائبين."(33)

ويعتبر الشاعر محمد علي شمس الدين هذه السّربيّة أهمّ سربيّات سميح القاسم حيث فيها "يقوم بإسقاط تراجيديا "هاملت" لشيكسبير التي كتبها في العام 1602م، على الواقع الفلسطيني الرّاهن، متّكئا على أشهر جملة قالها هاملت وهو يُناجي نفسَه: أنْ نكون أو لا نكون، هي تلك المسألة". ويرى أنّ مسرح قصيدة سميح القاسم يضجّ بمسرحين معا، المسرح الشيكسبيري والمسرح الفلسطيني. والقصيدة تأتي بصيغة المناجاة، أكثر ممّا هي سَرْدٌ للأحداث. وقد استعمل فيها القاسم مثلما استعمل شكسبير، أداته المفضّلة: المسرحيّة داخل المسرحيّة، ويبدأها بخطاب يُوجّهه إلى أصدقائه، مُستعيراً من هاملت شخصَه وعباراته:

"لموتي وموتِ أبي ما يشاءُ الرّواةُ الثّقاتُ التّقاةُ

وفي عُرسِ أمّي

وضوحٌ شديدٌ

أرى شبحاً في الظلام، أُخاطبُهُ لا يردّ" (كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه ص9)

ويمسك القاسم في قصيدته بأشباح هاملت وآلام هاملت، ليصرّح في ثنايا القصيدة، مستعملا لعبة المرايا:

"أنا هملتُ العربيُّ اشهدوني

أدرّبُ عقلي على أحجيات الجنونِ

أبي مَيْتٌ لا يموتُ

وأمّي أمّي

ومُلكيَ نَهْبٌ لعمّي" (كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه ص53)

ويخلص محمد علي شمس الدين في قوله: إنّ عالم سميح القاسم الشعري، وقصائده، وتفاصيلها وجوهرها، تدور في فلك مُقايضة الدّم بالدّم، والموت بالموت، والانتقام بالانتقام، أكثر ممّا تدور في فلكِ المصالحات.. وهو ما يُميّزه، بحدّة في خارطة الشعر الفلسطيني بخاصّة، والعربيّ بعامّة على الرغم من أنّ ثمّةَ نبضا إنسانيّا رهيفا لا يُفارقه في جميع قصائده.. إنّ فيها شيئا يخصّ الرّوح" (مجلة العربي عدد 652 مارس 2013)

وصدرت مجموعة (سأخرج من صورتي ذات يوم، 2000)، ومجموعة "الممثّل، 2000)، و(ملك أتلانتس وسربيّات أخرى، 2003)، التي قدّم لها الناقد د. عبد الكريم حسن بقوله: "وحتى عندما ينحسر الرّمز، وتطغى المباشرة، فإنّ النصّ يقتربُ من القارئ دون أن يتخلّى عن فنّيته أو تصويره الفنيّ. وهنا تتقلّص المُباشرةُ إلى حوارات "motifs" تنتشرُ على "الكانفا" ممّا يُبعد النصّ عن القارئ لكن ليس إلى الحدّ الذي يغتربَ القارئ عن النصّ، فالعالم الذي يستقي منه سميح القاسم دلالاته ورموزه وصورَه عالم يألفه الفلسطيني العاديّ.. الفلسطيني المقهور، ينضح منه، يتعايش مع معطياته." (34)

وصدرت سربية (عجائب قانا الجديدة، 2006) على أثر الحرب الإسرائيليّة على لبنان في عام 2006 وتصدّي المقاومة اللبنانية للعدوان. ثم مجموعة (مقدّمة ابن محمد لرؤى نوسترا سميح داموس، 2006)، التي وصفها الدكتور إبراهيم طه: "بأنّها في محصّلتها العامّة نصّ شعريّ واحد متضخّم (Hepertext) في منظومة تناصّاته العديدة وإحالاته وإشاراته السّريعة إلى محطّات بارزة في الموروث الثقافيّ العربيّ والإسلاميّ والحضاريّ العالميّ. ولعلّ المنظومة التناصيّة التي تنبني على أساسها هذه المجموعة تقوم أوّل ما تقوم على قائمتين اثنتين:

1- علاقات حواريّة كبرى مع تنبؤات نوستراداموس.

2- علاقات حواريّة صغرى من إحالات إلى القرآن الكريم وإشارات إلى الموروث الحضاريّ بصفة عامّة.

كان أقصى ما يطمح إليه نوستراداموس في تنبؤاته هو دقّ ناقوس الخطر المُحدق بالبشر، ولقد خاف سميح القاسم من خوف الناس وارتكانهم إلى السراب والزّيف والهلع كاستراتيجيّة دفاعية وتعلّقهم بقشّة نوستراداموس ، فعاد إلى نوستراداموس واخترقه في وسطه تماما وحطّم الخَرابَ المعشّش في جوانب تنبؤاته، ونقل الكرة من ملعب الغيب إلى ملعب الحاضر المقدّس، وحوّل تنبؤاته التي تحرق كلّ بقعة خضراء إلى رؤى دافئة تبعث الإنسان في الإنسان."(35)

رؤيا رؤى نوستراسميحداموس،

على متاهة الزمان والمكانْ

ينتصر الله على الشيطانْ

ويبعثُ الإنسانُ في الإنسانْ

ويولدُ الإنسان  للإنسانْ

ويفرحُ الإنسانُ بالإنسانْ (36)

سميح القاسم والمعلقات التي تتغنّى بأمجاد الشعوب العربية وتنعي واقعَها:
وكانت مجموعة (بغداد، 2008) التي تضم القصائد الطويلة التي جاءت على عامود الشعر القديم، قصائد طويلة خصّص بعضَها لبعض الدول العربية وعواصمها مثل: بغداد، القصيدة الجزائرية، القصيدة الشّاميّة، القصيدة العُمانيّة، القصيدة اللبنانيّة، مصر، القصيدة العَمّانية، القصيدة القيروانية، القصيدة الإربديّة. إضافة إلى قصائد في رثاء الرئيس حافظ الأسد، والرئيس ياسر عرفات، والفنان إسماعيل شموط، وفي أمير الشعراء أحمد شوقي. وقد تناول الباحث الناقد العراقي د. خير الله سعيد القصيدة البغدادية بالشرح والتحليل مُطلقا عليها اسم "بغداد مُعلقة سميح القاسم المُعاصرة" وقال: "ارتأينا أن نقرأها من زوايا مختلفة، بُغية تسليط الضوء عليها، وإبراز جواهر معانيها، وعُمق استنباطات قائلها، باعتبارها واحدة من معلّقات هذا القرن (ق21) بكلّ ما تحمله كلمة "معلقة" من مضامين معرفيّة، إضافة إلى كون القصيدة تُبرز مسؤوليّة الشاعر إزاء ما يحدث حوله من أمور جسام، تُحرّك فيه وازع الإبداع ووازع الموقف، فيصبح فاعلا ومُنفعلا، في لُجّة الأحداث، وبالتالي يُعلن صوتَه القومي، ومن ثمّ رفضَه المُطلق لكل محاولة تريد تكميم كلمته في هذا العصر، عصر العولمة الأمريكية، والإذلال العربي والسكوت المُطلق، لأنّه يَعي معنى الموقف ومعنى الكلمة."(37(

ويقول الدكتور إبراهيم طه: "كيف يُمكن أن يستوعبَ سميح القاسم الحالة البغداديّة العبّاسيّة، بقدّها وقديدها، في معلّقته دون أن يلجأ إلى شكل القصيدة العبّاسيّة ورصانتها اللغويّة والبلاغيّة؟ إذا، الحاجة إلى توظيف بغداد كحالة حضاريّة ليُسقطها على حالنا المعاصر ألجأته إلى بحور الخليل بن أحمد ورصانة الشعر العباسي بلغته وبلاغته. لم تكن بغداد ولا بحور الخليل، ولا رصانة الشعر العباسي في هذه المعلّقة شكلا آليّا. إنّما كانت ضرورة جماليّة في المقام الأول". (38(

صدمة غياب محمود درويش:
وكان موت الشاعر محمود درويش المفاجئ حدثا هزّ سميح القاسم من الأعماق وكانت قصيدته المتفجرة حزنا وألما على صديق العمر ورفيق الطريق ونصف البرتقالة.

ولولا اعتصامي بحبلٍ من الله يدنو سريعا. ولكنْ ببطءٍ ..

لَكنتُ زجرتُك: خُذْني معكْ

وخُذْني معَكْ

خُذْني معًكْ..(39(

ثم كانت " كلمة الرثاء الغاضبة المفجرة الحارقة التي ألقاها يوم تشييع الشاعر محمود درويش في رام الله. (بلا بنفسج، 2008(. وظلّ غياب محمود يؤرّق سميح، ويستحضره في خلواته ويبكيه بحرقة، ويُحاوره ويستعيد معه ما كان بينهما من تبادل الشعر والنثر. وكانت أجمل القصائد وأجمل الكلمات في كتاب (مُكالمة شخصيّة جدا، 2009). حيث ضم قصائد ورسائل لكل من سميح ومحمود.

وكانت سربية (أنا متأسّف، 2009)، الردّ السّريع على عدوان الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة عام 2008 حيث يجتهد في جعل الإنسان اليهودي يُواجه نفسَه ويُحاكم نفسه، وينكشف على حقيقته أمام إنسانيّة الإنسان الفلسطيني. وقال الناقد أحمد عمر زعبار:

"في هذا الديوان (أنا متأسف) يُدافع سميح القاسم عن إنسانيته، عن دمعته وعن صموده، عن حقّه في الوجود ويدافع عن روح الإنسان."(40) ديوان أنا متأسف قصيدة طويلة تُشبه الملحمة وتعتمد أساسا علي صعود وهبوط التداعيات الوجدانية. ويستفيد القاسم من قدرته علي استنباط إيقاع موسيقي جليّ ومتناسق يتصاعد مع وتيرة الحدث ولا تنخفض حركته إلا بانخفاض حركة الحدَث نفسه، ثم يعاودان الصعود والنزول في وحدة غير قابلة للانفصال، ويستفيد الشاعر أيضا من خبرته وتمكنه من اللغة، فلغة سميح القاسم مشحونة بدلالات الواقع، تخلق صورة مكثفة في جماليتها الشعرية، صورة مستمدة من الواقع ومُعبّرة عنه ومُتجاوزة لجموده، وهي لغة تشتبك فيها المأساة بالملحمة، المُباشر بالرمزي والحاضر بالرؤية والواقع بالأمل. وصور سميح القاسم الشعرية تتشكّل من لغة تُبدع رمزَها الواقعي من خلال إيحائها الغامر الناتج عن تفجير ما في مفردات اللغة من معني ورؤى إذ تصبح للكلمة من خلال علاقاتها بما قبلها وما بعدها أكثر من معني وأكثر من دلالة، وهي مع ذلك صور شعرية تعتمد الرؤية الواضحة بعيدا عن كل ضجيج لفظي خطابي رنّان."(40)

وصدرت عن بيت الشعر في رام الله في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية مجموعة (كتاب القدس، 2009)، ثم صدرت مجموعة "حزام الورد الناسف، 2009) التي تضم قصائد غزلية حميميّة دافئة. وبعدها صدرت أوبريت (الجدران، 2010). وصدرت عن مؤسسة الأسوار في عكا باقة مختارة من قصائد سميح القاسم المشهورة باسم "منتصب القامة أمشي" (2011). وأصدرت له وزارة الثقافة الأردنيّة في العاصمة الأردنيّة عمّان مجموعة شعريّة باسم "هيرمافروديتوس" (2013). وحول هذه المجموعة يقول الناقد عمر شبانة:" في مجموعته الشعرية ثمّة عشر قصائد متنوّعة بين شعر العمود الكلاسيكي والتفعيلة. تغلب عليها – كما هي العادة في شعر سميح القاسم – لغة التمرّد والرّفض والثورة ومواجهة الطغاة والمحتلين. وتُبشّر بالفجر الآتي والعودة. وبعد إسهابه في تحليل قصائد المجموعة، وخاصة قصيدة "هيرمافروديتوس" يقول: "يشتغل القاسم على ثيمة الإنسان الفلسطيني الذي يُراد له أن يكون هجيناً، بهويّة مزدوجة، مستعيراً الكائن الأسطوري المتشكّل من كائنين وكيانين ميثولوجيين، هيروميس وأفروديت، ليولد بجنس مزدوج، الذكر والأنثى في آن واحد، فإلى أيّ حدّ يُمكن أنْ يعيش هذا الكائن حياة طبيعيّة؟".

وينهي عمر شبانة كلامَه ملخّصا "قصائد سميح القاسم تحفرُ في الفضاء، بتنويع في اللغة والصّور والتّفاصيل، لا تتوخّى الإعجاز، وتذهبُ ببساطة إلى "مقولتها" \، لكن هذه المقولة تتوالدُ في بنية مفتوحة على الواقع بقدر انفتاحها على الأسطورة  ومحمولاتها، ومن دون أيّ تعقيدات تُذكَر، سوى الحاجة للعودة إلى مدلولات هذه الأسطورة في بناء قصيدة القاسم، ومدى ارتباطها بواقع مُعيَّن."(جريدة الحياة 5/1/2013).

وقد قام الشاعر، في سنة 2012، بإصدار عدّة مجموعات شعريّة، أعدّها واختارها من قصائده التي لم تصدر في مجموعة والموزّعة في الكثير من الصحف والمجلات والملفّات الخاصّة:

1- سربية "هواجس لطقوس الأحفاد" وفيها كما يقول الشاعر محمد علي شمس الدين يكتب سميح القاسم ديوانا بكامله بصيغة قصيدة واحدة طويلة بنبض إنسانيّ متأمل وهادئ. (مجلة العربي، عدد 652 مارس 2013).

2- مجموعة "كولاج3".

3- غوانتانامو

4- العنقاء.

5- بغض النّظر.

وأصدر في عام 2013:

1- أناشيد ملكة الحمام وقصائد أخرى مترجمة من الشعر العبري.

2- نقطة سطر جديد (نثر).

3- ليزر. (أفكار ورؤى).

يُمكننا تلخيص تجربة الشاعر سميح القاسم بكلمات الناقد إيليا الحاوي: "إنّ الصفة الغالبة على تجربة سميح القاسم هي أنّه يتنكّبُ عن الجزئيّات والأحداث إلى التجربة التأمّليّة التي لا يزال يُحدّق فيها بواقعه ويتفكّر فيه، مُستطلعا منه الأفكار، مُعاينا لحالات التمرّد، وكأنها نوع من المطاف النهائي لخواطره يخلص إليها كنتيجة حتميّة لسنّة الحقيقة والحريّة في الوجود. فالثورة تنبجس في شعره من أعماق البؤس وواقع الذلّ، إنّها أشبه بردّة وانتفاضة."(41)

 وبقول الناقد الياس شاكر: "نجد في معظم قصائد سميح القاسم ذلك الرجوع إلى الماضي والانطلاق منه مع حركة التاريخ إلى المستقبل، في رؤيا أسطوريّة يرى فيها عروبته وإنسانيته، ويرى المستقبل فردوسا أرضيّا من تكوين يديه."(42) وبكلمات الشاعر فاروق شوشة: "انطلاقا من التفاصيل الصغيرة تأخذ الدلالة العامة جوّها المتوهج وكثافتها الضاغطة، وهي دائما السمة الرئيسيّة في شعر سميح القاسم."(43) وقول الدكتور عبد الرحمن ياغي: "صُوَر الشاعر سميح القاسم كلّها مَلاحم، وقد أصبح أبرع مَن ينتفع بالأطر الأسطوريّة والإشارات التاريخيّة، والصور المتشابكة كأنها غابة ملتفة."(44) وقول الناقد حبيب صادق: "لسميح القاسم وجه له فَرادة النبوّة، فهو من النّقاء والشفافيّة بحيث تقرأ فيه قرارات الجراح الغائرات، وتلمس صوت الحلم الجنينيّ. ثمّ فوق ذلك الكلمة – الرسالة المُتجسّدة أبدا في ممارسة متحديّة بجسارة وعنفوان."(45) وقول الناقد شوقي خميس: "في قصيدة سميح القاسم أكثر من صوت وأكثر من أسلوب في التعبير، ولكن التنوّع يخدم التجربة ويزيدها قوّة وعُمقا، فهي تجربة إنسانيّة حيّة متشابكة تحتوي الوعي والحبّ والتمرّد والثورة والميلاد والموت."(46) وقول الشاعر محمد علي شمس الدين: "سميح القاسم جاء إلى الشعر، أو جاء الشعر إليه على صورة صوت هو الأكثر جرحا وغضباً في الشعر الفلسطيني والشعر العربي الحديث، على العموم.. صوت لا يمكن أن نخطئه أبداً، من أوّل حرف كتبه في قصائده الأولى (مواكب الشمس 1958، أغاني الدروب 1964، دمي على كفّي 1967، دخان البراكين1968) حتى آخر حرف وقّعه بدمه، في مجموعته الأخيرة (كولاج3 العام 2012) (مجلة العربي عدد652 مارس 2013). وأخيرا بقول الشاعر محمود درويش: "لقد نسف سميح القاسم ما يُروّج عن الشعر من أنّه لا ينبت إلاّ من الحرمان والتشرّد والأغلال والأحزان، ويعجز عن الفرح إذا ما وُجد ما يسبّب الفرح." (47)

أخيرا:

قصدتُ في هذه الدراسة أن أستعرض في البداية حياة سميح القاسم، وما كان للأجواء المختلفة التي عاشها من أثر على تبلور شخصيته وأفكاره ومواقفه، ومن ثم انطلاق إبداعه المتميّز. ثم عمدت إلى استعراض إبداعاته الشعرية حتى أواسط الثمانينات من القرن العشرين لما تُمثّله هذه الإبداعات من تميّز وتفرّد وتنوّع في شعر سميح القاسم. ووجدت أن أتوقّف عند إبداعاته النثرية المتنوعة والرائدة التي شملت مختلف نواحي الإبداع النثري التي قدّم فيها خلاصة أفكاره ومواقفه. ومن ثم تابعت في تقديم إبداعاته الشعرية،  وإبراز عُمق التجربة الشعرية، وتفرّد الإبداع الخَلاّق، وتمكّن الشاعر من الإمساك بمفردات اللغة وجماليّاتها، وتطويعه للمفردة، وقدرته على التلاعب بالمفردات والصور، ومزج الكلمات من لغات مختلفة في جملة واحدة مُتناسقة مُتكاملة، مُستشهدا بمقولات لنُقّاد وشعراء ومُبدعين لهم مكانتهم في عالم النقد والإبداع.

وأختتم دراستي بالتأكيد على أنّ رحلة الشاعر سميح القاسم الإبداعيّة، كانت ولا تزال، رحلة اكتشاف وخَلق، لا تعرفُ الاكتفاء والرّاحة، رحلة قلق وإلحاح على الجديد. ولأنّ رحلة الآلام طويلة، وكثيرا ما تُصادفه خلالها النكساتُ والنكباتُ والانحرافاتُ والخياناتُ التي تلمّ بشعبه وأمّته، فإنّنا كثيرا ما نُواجهه في حالة من الدون كيشوتيّة يُواجه العالم بأكمله، مُتحدّيا، صارخا، شاتما، قاذفا إيّاه بكل ما تحملُ يداه، مؤكّدا على صموده وتحدّيه، ومُصرّا على أنّه لا يستأذنُ أحدا، وأنّ الإنسان نصف الإله، وفي كثير من الحالات يُعلنُها صريحة أنّه الإله الواحد الأحد القادر على كلّ شيء، فيبوّل على العالم من قمّة الجبل الأعلى، ويقذفه بقنبلة تمحوه، ويصرخ: كُن. فيكون.

ولتكن كلمات الشاعر سميح القاسم التي نختتم بها الكلام:

رسولٌ على جبلٍ

غادرته القبائلْ

وحيدٌا

بعيدٌا

وضلّتْ على شَفَتيْه الصلاةُ

وأهوَتْ على قدمَيْه الرسائلْ(48)

 

الإشارات

1- السياري، مبروك . المَنزع الواقعي في شعر سميح القاسم. جريدة " "الحرية " تونس 2009

2- الصكر، حاتم محمد. "مراثي سميح القاسم." الآداب (بيروت) السنة 22، عدد 8  (أغسطس، 1974) ص 61-62.

3- القاسم، سميح. مراثي سميح القاسم. منشورات الأسوار. عكا 1978. صI

4- يونس، جمال. لغة الشّعر عند سميح القاسم، أطروحة ماجستير قدّمت إلى جامعة اليرموك، كليّة الدراسات العليا، دائرة اللغة العربية وآدابها.

5- القاسم، سميح.  الأعمال الناجزة (7 مجلدات). دار الهدى. المجلد السابع ص175-189 القدس 1991

6- شلحت، أنطوان (محرِّر). سميح القاسم من الغضب الثوري إلى النبوءَة الثورية، عكا: الأسوار، ط.2،ص 77-83 ،1989

7- القاسم، نبيه. سبحة لسجلات سميح القاسم.  الكلمة     السنة الثالثة   العدد 30 يونيو  2009   * لندن 

8- عرايدي، نعيم. مسيرة الإبداع: دراسات نقديّة وتحليليّة في الأدب الفلسطيني المعاصر، شفاعمرو: ص57-58 مطبعة دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر، 1988.

9- القاسم، سميح. سربية الصحراء. منشورات الأسوار. عكا 1984. ص104

10- القاسم، سميح. شخص غير مرغوب فيه. دار العماد للطباعة والنشر. دالية الكرمل 1986. ص123

11- شلحت، أنطوان.  سميح القاسم من الغضب الثوري إلى النبوءَة الثورية، عكا: الأسوار، ط.2،ص 27-38 ،1989

12- دكروب، محمد. لقاء مع سميح القاسم: حياتي وقضيّتي وشعري. مجلة الطريق. كانون الأول 1968. بيروت.

13- عقل، عبد اللطيف. إلهي إلهي.. لماذا قتلتني.. ملاحظات شاهد عيان على مذبحة تاريخيّة. ملحق كل العرب 10/9/1993

14- القاسم، نبيه. لا أستأذن أحدا ورحلة سميح القاسم الإبداعية. مجلة أدب ونقد. العدد 47، 1989القاهرة

15- القاسم، سميح. لا أستأذن احدا. رياض الريس للكتب والنشر. لندن 1988 ص19

16- المصدر السابق ص31

17- المصدر السابق ص111

18- القاسم، نبيه. سبحة لسجلات سميح القاسم.  الكلمة     السنة الثالثة   العدد 30 يونيو  2009   * لندن

19- سنير، رؤوبين سنير. مجلة: همزراح هحداش (الشرق الجديد) مج. 35 (1993) ص 129-147،

20- سليمان، نبيل. وَعْي الذات والعالم: دراسات في الرّواية العربيّة، اللاذقيّة: دار الحوار، 1985، ص 71-96.

21- القاسم، نبيه . دراسات في القصة المحلية. "إلى الجحيم أيّها الليلك" والرؤية الثورية الإنسانية". عكا. الأسوار ص 57-85، ط1، 1979

22- شلحت، أنطوان. البحث في الجذور- أدب يقول التاريخ. جريدة الإتحاد، 15/6/1990

23- جابر، كوثر. الإستدراك في كتاب الإدراك. ضمن كتاب "هوميروس من الصحراء" إعداد سهيل كيوان. مؤسسة الأسوار، عكا. ط1، ص53-89

24- ملحق جريدة كل العرب 8/9/2006

25- ملحق جريدة كل العرب 15/9/2006

26- القاسم، سميح. كولاج2. الحكيم للطباعة والنشر. الناصرة 2009 ، ص35

27- زين الدين، أحمد. سميح القاسم يدل على عناصر على انطفاء وهشاشة واضمحلال. النهار 20/5/1994 بيروت.

28- القاسم، سميح. الكتب السبعة. دار الجديد. الطبعة الأولى 1994 بيروت. ص39

29- مرشليان، إيفانا. الكتب السبعة ااشاعر سميح القاسم . ملحق جريدة " كل العرب" 27/5/1994نقلا عن الدولية.

30- المصدر السابق.

31- دحبور، أحمد. كتب سميح السبعة. الاتحاد، 17آذار 1995

32- طه، إبراهيم. عمق التورّط وشعريّة القصيدة، من قصيدة المقام إلى مقام القصيدة في تجربة سميح القاسم. الكلمة. عدد 44 ديسمبر 2010 لندن.

33- لؤلؤة، عبد الواحد. المفارقة الساخرة في شعر سميح القاسم. جريدة الإتحاد

34- حسن، عبد الكريم. الشعر في زمن المحنة. مقدمة ديوان سميح القاسم" ملك أتلانتس. إصدار مجلة ثقافات . البحرين 2003

35- طه، إبراهيم. قراءة هيكليّة في مقدّمة ابن محمد لرؤى نوستراسميحداموس، 111رؤيا في 111 ثلاثية. جريدة الإتحاد 16/1/2009

36- القاسم، سميح. مقدمة ابن محمد لرؤى نوستراسميحداموس(111 رؤية في 111 ثلاثية) . الحكيم للطباعة والنشر. الناصرة . ص 153

37- سعيد، خير الله. بغداد معلقة سميح القاسم المعاصرة. مركز النور للدراسات . ووضعت مقدمة لديون سميح القاسم "معلقة سميح القاسم المعاصرة "بغداد" وقصائد أخرى. مطبعة الحكيم. منشورات إضاءات. الناصرة 2008

38- طه، إبراهيم. مصدر سابق.

39- القاسم، سميح. مكالمة شخصيّة جدا مع محمود درويش. الحكيم للطباعة والنشر. الناصرة 2009 ص 113.

40- زعبار، أحمد عمر. جريدة الزمان . العدد 3497، 21/1/2010

41- القاسم، سميح. الأعمال الناجزة (7 مجلدات). دار الهدى. المجلد السابع ص223-224 القدس 1991

42- المصدر السابق. ص 224

43- المصدر السابق. ص224-22531

44- ياغي، عبد الرحمن. في الأدب الفلسطيني قبل النكبة وبعدها، الكويت: كاظمة للنشر، 1983، ص 110-113، ص 139-148

45- القاسم، سميح. الأعمال الناجزة (7 مجلدات). دار الهدى. المجلد السابع ص229—232القدس 1991

46- المصدر السابق. ص235-236

47- المصدر السابق. ص 232-233

48- القاسم، سميح. سبحة للسجلات. ص6، عكا. دار الأسوار1989

 

الطبعات الأولى لأعمال سميح القاسم:

1. مواكب الشمس- قصائد. مطبعة الحكيم. الناصرة 1958

2. أغاني الدروب- قصائد. مطبعة الحكيم. الناصرة 1964

3. إرَم- سربية. نادي النهضة في أم الفحم. مطبعة الإتحاد. حيفا 1965

4. دمي على كفّي- قصائد. مطبعة الحكيم. الناصرة 1967

5. دخان البراكين- قصائد. شركة المكتبة الشعبية. الناصرة 1968

6. سقوط الأقنعة- قصائد. منشورات دار الآداب. بيروت 1969

7. ويكون أن يأتي طائر الرعد- قصائد. دار الجليل للطباعة والنشر. عكا 1969

8. إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل- سربية. مطبعة الحكيم. الناصرة 1970

9. قرقاش- مسرحية. إصدار المكتبة الشعبية في الناصرة. مطبعة الإتحاد. حيفا 1970

10. عن الموقف والفن- نثر. دار العودة. بيروت 1970

11. ديوان سميح القاسم- قصائد. دار العودة. بيروت 1970

12. قرآن الموت والياسمين- قصائد. مكتبة المحتسب. القدس 1971

13. الموت الكبير- قصائد. دار الآداب. بيروت 1972

14. مراثي سميح القاسم- سربية. دار الآداب. بيروت 1973

15. إلهي إلهي لماذا قتلتني؟- سربية. مطبعة الإتحاد. حيفا 1974

16. من فمك أدينك- نثر. منشورات عربسك. مطبعة الناصرة 1974

17. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم!- قصائد. منشورات صلاح الدين. القدس 1976

18. ثالث أكسيد الكربون- سربية. منشورات عربسك. مطبعة عتقي. حيفا 1976

19. الكتاب الأسود- يوم الأرض (توثيق، مع صليبا خميس) مطبعة الإتحاد. حيفا 1976

20. إلى الجحيم أيها الليلك- حكاية. منشورات صلاح الدين. القدس 1977

21. ديوان الحماسة (الجزء الأول)- قصائد. منشورات الأسوار. عكا 1978

22. ديوان الحماسة (الجزء الثاني)- قصائد. منشورات الأسوار. عكا 1979

23. أحبك كما يشتهي الموت- قصائد. منشورات أبو رحمون. عكا 1980

24. الصورة الأخيرة في الألبوم- حكاية. منشورات دار الكاتب. عكا 1980

25. ديوان الحماسة (الجزء الثالث)- قصائد. منشورات الأسوار. عكا 1981

26. الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب- قصائد. دار الفارابي. بيروت 1981

27. الكتاب الأسود- المؤتمر المحظور (توثيق، مع د.إميل توما). مطبعة الإتحاد حيفا 1981

28. جهات الروح- قصائد- منشورات عربسك. حيفا 1983

29. قرابين- قصائد- مركز لندن للطباعة والنشر. لندن 1983

30. كولاج- تكوينات- منشورات عربسك. مطبعة سلامة. حيفا 1983

31. الصحراء- سربية. منشورات الأسوار. عكا 1984

32. برسونانون جراتا- قصائد. دار العماد للطباعة والنشر. حيفا 1986

33. لا أستأذن أحداً- قصائد. رياض الريّس للكتب والنشر. لندن 1988

34. سبحة للسجلات- قصائد. دار الأسوار. عكا 1989

35. الرسائل- نثر (مع محمود درويش). منشورات عربسك. حيفا 1989

36. مطالع من أنثولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام- بحث وتوثيق. منشورات عربسك. حيفا 1990

37. رماد الوردة دخان الأغنية- نثر. منشورات كل شيء. شفاعمرو 1990

38. أخْذة الأميرة يبوس، قصائد. دار النورس. القدس 1990

39. الأعمال الناجزة (7 مجلدات). دار الهدى. القدس 1991

40. الراحلون- توثيق. دار المشرق. شفاعمرو 1991

41. الذاكرة الزرقاء- منشورات مفراس (قصائد مترجمة من العبرية- مع نزيه خير) 1991

42. الأعمال الناجزة (7 مجلدات). دار الجيل. بيروت 1992

43. الأعمال الناجزة (6 مجلدات). دار سعاد الصباح. القاهرة 1993

44. الكتب السبعة - قصائد. دار الجديد. بيروت 1994

45. أرضٌ مراوغةٌ. حريرٌ كاسدٌ. لا بأس!- قصائد. منشورات إبداع. الناصرة 1995

46. ياسمين- (قصائد لروني سوميك- مترجمة عن العبرية، (مع نزيه خير). مطبعة الكرمة. حيفا 1995

47. خذلتني الصحارى- سربية. منشورات إضاءات. الناصرة 1998

48. كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه- سربية. منشورات الأسوار. عكا 2000

49. سأخرج من صورتي ذات يوم- قصائد. منشورات الأسوار. عكا 2000

50. الممثل وقصائد أخرى. منشورات الأسوار. عكا 2000

51. حسرة الزلزال- نثر. منشورات الأسوار. عكا 2000

52. كتاب الإدراك- نثر. منشورات الأسوار. عكا 2000

53. ملك أتلانتس- سربيات. دار ثقافات. ألمنامة. البحرين  2003

54. عجائب قانا الجديدة- سربية. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2006

55. مقدمة إبن محمد لرؤى نوستراسميحداموس- شعر. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2006.

56. بغداد وقصائد أخرى- شعر. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2008.

57. بلا بنفسج - كلمات في حضرة غياب محمود درويش. منشورات الهدى. مطبعة الحكيم/ الناصرة2008.

58. أنا مُتأسٍّف!-  سربيّة- منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2009

59. مكالمة شخصية جداً- شعر ونثر (مع محمود درويش). منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2009

60. كولاج2- شعر. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2009

61. لا توقظوا الفتنة!- نثر. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2009

62. كتاب القدس- شعر. إصدار بيت الشعر. رام الله. 2009

63. حزام الورد الناسف- شعر. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2009

64. الجدران- أوبريت. منشورات إضاءات. مطبعة الحكيم. الناصرة 2010

65. أولاد في حملة خلاص-حكاية شعرية لبيرتولدبريشت (مترجمة عن العبرية)- منشورات إضاءات- مطبعة الحكيم- الناصرة- 2010.

66. ملعقة سمّ صغيرة، ثلاث مرّات يوميّاً- حكاية أوتوبيوغرافيّة – منشورات دار الحقيقة – كفر ياسيف-2011.

67. إنّها مجرّد منفضة – سيرة ذاتيّة – منشورات راية – حيفا 2011.

68. منتصب القامة أمشي – مختارات شعرية – منشورات الأسوار – عكا – 2011.

69. هواجس لطقوس الأحفاد – (سربيّة) – المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت) ومنشورات كل شيء (حيفا) – 2012.

70. كولاج3 – (شعر) المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت) ومنشورات كل شيء (حيفا) – 2012.

71. هيرمافروديتوس – (شعر) – إصدار وزارة الثقافة الأردنيّة (عمان) – 2012.

72. غوانتانامو – (شعر) – منشورات إضاءات وتوزيع مكتبة كل شيء – حيفا – 2012

73. العنقاء وقصائد أخرى – (شعر) منشورات إضاءات وتوزيع مكتبة كل شيء _ حيفا _ 2012.

74. بغضّ النّظر – (شعر) – منشورات إضاءات وتوزيع مكتبة كل شيء – حيفا – 2012.

75. أناشيد ملكة الحمام وقصائد أخرى مترجمة من الشعر العبري. منشورات إضاءات.

76. نقطة وسطر جديد (نثر) منشورات إضاءات 2013.

77. ليزر (أفكار ورؤى) – منشورات إضاءات 2013.

78. كولاج4 (شعر) منشورات موزاييك، عمان 2014.

أعمال تحت الطبع:
نقطة. سطر جديد. (نثر) الجزء الثاني.
  ليزر (أفكار ورؤى) الجزء الثاني.
كولاج 5 (شعر) معد للطبع
أنا ذاهب إليّ. إلى أين نحن ذاهبون؟ (نثر).
الحقيقة 2014 كفر ياسيف

مراجع عن سميح القاسم:
1. أبو حمد، عرفان. أعلام من أرض السلام، حيفا: جامعة حيفا، شركة الأبحاث العلميّة والعملية، 1979، ص 196.

2. أبو إصبَع، صالح. الحركة الشعرية في فلسطين المحتّلة منذ عام 1948 حتى 1975، بيروت، 1979.

3. أبو جحجوح، خضر محمد. التشكيل الجمالي في شعر سميح القاسم. مكتبة كل شيء، الطبعة الأولى 2012.

4. أبو رجب، طارق. متابعات نقديّة في أدب سميح القاسم. حيفا: الوادي للطباعة والنشر،1995 

5. أبو زيد، شوقي. التواصل بالتراث في أعمال سميح القاسم الأدبيّة، أطروحة ماجستير قُدّمت إلى عمادة الجامعة الأردنيّة، كليّة الدّراسات العُليا، قسم اللغة العربيّة وآدابها، 1992.

6. الأسطة، عادل. دراسات نقديّة، جتّ المثلث: منشورات اليسار، 1987، ص 71- 81.

7. الأسطة، عادل. "البنية السرديّة في قصّة سميح القاسم الطويلة: الصورة الأخيرة في الألبوم". كنعان، عدد 65 (1995) ص 48- 51.

8. آن- ماري برومٌ 1990، وقد نُشرت هذه المقابلة في مجلة "فرشاة الرّسم" paintbrush، المجلد 19، العدد 37 (ربيع، 1992) مِن: ص 29 إلى ص 34.

9. البَحرَة، نصر الدين. الأدب الفلسطيني المعاصر بين التّعبير والتّحريض، دمشق: إتحاد الكتّاب العرب، 1977.

10. بُلاطة، عيسى: شعراء عرب معاصرون 1950-1975، نبذة عن حياة القاسم، Issa J. Bullata, Modern Arab Poets 1950- 1975, London: Heinman, 1976, p. 144.

11. بولس، حبيب. الرّحلة الثانية: مقالات في أدبنا المحلي، حيفا: إتّحاد الكتّاب العرب، 1989، ص 7-23

12. توما، إميل. مختارات في النقد الأدبي، حيفا: معهد إميل توما للأبحاث الإجتماعيّة والسياسيّة، 1993، ص108-120.

13. جابر، كوثر. التشكيل المكاني في الرواية الفلسطينية. أطروحة مقدّمة لنيل درجة الماجستير في قسم اللغة العربية في جامعة حيفا . آب 2000.

14. حمزة، حسين. صور المرايا، الناصرة: منشورات مواقف 1999.

15. حمزة، حسين. العين الثالثة: دراسات في الأدب، الناصرة: دار النهضة 2005.

16. الخطيب، يوسف. ديوان الوطن المحتلّ، دمشق، 1968.

17. رجب، حسن سليم. التشكيل الدرامي في شعر سميح القاسم. بحث مقدّم لنيل درجة الدكتوراة في اللغة العربية في جامعة هين شمس القاهرة 2008

18. زُهد، خالد عبد اللطيف. الوطنيّة والإنسانيّة في آثار سميح القاسم، بيروت، 1978.

19. زيدان، رقيّة. التغيّر الدّلالي في شعر سميح القاسم. مؤسسة الأسوار، عكا 2001

20. زيدان، رقيّة. أثر الفكر اليساري في الشعر الفلسطيني. دار الهدى م.ض إصدار مجمع اللغة العربية ، حيفا 2009

21. سليمان، نبيل. وَعْي الذات والعالم: دراسات في الرّواية العربيّة، اللاذقيّة: دار الحوار، 1985، ص 71-96.

22. سنير، رؤوبين سنير. مجلة: همزراح هحداش (الشرق الجديد) مج. 35 (1993) ص 129-147،

23. شاهين، محمد. سميح القاسم شاعر صمود ومقاومة. مجلة العربي عدد 652 مارس 2013

24. الشرق (مجلة الشرق). عدد خاص عن سميح القاسم. عدد 2 السنة ال29 – نيسان-حزيران 1999

25. شلحت، أنطوان (محرِّر). سميح القاسم من الغضب الثوري إلى النبوءَة الثورية، ط1، عكا: الأسوار، ط.2، د. مط.،1989.

26. الصكر، حاتم محمد. "مراثي سميح القاسم" الآداب (بيروت) السنة 22، عدد 8  (أغسطس، 1974) ص 61-62.

27. طه، إبراهيم. كتاب مدارات. العدد الثالث ، إصدار الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، الكتاب الثالث 2009

28. طه، إبراهيم. جريدة الإتحاد 16.1.2009  حيفا

29. طه، إبراهيم. سقوط العصمة عن اللغة عند سميح القاسم . كتاب مدارات العدد الثالث إصدار معهد الدراسات للتعدديّة الثقافيّة الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا. الكتاب الثالث 2010.

30.

31. طه، إبراهيم. عمق التورّط وشعريّة القصيدة. من قصيدة المقام إلى مقام القصيدة في تجربة سميح القاسم.  . مجلة الكلمة، عدد 44 ديسمبر2010 لندن. مكتاب مدارات عدد4 معهد التعددية الثقافية. الكلية الأكاديمية العربية للتربية حيفا 2011

32. طه، إبراهيم. جمجمة الشنفرى. قيمة الجمال وجمال القيمة في شعر سميح القاسم. دار الهدى للطباعة والنشر كريم، كفر قرع 2011

33. عباسي، محمود  وَ شموئيل مورية، تراجم وآثار في الأدب العربي في إسرائيل (شفاعمرو: دار المشرق، 1987) ص 181. ص 181-184.

34. عرايدي، نعيم. مسيرة الإبداع: دراسات نقديّة وتحليليّة في الأدب الفلسطيني المعاصر، شفاعمرو: مطبعة دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر، 1988.

35. عليوي، سامية. التّناص الأسطوري في شعر سميح القاسم مجموعتا أغاني الدروب وإرم نموذجا. قسم الأدب العربي . كلية الأدب العربي واللغات. الجامعة الأردنية.

36. فاضل، جهاد. وجها لوجه مع سميح القاسم. مجلة العربي عدد652 مارس 2013.

37.  فرهود، كمال قاسم ، أعلام الأدب العربي في العصر الحديث، شفاعمرو: دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر، 1989، ص178.

38. القاسم، نبيه. سميح القاسم مُبدع لا يستأذن أحداً. دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، كفر قرع، 2013

39. القاسم، نبيه. دراسات في القصة المحليّة، عكا: الأسوار، 1979، ص57-58،

40. القاسم، نبيه. إضاءات على الشعر الفلسطيني المحلي، شفاعمرو: دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر، 1987، ص16-37.

41. القاسم، نبيه.  لا أستأذن أحدا. مجلة أدب ونقد، العدد  47 القاهرة 1989

42. القاسم، نبيه. الأعمال الناجزة لسميح القاسم. المجلد السابع –دراسات، القدس: دار الهدى 1991

43. القاسم، نبيه. الحركة الشعرية الفلسطينية في بلادنا من خلال مجلة الجديد، كفر قرع: دار الهدى 2003

44. القاسم، نبيه. سبحة لسجلات سميح القاسم. مجلة الكلمة. العدد 30 يونيو 2009 لندن.

45. القاسم، نبيه. في محراب الكلمة، كفر قرع: دار الهدى،2009

46. القاسم، نبيه. محمود درويش في حواره مع الذّات. مدارات3، معهد الدراسات للتعددية الثقافية. الكلية الأكاديمية العربية للتربية حيفا 2010.

47. القاسم، نبيه. ملعقة سمّ صغيرة. ثلاث مرّات يوميّاً. حكاية أوتوبيوغرافيّة. وتاريخ شعب. مجلة الكلمة. العدد55 نوفمبر 2011. لندن.

48. القاسم، نبيه. كولاج.. إبداع متميّز لسميح القاسم. جريدة الاتحاد 1/6/2012.

49. القاسم، نبيه. مَركزيّة الموت وأنسنَته في كولاج سميح القاسم. جريدة الاتحاد 26/10/ و 2/11/2012. وكذلك مجلة الكلمة عدد 69 ديسمبر 2012 لندن. وكتاب مدارات6 معهد الدراسات للتعدديّة الثقافية، الكلية الأكاديميّة العربية للتربية حيفا 2013.

50. قبّش، أحمد. تاريخ الشعر العربي الحديث، بيروت: دار الجيل، د.ت. {تاريخ المقدمة، 1971} ص 625- 627.

51. القط، عبد القادر. شعراء المقاومة بين الفنّ والالتزام، المجلة، عدد 172، السنة 15 (إبريل، 1971) ص2-10.

52. كنفاني، غسان. الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الإحتلال 1948- 1968، ط2، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1986، ص116-134.

53. كيوان، سهيل. هوميروس من الصحراء، قراءات وانطباعات في أعمال سميح القاسم الشعرية والنثرية، عكا: مؤسسة الأسوار 2000.

54. مَرقة، إيمان غالب شعبان. المدينة في شعر سميح القاسم. دراسة لنيل درجة الدكتوراة من جامعة الخليل 2006.

55. نخلة، إميل. مجلة العالم العربي عام: 1970، ص34 فما يليها.

57. النقّاش، رجاء. أدباء معاصرون. سميح القاسم شاعر الغضب والثورة . مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة 1968 ص 261-277.

58. النقاش، رجاء. ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء. سميح القاسم في شخص غير مرغوب فيه . دار سعاد الصباح

59. الطبعة الأولى 1992 ص 347-358.

60. ونوس، عدنان. سميح القاسم: شاعر القوميّة العربية في الأرض المحتلة، بيروت، 1978.

61. ياغي، عبد الرحمن. حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أوّل النهضة حتى النكبة، بيروت: منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع 1968.

62. ياغي، عبد الرحمن. دراسات في شعر الأرض المحتلة، القاهرة، 1968، ص 439-602.

63. ياغي، عبد الرحمن. في الأدب الفلسطيني قبل النكبة وبعدها، الكويت: كاظمة للنشر، 1983، ص 110-113، ص 139-148

64. يونس، جمال. لغة الشّعر عند سميح القاسم، أطروحة ماجستير قدّمت إلى جامعة اليرموك، كليّة الدراسات العليا، دائرة اللغة العربية وآدابها،

65-Roger Allen, Modern Arabic Literature, New York: The Unger Publishing company, 1987, p.253-256.

66-Terri De young, "Language in Looking Glass Land: Samih al- Qasim and the Modernizatin of Jinas" , Journal of the Amarican Oriental Society, Vol. 112, (April- June, 1992) pp. 183-197. ترجمة د. نزيه قسيس. اللقاء في دنيا المرآة . سميح القاسم وتحديث الجناس. إضاءات عدد4 صيف 1997.