أقام نادي حيفا الثقافيّ أمسيةً تكريميّة، احتفاءً بالأديبة الروائيّة فاطمة يوسف ذياب، بتاريخ 27-9-2014 في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة، شارع الفرس 3، حيفا، وسط حضور نوعيّ خاصّ من أدباء وشعراء ومهتمّين بالأدب، وقد تولّى عرافة الأمسية الأستاذ رشدي الماضي، وتخللت الأمسية مداخلة فنية للكاتبة نهاي بيم، ومداخلات أدبيّة لكلّ من: عدلة شداد خشيبون، وعايدة الخطيب، ورحاب بريك، ووهيب وهبة، وجودت عيد، وآخرين، ومن ثمّ تمّ التقاط الصور التذكاريّة.
جاء في كلمة رشدي الماضي بعنوان: فراشتي لك، في نعمة النوم واليقظة، وقد أوقفتني جنيّتي الزرقاء في حلم القصيدة، أنا الهابط من أبديّة الكلام، أوقفتني آمِرة، فتبعتها ولم أسألها، كي لا أعصى لها أمرًا، فأنا هو الذي قد كنت دائمًا مُدمنًا على الرحيل في لغتي مدينتي، حيث تخبّئ الأرصفةُ في عبق الضادّ سرّي.. أحفظ طعمَ الحليب، وأسافر دون أن يُضنيني السفر، مُتكئًا على زوّادة من قمح وذكريات وموال حزين.. أستأنس بعزلتي، مثل شمس تأكلها أنياب الغربة في الشتاء، أنا الذي كنت دائمًا أبحث في مسافات المدينة.
وجدتني ذات صبح جديد بعد ليل طويل، أحسّ شيئًا في جوهر الشيء، رأيت فيه ما أريد، ها هي الشمس تكمن فيّ قصيدة خالدة، تحدّق لترى، لتفهم، لترسم النهار سرًّا يُفسّر السرّ، ويوقظ الحجر، ليضعَ حرفًا فوق حرف، حاولت ألّا أضيع، فاخترت شارعًا لا يخون خطاي، ومشيت تغمرني أزهار الوقت، كي أظل في نشوة مُدهشة.. ناداني فنارٌ لا يُضلّل السفن، دلفت إلى فضاء رحراح، ينتهي بباب من شعاع، فإذا بي داخل مدينة سمّتها فاطمة ذياب "مدينة الريح"، أعشاشها زلقة، مَزاريبها مُندّاة تصفع الغيوم، وتأخذ الريح إلى أعلى النافذة. وقفت أمامها طويلًا، حدّقت فرأيت وجهها في المرآة نصفَ حزين، لكن عليه براءة الضحى، أصغيت لهمس فيض الكلام، فبلّلني نهر يفيض ويمضي، ثمّ يعود أجراسَ، خلاخيلَ، وحفيفَ أقراط وخشخشة أساور.. توسّلت إلى إلهٍ، فصحّح أخطاء وجهي وأخطاء يديّ، تقدّمت وأمسكت بفاطمة، أولستُ أنا الذي لها وهي التي لي، فإذا بها لمّا تزل قلبًا مطمئنًّا بعد صراع وانتصار أمام العاصفة، ومبدعة تترك ريشتها تهتزّ، لتنتفض وتؤصّل لفرح قادم، وتهبّ لتستمدّ من الحروف المكشوفة لها إبداعًا جميلًا.
فاطمة ذياب غيمة مثل اللغة، تمتلئ بالحزن والفرح، بالحبّ في أعمق معانيه، ليمرّ النمل إلى جذع شجرة واقفة، كما السراج من النهر إلى البحر.. فاطمة أيتها النسمة التي تهبّ في مدينة الريح بسمة، أنا لا أريدك شجرة وحيدة، فلتظلي أمام باب الحرف تغتسلين بالماء الذي يتدفق، قدماك الريح، وجسدك الأثر، فاطمتي، أنتِ أعلنت الحبّ في الناس، وصارعت قسوة الزمن وانتصرت، فاطلبي بسلام الرب وسلامٍ حتى مطلع الفجر، سلامَ الخروج نحو الحياة!
جاء في كلمة وهيب وهبة: أقول بما يليق بهذا المكان وهذه الكنيسة، عندما أصدرت كتابي (مفاتيح السماء) تم تكفير النص وكاتب النص، فقامت الكاتبة فاطمة ذياب بكتابة مقالة رائعة، دفاعًا عن كتاب مفاتيح السماء وسيرة سيدنا المسيح، والدفاع بهذا العنفوان والإصرار عن كلمة الحق، وأن تقول من هو السيد المسيح كما أراد ان يقول وهيب وهبة تمامًا، وأنه يبعث رسالة المحبة والسلام والإخاء، هذه الإنسانية المطلقة في العالم هي رسالة السيد المسيح، فهذا الموقف بالذات جعلني أنظر إلى فاطمة بعين أخرى تمامًا، وعدت إلى جميع ما كتبته فاطمة، حقا لقد كنت قد قرأت كل ما كتبت، لكن بعد هذا الموقف بعد قراءتي لكتابات فاطمة ذياب شعرت أن حياة هذه الكاتبة والمرأة الفلسطينية يجب أن تكون فيلما سينمائيا يعرض في العالم العربي، كي تكون نموذجا للمرأة الفلسطينية الناجحة المكافحة، في خضم صراع مستمر لا ينتهي، من أجل الحياة ومن أجل أن تكون موجودة، بالرغم من العمل والترمل، ولا ،ريد ،ن أذكر المأساة والكلام الحزين، فقد كانت عنيفة في الكتابة بقدر ما كانت عنيفة في الحياة، فهي تحدت الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فمن يفكر ان امرأة تستطيع إقامة كشك في المدرسة لتبيع الفلافل للطلاب ككاتبة وكإنسانة مناضلة، متحررة وتعمل في الصحافة، وتكتب لنا فكيف نظرنا اليها؟ أنا أقول بأننا مجتمع ظالم، نظلم المرأة في العمل، في الصداقة، في العلاقة، بالنظرة الدونية التي ننظر بها إليها، فهي كيان وهي وجود، وقد أرادت فاطمة أن تقول: إنني موجودة.
عن أدب فاطمة المحور الثاني في حديثي أقول، أدبها كُتب ليكون ليس فقط باللغة العربية، بل ترجم إذ قامت الصحافة العبرية بمواكبة كل ما تكتب خصيصا لانها تكتب عن الانسانية والإنسان بصورة مطلقة، هذه هي الحميمية في الكتابة، أن تحمل رسالة لها مضامين وعاطفة، فهذا العالم الذي نعيش فيه يحتاج الى عاطفة، وهناك من يعتقد أن الإنسان يستطيع ان يعيش بلا حب، وانا لا أعتقد أن هناك مخلوقًا ناطقا يستطيع أن يحيا بلا حب، وفاطمة واكبت هذا الحب بالرغم من كل الصعاب، وبرغم الحياة القهرية والزواج والترمل والعمل، فأنا أبارك لها ولنا هذا الاحتفال، كونها استطاعت أن تشق طريقها بقامة عاليةأ وبخطوات ثابتة راسخة في عالم الأدب، وكل عام وانت بخير.
جاء في كلمة عدلة خشيبون: أقدم لفاطمة ذياب بطاقة تهنئة لأيلول، فمساؤك خير عطر وسلام، ومساؤنا معك له نكهة التّراب المعطّر بمطر وسميّ وأحلام.
سيّدتي، أيّتها المحتفى بها في ليلة خريفيّة، أبت إلّا أن تحمل الرّبيع في أحشائها، دعيني في هذه اللّيلة أعشق الحريّة، أثمل من رحيق الإنسانيّة، وأهتف لك عفوًا ليس لك الهتاف، بل لأيلول، شكرًا أيلول شكرًا من أعمق أعماق الرّوح، لإهدائك نفحة روح مميزة بفاطمتنا الغالية، ولك يا جميلة بكلّ المعاني أقول: طوبى لك يا امرأة عشقت الحرف فاحتواها، ولاذت بمفردات دافئة، تعالج صقيع الغربة بثوب نسجته على نول محبتّها، فكان الثّوب دافئًا، وانقشع ضباب الآنين. طوباك يا امرأة طوّعت طوفان الذّل بسفينة أحلامها، لتصل شاطئ الآمان، ولسان حُلمها يقول لا مستحيل أمام الإرداة.
سيّدتي، أقولها ويمتلئ ثغري بالفخر، وتتزاحم معاني الإنسانيّة، يا امرأة حصدت قمح محبّتها، طحنته بمطحنة حنينها، عجنته بعرق كدّها، ونكهة مِلحهِ كانت من دموع عصيّة، وخميرتها كانت الكلمة الطّيبة، وقدمته رغيفًا تسابق إليه الجائع والفقير، شكرًا لأنّك سوّدت بياض أوراقنا، بمفردات جعلت منها للرّيح مدينة، وجعلتنا نسكن هذه المدينة العاصفة حبّا وسلامًا، ومن دفء مفرداتك نسجت لنا معاطف الأمان، حيث تقولين: (اصرخي كلّما احتجت للصراخ أصرخي بأوراق ومن غير أوراق.. كلّنا نحتاج للصراخ وصراخ الكتابة أصدق صراخ).
شكرًا لأيلول الذي بارك لنا بهدية، ومن قال أنّ الخريفَ خائن، سأدعوه لأن يلقاك يا امرأة جميلة بكلّ المعاني، أيلولنا يحمل في حناياه ربيعًا، يكسر فوضى الحواس بنسيم لطيف، من رقيق الكلام وعذوبة المفردات، علامة الاستفهام التي يرسمها هذا الزّمن القاسي، يُحوّلها مدادك إلى صرخة تصل الآذان دون استئذان، كلّ عام وأيلولك ينضح بمطر وسميّ رقيق كرقتك، عذب كعذوبتك، كلّ عام وأيلولك يترجم لنا زخات الشّتاء بشقائق النعمان والرّيحان. وأخيرًا.. من قال إنّ أيلول شهر خريفي بائس، فقد ظلمه، فكيف يكون بائسًا وقد أهدانا تاريخًا زيّن لنا رزنامتنا به، هو السابع والعشرين يومك يا غالية، كلّ عامّ وأنت الخير وإلى سنين عديدة من العطاء.
وجاء في كلمة رحاب بريك: قراءة في كتاب مدينة الريح للأديبة فاطمة ذياب، ابنة قرية طمرة، حين تقرأ رواية الأديبة فاطمة ذياب، لا بد أن تتفاعل مع كل صفحاتها، أحداثها وتفاصيلها الكبيرة والصغيرة، وستلاحظ منذ الوهلة الأولى أنك أمام أديبة جريئة، تتناول الحديث عن مواضيع، إن لم نقل لم يُكتب عنها من قبل، علينا أن نقول بأنه نادرًا ما كُتب عنها، كما أعتقد بأن الكثير مما كتبته عن بطلة القصة، هو واقع فاطمه ذياب، وسيرة حياة الأديبة فاطمة ذياب.
شدتني أحداث روايتها، وأسلوبها الشيق في إلقاء الضوء على الكثير من قضايانا الاجتماعية والسياسية، ولم تنسَ بالتأكيد وضع المرأة العربية في مجتمع ذكوريّ، عادة وغالبًا لا يُنصفها، ويبدأ ذلك منذ اللحظة الأولى التي تولد فيها الطفلة الأنثى، التي غالبًا كانت حسب توقعات العائلة والأب بالذات (صبي). أكثر ما شدني هو أسلوبها الناقد الساخر بنفس الوقت، وهذا الأسلوب بالكتابة يشبه فاطمة بالواقع إلى حدّ بعيد، فمن يعرف فاطمة ذياب، سيكتشف امرأة كبيرة، عصامية، موجوعة، وسيشعر بمعاناتها حتى ولو كانت تلتزم الصمت، فإنّ وجهها مرآة تعكس خبايا ذاتها، ولكنها بالرغم من كل هذا، تحدثك عن هموم المرأة وهي مبتسمة.
في الرواية لم تنسَ قضية الإعلام، وقد تحدثت عن بطلة القصة التي كانت تعمل كصحافية، وشرحت عن وضع الصحافيين والإعلاميين، كيف أنهم غالبًا ما يضطرون لكبت آرائهم، وتقييد حريتهم من قبل المرؤوس، وحتى من قبل زوجة المرؤوس، وهذا ليس بغريب على كاتبة، هي بالأصل صاحبة رسالة جريئة، لا تتراجع عن جعل قلمها مسنونًا، ليُلامس القضايا المركونة في زوايا نسياننا .
الجميل برواية فاطمة، أنها تأخذنا أحيانا في رحلة زمنية، تتنقل بنا بين الزمن الحاضر والزمان الماضي، فتكتب عن عادات وتقاليد كانت مُتّبعة، تثور من خلال كلماتها على بعض منها، وتكتب ببساطة عن بعضها، كقصة العروس التي لم تنجح ابنة عمها أخت العريس، بإتمام تطريز شرشف السرير قبل العرس، ممّا جعل أهل العروس يقرّرون تأجيل العرس حتى يتمّ تطريزه. ومن يقرأ أحداث روايتها، لا بدّ أن يلاحظ بأنها تمتلك روح مرحة، وذلك يتجلّى بالذات من خلال قصّتها عن صينية الدجاج، حين أرسلها والدها لإحضار صينية دجاج من عند الفران، ليقدمها كوجبة غداء لضيوفه، ولكن فاطمة البنت الشقية كانت طوال طريق عودتها، تمدّ يدها إلى الصينيّة التي وضعتها فوق رأسها، وتتناول قطع الدجاج تباعًا، حتى أتت على أغلبها.
في الرواية تلفت انتباهنا ثلاث شخصيات مركزية: الشخصية الأولى بطلة الرواية، التي كانت تتأرجح بين قوتها وضعفها، بين قيدها وتمرّدها على بعض العادات البالية، وقيدها الموضوع فوق لسانها قبل قلمها، وبين عشقها لحريّتها الفكريّة ورسالتها الأدبيّة، هذه كما أعتقد بالضبط هي سيرة ذاتية للكاتبة المرأة، الأم العاملة المكافحة، المناضلة في سبيل العيش الكريم فاطمة ذياب، حتى لو أدخلت وغيرت بعض التفاصيل، إلّا أنك تقرأ شخصية البطلة التي تظهر جليّا من خلال كل السطور. الشخصية الثانية: زميلها بالعمل الذي كانت تدخل معه بحواريات بين الحين والآخر، حواريات شيقة لا تخلو من بعض الحِكم والفلسفة. والشخصية الثالثة والجميلة بالرواية هي دبدوبة، الموجودة بكل امرأة فينا، فكل امرأة فينا كما لدى الكاتبة، لديها وجها تريد أن يراه الجميع، ودبدوبة أخرى طفلة صغيرة ضعيفة خائفة، أو امرأة قوية متمردة ثائرة ككل دبدوبة فينا، تريد أن تخفيه عن الجميع.
كانت بطلة الرواية تجري حوارا ذاتيًّا مع دبدوبتها، فتجد دبدوبة ثائرة متمردة أكثر من بطلة القصة نفسها، وتتحدث دبدوبة عن نفسها فتقول: صحيح بأني دبدوبة متسامحة قلبي طيب، ولكني سأتحوّل خلال ثانية إلى نمِرة، ومستعدة أن تمزق كلّ من يحاول مسّ أولادها بمكروه، هنا أيضًا لم تنسَ الكاتبة فاطمة ذياب أن تعطي مكانًا ومكانة للأم، فهي كأمّ ربت أولادها لوحدها، فعكست مشاعرها، حيث عبرت عن استعدادها للتحوّل للأمّ النمرة، التي ستكون على استعداد لأن تؤذي نفسها، كي تحافظ على سلامة أولادها.
أخيرًا، لا يسعني إلّا أن أقول: بأنّي شخصيّا استمتعت بقراءة الرواية، وشدتني تفاصيلها وأحداثها، وأنصح كل من يحب قراءة الروايات، أن يبحث عن رواية فاطمة ذياب (مدينة الريح)، فاطمة كياسمينة تعربشت على مدخل دارها، وتناثر عطرها مُرحّبًا بزوّارها، امرأة جميلة بملامح طفلة صغيرة، جلجلت ضحكتها البريئة فرحًا، فسمعتها ملائكة السماء، توسدت خدها المبتسم، وغفت لعلها تستريح، في مدينة عصفت فيها الريح!
جاء في كلمة عايدة الخطيب: قاب قوسين أو أدنى كنت قريبة من الموت، حاصرك كأخطبوط، لفّ ذراعيه على شرفة أيامك، وأراد الانقضاض عليك، أحيانا كان يحاورك، وأحيانا أخرى كان يقفل شبابيك الحوار، حتى أحيانا عجز الطب من تشخيص حالتك، كنت مرارا أسألك: فتجيبين الفايروس اللعين، دخل جسدي الضعيف وعجز الأطباء عن تشخيصه، اقتربتِ من حافة الموت، وكانت العافية تمد لك لسانها وتلاعبك الغميضة، ومن ثم تهرب، كنت على يقين أن جسدك الضعيف لا يستطيع اللحاق بها، فتزيد من سرعتها، أما أنت كنت تنتظرين فرصة أخرى، وليس أمامك وأمامنا سوى الدعاء برجوع العافية. كنت تتأرجحين بين اليأس والتفاؤل، مشيت على طريق الشوك، وبإرادتك القوية مسحت الدماء، وبعنفوان صبرك وبإيمانك القاطع، أنك ما تزالين في دائرة الإبداع والعطاء، كنت تتحملين وتصبرين.
كنت دائما أتساءل، هل ستتغلب فاطمة ذياب الزميلة والنسيبة والمحببة إلى قلبي، على وعكتها، أم ستخط كلمة النهاية المؤلمة، كنت أغوص في دائرة التشاؤم والتفاؤل، وأمنّي نفسي وأقول، فاطمة شجاعة تغلّبت على معضلات كثيرة، والمرض سيكون من إحدى المعضلات، فقمت بالدعاء لك كثيرا في صلواتي، وطلبت من الله أن يهبك الشفاء والعافية، فاستجاب لدعواتي ودعوات محبي الأديبة فاطمة ذياب، فما زال للعمر بقية، وعلى الأرض ما يستحق الحياة، ثمّ توصلت إلى مقولة تقول: الكتاب والأدباء والشعراء لا يموتون بسرعة، فإبداعهم لا يتركهم. كل عام وأنت بألف خير صديقتي وزميلتي فاطمة ، والسعادة والعافية تخيم عند أعتاب بيتك.
جاء في مداخلة جودت عيد: ما أعرفه عن الكاتبة فاطمة ذياب أنها دمثة الخلق جميلة، وفي القراءات القليلة التي قرأتها لها كنت أتمتع بما تكتب، وأذكر أن مجلة الشرق خصصت لها عددا في تكريمها، وكان مثيرا لي أن أتصفح هذه الصفحات، ولكن بقي الهاجس أن أتعرف عليها شخصيا، واليوم كان قراري جميلا بأن استطعت أن أتعرف عليها عن قرب، وأشكر الله على هذا اللقاء الجميل معك ومع الحاضرين، وأعتذر منك ويجب على كل شعبنا أن يعتذر، لأنه لا ينكشف على الآخر وعلى مَن حوله، وإنما نعمل اعتبارا لكل ما ومن يأتينا من الخارج، فنتوجه لإصدار كتبنا في الخارج ولأسباب عدة، مع العلم أنّ لدينا خامات محلية مشرفة، ودائما كانت لدي نظرة جميلة ومشرفة لما تكتبين، واليوم بلورت هذه النظرة بتكريمك، فأنا لم أعلم عن نصك شيئا بسبب هذا الانحسار، والآن أعلم تفاصيل عديدة عنك، فأشكر حضورك المتميز الجميل والمتواضع هذا، والذي يخفى اليوم وللأسف عن كثيرين من المبدعين، فيحق لك هذا التكريم، فأنت كما الزهور في أمسية أيلولية الحضور.. وحاليا أكتب حوارية أيلولية بين رجل وامرأة على الساحة الافتراضية، وهي حوارية شعرية نثرية، فأيلول يعنينا كما يبدو، وأنت زينت أيلول بميلادك وبحضورك وبهذا الاحتفاء بك وبإبداعك، وإن شاء الله مزيدا من العطاء ومن الإبداع.