البحرين تحلّق عبر وزارة الثقافة بجناحيها (الثقافة) و(السياحة) حين تعبر الخطوط الجغرافيّة والبلدان لتقدّم غنى البحرين وجمالها للآخر. وذلك عبر فعاليات وأنشطة ومشاركات إقليمية وعالميّة، تساهم في الترويج للبحرين بما تحمله من عمق ثقافيّ وتراثيّ ومستقبل لصناعة السياحة.
تتواجد البحرين اليوم في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربيّة المتحدّة، وتستمر في تواجدها حتى مارس 2015، من خلال معرض (البحرين القديمة: نفوذ التجارة)، وتقدّم من خلاله روائع مقتنيات متحف البحرين الوطنيّ "الألفيّة الثانية قبل الميلاد – القرن الثالث الميلادي"، وذلك بمتحف الشارقة للآثار.
يوفّر المعرض لمرتاديه صورةً معمّقةً وحصريّةً لآثار البحرين وثقافتها الغنيّة، حيث تم تنسيقه من قبل متحف البحرين الوطنيّ، في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة في البحرين لتعزيز التبادل والحوار الثقافي. كما تم انتقاء القطع الخاصة بالعرض من ضمن مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني، كونها تستعرض أهميَة دلمون القديمة ومكانتها كسوقٍ نابضٍ وحيوي يقع على طرق التجارة البحريّة القديمة التي كانت تربط الشرق الأدنى بشبه القارة الهنديّة.
ويسعى معرض "البحرين القديمة: نفوذ التجارة" لدراسة السياق الاجتماعيّ والثقافيّ من خلال عدسة الثقافة الماديّة للبحرين القديمة، فقد كان لحجم الأنشطة التجاريّة على الجزيرة، وسهولة الوصول إليها، والاحتكاك والتفاعل مع مختلف الأسواق والثقافات، تداعياتٌ اجتماعيةٌ وثقافيةٌ كبيرة.
تم توزيع المعرض على أربعة أقسام رئيسيّة هي "دلمون وتايلوس: قرونٌ من التجارة والازدهار"، "دلمون: مستودع الخليج في العصرَين البرونزي والحديدي (2,000-500 ق. م.)"، "تايلوس، ملتقى طرق التجارة الدوليّة الناشئة (200 ق. م. - 300 م.)" وقسم "ما وراء تأثيرات التجارة: ثقافة فريدة لجزيرة".
تحتوي الأقسام على ما يقارب 150 قطعةٍ أثريّةٍ متنوّعة، مثل الأختام المصنوعة من الحجر الصابوني، والقطع الفخاريّة والزجاجيّة والعاجيّة والأواني المرمريّة المعمولة بدقّةٍ عالية، بالإضافة إلى القطع الذهبيّة والشواهد الجيريّة المتميّزة، حيث تدل هذه القطع الأثريّة على حركة التجارة النشطة للمنطقة في الفترة ما بين الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد، كما وترسم ملامح قرونٍ طويلةٍ من روح المبادرة ومدى ازدهار وغنى التجارة البحرية على جزر البحرين.
البحرين أيضاً متواجدة في أوروبا وتحديداً في مدينة فينيسيا الإيطاليّة بمعرض العمارة الدّوليّ الرّابع عشر من خلال جناحها (Fundamentalists and Other Arab Modernisms)، حيث استلهمت الثّقافة في مشاركتها المعمار العربيّ وتحوّلاته خلال مائة عام، وذلك بالاتّساق مع موضوع المعرض لهذا العام، والذي يحمل عنوان أساسيّات.
وقد تم انتقاء 100 معمار ٍ عربيّ بتفاصيله لمشاركته مع زوّار المعرض، حيث يجسد جناح مملكة البحرين الذي تابعت تفاصيله المهندسة نورا السّايح رئيسة المشروعات الهندسيّة بوزارة الثّقافة، ونفّذه قيّما المعرض د. جورج عربيد وبرنار خوري صاحبا (المركز العربيّ للعمارة – ACA)، مكتبة دائريّة ضخمة وثريّة صُمّمت بواسطة مكتب (DW5) للمعماريّ برنار خوري، وتتشكّل من خارطة ضخمة للعالم العربيّ واتّصاله بخارطة المستعمرات.تتضمّن المكتبة العديد من الكتيّبات التّوثيقيّة والمراجع المعماريّة التي تقدّم مائة معمارٍ ومشروع معماريّ عربيّ في القرن ما بين (1914 – 2014م). وتلتحق بالجناح قبّة بشاشات عرض صمّمها (Safar Studio) لترديد الأناشيد الوطنيّة لاثنين وعشرين دولة عربيّة.
إلى جانب ذلك، يقدّم الجناح مواضيع بحثه ودراساته من خلال مجموعة مكوّنة من 7 مقالات وأبحاث مختلفة تكوّن المحتوى العلميّ للمعرض، وتقدّم لمحة تاريخيّة عن تطوّر العمران في الوطن العربيّ من خلال تناول المكوّنات الجغرافيّة للمنطقة، والتي تشمل: العراق، شبه الجزيرة العربيّة، مصر، بلاد الشّام، شمال القارّة الأفريقيّة العربيّ وجنوب القارّة الأفريقيّة العربيّ.هذا وحظي جناح البحرين بآلاف الزوّار ولا يزال .. كما شهدت له الصحافة العالميّة وكتبت عنه.
وتأتي مشاركة البحرين هذه إلى جانب 65 دولة من مختلف أنحاء العالم، وتُعتَبر هذه المشاركة هي الثّالثة بالنّسبة لمملكة البحرين، إذ حصدت في مرّتها الأولى في العام 2010 جائزة الأسد الذّهبيّ في معرض (ريكليم) الذي انتقل لاحقًا لدول أخرى، أتبعتها مشاركة مميّزة في العام 2012.
ونحو العراقة الأوروبيّة، تشارك مملكة البحرين في الفترة ما بين 3 إلى 6 نوفمبر 2014 في سوق السفر العربيّ بلندن، وذلك ضمن فعاليات سوق السفر العالميّ، وهو الحدث العالميّ الرائد لصناعة السفر الذي يحتفل بمرور 35 عاماً على تأسيسه، حيث أنطلق للمرّة الأولى في العام 1980، وانتقل من أولمبيا إلى إيرل كورت ثم إكسل في لندن.
حيث بلغت المشاركات في العام الماضي أعلى مستوياتها في الحدث، مع مشاركة أكثر من 50 ألف من كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة السفر في العالم، كما وقّع المعرض صفقات وصلت إلى نحو 2.2 بليون يورو في صناعة السياحيّة والأعمال التجاريّة والسفر حول العالم.
ضمن تلك المشاركة سيكون هناك فعاليات وأنشطة وعروض متنوّعة، إضافة إلى تنظيم الاجتماعات الثنائية المشتركة وتوقيع الصفقات التجاريّة الخاصة بالسياحة، حيث تشارك البحرين مع نحو 183 دولة ومنطقة حول العالم، وبحضور أكثر من 100 وزير سياحة وطنيّ.
ومن أوروبا إلى الوطن العربيّ من جديد، تتواجد البحرين الثقافيّة لتعبر زرقة النيل وجماله في جمهورية مصر العربيّة، عبر إقامة فعاليات الأيام الثقافيّة البحرينيّة بالقاهرة.
حيث سيعقد في 13 نوفمبر 2014، مؤتمر صحافيّ للإعلان عن تلك الأيّام، إلى جانب الإعلان عن جائزة البحرين للكتاب لعام 2014، والذي جاء في مبحث "دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات" لدورتها الحالية والمخصصة للكتّاب المصريين. إضافة إلى ندوة ثقافيّة حول دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات، والتي من المزمع أن يقدمها كل من د. صلاح فضل رئيس جائزة البحرين للكتاب، الأستاذ علي حرب والأستاذ إبراهيم بوهندي (من عضوية اللجنة) وذلك للحديث عن دور الفنون في التأثير على حركة المجتمع وكيف يمكن أن تصبح الفنون عاملاً في تطوير الوعي الاجتماعي والثقافي للمجتمعات.
كذلك سيصاحب تلك الأيام افتتاح معرض للفن التشكيليّ البحرينيّ المعاصر، وسيكون الحضور على موعد لسماع الأغنيّة البحرينيةّ الأصيلة من خلال حفلات تحييها فرقة محمد بن فارس لفن الصوّت الخليجيّ.