استضاف معرض "العين تقرأ 2014" الأربعاء الكاتبين سعيد البادي وياسر النيادي في ندوة تحت عنوان "تأثير البيئة على الكتابة الأدبية في مدينة العين" وأدار النقاش عمرو كحيل. وتنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدورة السادسة من المعرض خلال الفترة من 27 اكتوبر/تشرين الأول الحالي إلى 2 نوفمبر/تشرين الثاني في مركز العين للمؤتمرات بالخبيصي، ويشارك في المعرض 68 عارضا محليا يقدمون أكثر من 55 ألف عنوان من الكتب والمراجع العلمية والأدبية باللغتين العربية والإنجليزية.
وأشار في البداية الروائي سعيد البادي أن العين تعتبر مدينة الحدائق والواحات اليوم لكنها كانت قرى متناثرة وصحراء في السابق، وهو الواقع الذي يؤثر أكثر في الكاتب والمبدع، وأضاف "هناك عوامل كثيرة في التنشئة والطفولة تلعب دورا في تكوين المبدع، فمخزون الطفولة والتربية يذهب إلى منطقة اللاوعي ولاحقا يظهر في الإبداعات.. وعندما خرجنا من القرية إلى المدينة واجهنا مزيجا من الثقافات والبشر قد يتخالطون أو يتلاطمون، وهذا يفتح آفاق أكثر لاستكشاف والتوغل في المجتمع". وعن تجربته الشخصية مع الكتابة والتي أفرزت روايات "رحلة في بلاد النارين"، و"مذكرات رحالة" و"مع ملائكة مكة" و"المدينة الملعونة" يقول "ظل الدافع الخفي الذي يحثني على المزيد من الاستكشاف والبحث، واستفدت في ذلك من تجربتي الصحفية، كما أني بقيت أحاول تحقيق رؤيا أمي وهي حامل بي حيث حلمت بأنها تحمل كتابا، في وقت لم تكن فيه مدارس للنساء، وعندما كبرت وجدتني أقرأ كثيرا وما أتعلمه في المدرسة أعلمه لوالدتي حتى أصبحت القراءة فعلا يوميا، والقراءة هي ما يمكننا من اللغة التي تصبح مثل السحر لاحقا. وفي كل كتاباتي ظلت مدينة العين بين الظلوع ونقلت العديد من أجوائها وشخصوها".
ويعتقد البادي بأننا نشهد ندرة المنتج الأدبي الكبير في الإمارات، مع أن إحدى روايات علي أبوالريش صنفت ضمن أفضل 100 رواية عربية قبل سنوات، وهذا دليل على أننا نستطيع الوصول إلى العالمية، فالإبداع ليس له جنسية والمبدع إنسان قبل أن يكون أي شيء آخر. أما ياسر النيادي الذي تتنوع تجربته الإبداعية ما بين التمثيل على المسرح والتلفزيون والسينما والتقديم التلفزيوني، فشرح أنه نشأ في قرية طرفية في العين تعرف بأم غافة تتميز بنسق اجتماعي كان يعتقد انه مختلف عن وسط العين، حتى قرر والده نقله إلى مدرسة وسط المدينة حيث يتنوع الطلبة وبينهم طلاب عرب ايضا، فكانت بمثابة تجربة اكتشاف دون الكثير منها وقد تكون مشروع كتابة لاحقا.
وأضاف النيادي "ربما مدينة العين حكاية لم تسرد بعد، وقد أثرت بي العديد من التفاصيل التي لا تزال في أعماقي مثل يوميات جدتي، وتهيأ والدي للذهاب إلى المعسكر، وانتظاري للسائق الباكستاني ليوصلني إلى المدرسة البعيدة، وجدى في الضحى الصامت. وفي أم غافة تحركت أول كاميرا بين يدي في محاولة لتصوير فيلم أبطاله أبناء عمي وأبناء الحي. ولا يزال هناك حلم صغير في داخلي للحصول على أفضل أوسكار لفيلم أجنبي..".